والمؤلف:حكام العرب استغلوا اسم "الله" فأصبحت أوامرهم "فرمانات إلهية"

كتاب "الإسلام دين رحمة":الله ليس زعيما لقبيلة والقرآن ليس كتابا للقانون

الجمعة، 24 يوليو 2015 03:00 ص
كتاب "الإسلام دين رحمة":الله ليس زعيما لقبيلة والقرآن ليس كتابا للقانون غلاف الكتاب
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الله ليس زعيما لقبيلة من العصور الغابرة ولا ديكتاتوراً، والقرآن ليس كتابا من كتب القانون" هكذا صور مهند خورشيد أستاذُ علوم التربية الإسلامية فى جامعة مونستر الألمانية فى كتابه "الإسلام دين رحمة" رؤيته للطريقة "المغلوطة" التى يرى بها معظم المسلمون إلههم ودينهم.

ويرى خورشيد فى كتابه أن بعض المسلمين لديهم صورة "مشوهة" عن الله، ساهم فى رسمها أئمة المساجد ودروسهم الدينية، فى حين قدم الله نفسه فى القرآن باعتباره إلها محبا لعبيده.

ويشير خورشيد فى كتابه إلى أن الفقه الإسلامى الحالى "أٌحادى"، حيث يصور العلاقة بين الإنسان والله علاقة عبد بسيده، مرجعا ذلك لأسباب سياسية منها استغلال العديد من الحكام المسلمين على مر العصور لإسم الله، ليحظوا بطاعة عمياء من أبناء شعوبهم، وبذلك أصبحت أوامر هؤلاء الحكام بمثابة "فرمانات إلهية"، لا يمكن عصيانها.

وفى هذا الإطار، يقول خورشيد إن استغلال اسم الله، ظل متوراثا من قبل الحكام فى عدة دول ديكتاتورية، حتى أصبح المعارضون لهم مجرد "عصاه" لله فى نظر الرأى العام، لأنهم لا ينصاعون لأوامر المكلفين من قبل الإله.

ويدعو خورشيد قراء كتابه "الإسلام دين رحمة" إلى محاولة الإفلات بأنفسهم من الإطار الذى اضطروا للعيش داخله، من خلال الاعتماد على أنفسهم واستخدام عقولهم، لافتا إلى أن العلاقة التى يجب أن تقوم بين الإنسان وربه لا يجب أن يتم اختزالها فى صورة "ترهيبية" فتصبح طاعة الله لمجرد الطمع فى الجنة وخشية عذاب "جهنم"، التى وصفها بأنها مجرد مواجهة مع النزوات الذاتية، وقصاص لا يأتى من الخارج.

وفى الإطار ذاته، يقول خورشيد إن على البشر أن يسعوا للاقتراب من الله نفسه، لمعرفته، لا إلى الجنة التى تقيهم شر عذابه، لافتا إلى أن ما وصفه بـ"الفقه التقليدى" رأى الجنة والنار باعتبارهما "فضائين ملموسين" للسعادة والعذاب الملموسين، داعيا المسلمين إلى محاولة السمو لمرحلة "الكمال الإنسانى"، والتى وصفها الله فى القرآن بـ"النفس المطمئنة" التى تبحث عن الله، لا عن الرفاهية المادية.

ويرى خورشيد أنه لكى ينأى المسلم بنفسه عن "قولبة" الفقه التقليدى، الذى يعتمد على تأويلات قديمة تقدم الإسلام على أنه دين قوانين صارمة، فيما يلعب الله دور القاضى، الذى يحاسب المذنبين على خرقهم للقوانين،يجب أن يصبح التقرب الله له هدفا فى حد ذاته، مشيرا إلى قول الله فى القرآن:"وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى".

ويشير خورشيد فى كتابه إلى أن معظم المسلمين لا يزالوا يتمسكون بثقافتهم "السمعية" فى معرفة الله، لافتا إلى أن محاولة البحث على إجابات للأسئلة والسعى ليست أسلوبا يلجأ له العديد.

ويؤكد خورشيد أن كل من الأصولين والليبرالين، تعاملوا مع الدين بطريقة خاطئة، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى ركز فيه المعسكر الأول على القشور الظاهرية، رفض المعسكر الآخر وبشكل متطرف كل ما له علاقة بالشكل والطقوس، مكتفين بلفظ الشهادة، داعيا إلى أن تكون للشهادة تجلياتها فى الحياة المعاشة.


موضوعات متعلقة

..
بمساعدة أمريكا.. كتاب "السلطة السوداء" يؤكد:"داعش" أسسه ضباط استخبارات "علمانيين"






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ذكى

ياريت يترجم

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ذكى

ياريت يترجم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة