محمد جمعة يكتب: كلاشيهات من زمن فات

الخميس، 23 يوليو 2015 12:00 ص
محمد جمعة يكتب: كلاشيهات من زمن فات مصطفى شعبان فى شخصية مولانا العاشق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تكتب وتخلق واقعا جديدا على الورق نابضا بالحياة تنسج من خيالك عالما موازيا بشخوص وخيوط درامية وصراعات إنسانية، آهات، ابتسامات دمعة تتهادى فى صمت أو ضحكة يهتز لها الكون عندما يلتئم الحرف بالحرف لتسرد سيرة ومسيرة بطل عملك الدرامى فأنت أمام مسئولية احترام المشاهد الذى قد يفوقك فى الخيال، ولكنك تتميز عنه فى موهبة ترجمته إلى واقع معاش، ولكننا كل عام فى رمضان نجد أنفسنا أمام أفكار معلبة وتجارب غير ناضجة يلجأ أصحابها إلى الكلاشيهات التقليدية المعلبة لاختزال الوقت والجهد والضحك على الجمهور.

ولعل المتابع لدراما رمضان هذا العام يلمس استسهالا فى إظهار بعض النماذج بصورة قديمة ومستهلكة، تكررت عشرات المرات طوال السنوات الماضية، وكأن كتاب تلك المسلسلات يعيشون بكوكب آخر أو فى عزلة عن التطورات التى طرأت على المجتمع المصرى والعربى أو مازال البعض أسرى أساطير وهلاوس مثيرة للسخرية على سبيل المثال لا الحصر نظرة السائحة الأجنبية للرجل المصرى والتى حصرها خيال بعض كتاب الدراما المحدود فى إطار جنسى بحت.

فما أن تلتقى فتاة ذات عينين ملونتين وشعر ذهبى منسدل على كتفيها بشاب مصرى يحيلك الأمر مباشرة لتوقع المشهد الثانى أما تراود الفتاة الشاب عن نفسه أو لهما وقد قضى الأمر واجتمعا على فراش واحد، تلك النظرة القاصرة التى تظهر أى بنت أجنبية مجردة من أى مشاعر إنسانية أو قيم أو أخلاقيات وتأتى إلى بلدنا بحثا عن الرجل المصرى بجبروته وقوته، فهل إن حدث ذلك على أرض الواقع فى حالات محدودة يفرضه كثمة مكررة فى أغلب الأعمال الدرامية وكأنه لا مخرج درامى لإثبات عفة أو فجر الشاب المصرى إلا من خلال هذا المشهد المتهالك الذى كان واحدًا من عشرات الكلاشيهات لجأ إليها كاتب مسلسل "مولانا العاشق" أحمد عبد الفتاح الذى لم يجد تخريجه مناسبة لأحداث عدة سوى من بوابة تكرار أفكار سبقه إليها الكثيرون منها عندما وضع بطل عمله مصطفى شعبان أو سلطان فى اختبار عفة تقليدى عندما كان يعمل سائقا فى إحدى المدن السياحية وفى مشهد يقل فيه السائحة الأوروبية إلى الفندق تقع البنت فى حبال عشقه من النظرة الأولى فتطلب منه أن يزورها بغرفتها ليلا.

ويستمر استغلال الكتاب للكلاشيهات إما لترسيخ صورة نمطية قديمة بقصد إضفاء مسحة كوميدية على بعض الشخصيات لاستدرار الضحك أو لأنها أصبحت لزمة فى أعمالهم مثل الفنان عادل إمام الذى يحرص على تضمين أغلب أعماله بشخصية شيخ الدين المتشدد بصورته الكاريكاتيرية والتى قلما نصادفها فى مجتمعنا فى حين يصر الزعيم على وجودها تختلف أعماله ما بين السينما والتليفزيون وتتعدد الأسماء التى يتعاون معها ولكن يبقى هذا النموذج حاضرا دائما.

وفى مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" للكاتب يوسف معاطى تابعنا تصدى الفنان ضياء المرغنى لشخصية الشيخ السلفى، حيث ظهر مبحلق العينين طوال الوقت يتحدث مزيجا بين الفصحى والعامية بنبرة صوت أقرب إلى الصراخ ويغالط من حوله مستغلا الحديث والقرآن، أزعم أن عادل إمام تدخل لتظهر هذه الشخصية على هذا الحال، ولكن يبقى أن ما يبشر بانتهاء موجة الكلاشيهات ظهور أعمال تركت أثرا إيجابيا لدى المتفرج ومنها على سبيل المثال "تحت السيطرة"، "العهد"، "حارة اليهود" وغيرها غردت خارج سرب التقليدية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد امين

استسهال

فعلا صناع الدراما عندهم استسهال غريب في كل شيء

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود

عمل سيء

فعلا مولانا العاشق مسلسل وحش جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة