واشنطن تقود حملة فى الداخل والخارج لإقناع وطمأنة حلفائها بالاتفاق النووى.. أوباما يروج له فى الكونجرس.. ووزير الدفاع الأمريكى يلتقى الملك سلمان بالرياض لبحث دور إيران وتدريب القوات الخاصة

الأربعاء، 22 يوليو 2015 02:34 م
واشنطن تقود حملة فى الداخل والخارج لإقناع وطمأنة حلفائها بالاتفاق النووى.. أوباما يروج له فى الكونجرس.. ووزير الدفاع الأمريكى يلتقى الملك سلمان بالرياض لبحث دور إيران وتدريب القوات الخاصة الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
باتت تسعى الولايات المتحدة جاهدة لإقناع الداخل والخارج بالاتفاق النووى المبرم مع إيران، ففى الداخل دشن الرئيس الأمريكى حملة لإقناع الكونجرس، وفى الخارج يسعى وزير الدفاع الأميركى أشتون كارتر طمأنة حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط القلقين فى المنطقة حيال الاتفاق النووى مع إيران على رأسها المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وفى إطار ذلك يلتقى اليوم وزير الدفاع الأميركى أشتون كارتر خلال جولته التى شملت إسرائيل والأردن والسعودية الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، وذلك بعد أسبوع على توقيع الاتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى الذى يثير قلق دول الخليج.

وتخشى إسرائيل ودول الخليج خصوصا أن يعطى رفع العقوبات التجارية المفروضة على إيران موارد مالية كبيرة يمكن أن تستغلها لدعم حلفائها فى المنطقة مثل حزب الله اللبنانى.

ويقترح كارتر لتهدئة هذه المخاوف تعزيز التعاون العسكرى مع الحلفاء التقليديين لواشنطن.

وإشار مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تعتزم خصوصا فى السعودية بحث مسائل تدريب القوات الخاصة، والأمن المعلوماتى، والدفاع المضاد للصواريخ، وحرية الملاحة فى مضيقى البحر الأحمر والخليج الاستراتيجيين.

وأضاف المسئول أن كارتر سيذكر أيضا بأن الولايات المتحدة تعتزم التصدى للمتطرفين السنة على غرار تنظيم الدولة الإسلامية.

وزير الدفاع الأمريكى يحاول طمأنة إسرائيل ونتنياهو يحرض ضد الاتفاق فى الكونجرس


وقد التقى كارتر أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أشد المنتقدين للاتفاق التاريخى الذى توصلت إليه الدول الكبرى وإيران، قبل أن يزور الأردن الذى يعد حليفا رئيسيا فى الحرب التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال كارتر لجنود من ست دول ضمن التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن ضد التنظيم فى قاعدة جوية شمال شرق الأردن أن "للولايات المتحدة وإسرائيل التزاما مشتركا لمواجهة النفوذ الإيرانى الخبيث فى المنطقة".

وأضاف أن نتانياهو "أكد بوضوح إنه لا يوافقنا الرأى فيما يتعلق بالاتفاق الذى توصلنا له مع إيران حول برنامجها النووى، لكن الأصدقاء بإمكانهم أن يختلفوا فى الرأى".

وأكد كارتر "سنستمر فى العمل مع إسرائيل وشركاء آخرين فى المنطقة لمواجهة الخطر الإيرانى، حتى ونحن نفعل المثل بخصوص مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية".

وشدد نتانياهو خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى فى القدس على معارضته الاتفاق مع إيران.

وقال أن "الاتفاق سيضع إيران على عتبة ترسانة نووية كاملة فى غضون عقد من الزمن".

وحض رئيس الوزراء الإسرائيلى أعضاء الكونغرس الأميركى على رفض الصفقة، وأغضب الرئيس باراك أوباما فى حديثه أمام الكونغرس فى مارس الماضى حول الصفقة المنشودة حينها.

وأمام الكونجرس الأمريكى 60 يوما بدأت يوم الاثنين لتحديد ما اذا كان سيوافق على الاتفاق أم سيرفضه. ويعارض الجمهوريون الذين يهيمنون على الكونجرس الاتفاق الإيرانى لكن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال إنه سيستخدم حق النقض ضد أى محاولة لإجهاضه.

واعتبر نتانياهو أن الخيار العسكرى يبقى مطروحا رغم أن خبراء يرون أن ضربات أحادية الجانب من قبل إسرائيل يبقى أمرا غير مرجح الآن.

وتواجه إيران اتهامات بدعم حزب الله الشيعى اللبنانى وحماس. وتعتبر إسرائيل أن رفع العقوبات المرتقب عن الجمهورية الإسلامية بموجب الاتفاق النووى سيتيح لها تعزيز مساعدتها لمثل هذه المجموعات.

كارتر فى قاعدة جوية بالأردن


وحطت طائرة كارتر القادم من إسرائيل عصر الثلاثاء فى قاعدة جوية عسكرية شمال - شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا، حيث التقى عددا من رفاق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة الذى قتله تنظيم الدولة الإسلامية حرقا مطلع العام الحالى.

وكان مشهد حرق الطيار، الذى أسر بعد تحطم طائرته فى سوريا، حيا والذى بث عبر شريط مسجل فى فبراير آثار موجة غضب عالميا وسط دعوات للقضاء على التنظيم الإرهابى.

والتقى كارتر عددا من الطيارين الأميركيين المتمركزين هناك إضافة إلى طيارين آخرين ضمن قوات التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتستخدم القاعدة الجوية التى تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية من قبل عدة دول ضمن تحالف دولى تقوده الولايات المتحدة يقوم بعمليات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق.

وتحدث كارتر إلى مجموعة صغيرة من المهندسين المسؤولين عن صيانة طائرات إف16 الأمريكية فى إحدى المخازن فى القاعدة.

وقال الوزير الأميركى "يجب أن يهزم هذا العدو. هذا سيحدث لأن الحضارة تهزم دائما البربرية".

واضاف أن "هذا يتطلب الوقت والشجاعة" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "والجميع خلفكم 100% وهناك دعم واسع للقتال ضد التنظيم".

وقال: "سنواصل العمل مع اسرائيل وشركائنا الاخرين فى المنطقة لمواجهة الخطر الإيرانى مثلما نفعل للتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية".

والتقى كارتر نحو 150 إلى 200 جندى من جنود التحالف الدولى من جنسيات مختلفة وتحدث اليهم بحسب مسئول أميركى يرافقه.

ويلتقى وزير الدفاع الأمريكى اليوم، الأربعاء رئيس الوزراء الأردنى وزير الدفاع عبد الله النسور الذى تشارك بلاده فى ضربات التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا، كما يشارك الأردن فى عمليات تحالف عربى تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين فى اليمن.

الأصدقاء يختلفون


قال كارتر فى قاعدة جوية بالأردن "لا نتفق على كل شىء. ورئيس الوزراء أوضح أنه لا يتفق معنا فيما يتعلق بالاتفاق النووى." وأضاف "لكن الأصدقاء يختلفون".

وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم نشر اسمه فى وصفه للمحادثات "الوزير رد بالطبع على هذه (الاعتراضات)... اتفقنا على أن نختلف على عدة قضايا."

ووصف المسئول نتنياهو بأنه كان "صريحا" و"منفعلا" وذكر خلال المحادثات المغلقة نفس الحجج التى كان يسوقها باستفاضة فى العلن. وفى أحدث تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية دعا نتنياهو المشرعين إلى الصمود انتظارا لاتفاق أفضل.

أوباما يقود حملة لإقناع الكونجرس بالاتفاق النووى


ويقود الرئيس الامريكى باراك اوباما حملة لاقناع الكونجرس بالاتفاق النووى مع ايران أخذته أمس الثلاثاء إلى مؤتمر لقدامى المحاربين والبرنامج التلفزيونى (ذا ديلى شو) حيث هاجم معارضى الاتفاق.

وواجه اوباما فى البرنامج الليلى الكوميدى أسئلة صعبة من المضيف جون ستيوارت.

وقال أوباما عن إيران "هذا خصم. إنهم معادون للأمريكيين معادون للسامية ويرعون منظمات إرهابية مثل حزب الله."

وقاطعه ستيوارت ساخرا "يا له من شريك جيد للسلام."

ورد أوباما قائلا "حسنا كما قيل مرارا" أنت لا تبرم سلاما مع الأصدقاء. المسألة كالتالى.. هل نريدهم أن يمتلكوا سلاحا نوويا؟ الجواب لا."

وحث أوباما الأمريكيين على أن يكتبوا إلى ممثليهم فى الكونجرس ويعبروا عن رأيهم فى الاتفاق.

وكثفت الأدارة الأمريكية جهودها للترويج للاتفاق بدءا من مقر الكونجرس فى كابيتول هيل إلى الرأى العام الأمريكى.

ويراجع الكونجرس الاتفاق الذى أبرمته إيران مع القوى العالمية الأسبوع الماضى ويمكن أن يرفضه. وزادت الضغوط على كابيتول هيل من جانب إدارة اوباما ومعارضى الاتفاق فى آن واحد.

وندد اوباما بالذين "يتبجحون" بكونهم ضد الاتفاق الأخير مع أن البعض منهم سبق وأن قال إن الحرب فى العراق لن تستغرق سوى بضعة أشهر. وتابع قائلا: "نعرف تداعيات هذا الخيار والثمن الذى دفعناه بالدم والمال".

وقال أوباما أيضا "هناك طريقة أكثر ذكاء ومسؤولية للدفاع عن أمننا القومى" مؤكدا إنه لن يتراجع فى حال كانت هناك حاجة لشن عمليات عسكرية، وأن "الزعامة الحقيقية" تقضى أيضا بعدم الخوف من التفاوض.

وأطلقت الإدارة الأمريكية الثلاثاء حسابا جديدا على تويتر للدفاع عن الاتفاق مع إيران تحت اسم "ذى إيران ديل".

وتفتح التغريدة الأولى ملفا خاصا يشرح بالتفصيل الاتفاق مع إيران بالنص والفيديو والرسوم البيانية.

من جهته قال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض "نقوم بنشر وسائل عدة عبر الإنترنت نستخدمها لجلب الدعم للاتفاق الهادف لمنع إيران من تطوير سلاح نووى".

وعلق تيد كروز احد المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية عام 2016 على اطلاق هذه الصفحة على تويتر بارسال تغريدة تفتح رابطا يندد بالاتفاق.

ومن جهة أخرى، جاء فى استطلاع للرأى حول الاتفاق النووى مع إيران أجراه مركز "بيو للأبحاث" إنه من أصل 79% من الأميركيين الذين سمعوا بالاتفاق أعرب 48% منهم عن معارضتهم مقابل تأييد 38% و14% لم يعطوا أى رأى.

يذكر أنه فى 14 يوليو وافقت طهران على تفكيك غالبية منشآتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية التى تخنق اقتصادها بصورة تدريجية لكن قابلة للعودة فى حال انتهاك إيران للاتفاق، واعتبرت القوى الكبرى هذا الاتفاق فرصة تاريخية لوضع العلاقات مع ايران على مسار جديد، الا أن اسرائيل انتقدت بشدة الاتفاق.

ودافع وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف أمس أمام البرلمان عن الاتفاق النووى المبرم مع القوى الكبرى الذى وصفه "بالمتوازن"، موضحا انه كانت هناك ضرورة للقبول بان المفاوضات تتطلب تسويات. وفى خطاب القاه امام مجلس الشورى شدد ظريف على أن الاتفاق الذى ابرم الاسبوع الماضى بين ايران والقوى الكبرى سيضمن رفع العقوبات التى تفرضها الأمم المتحدة والغرب على إيران بسبب برنامجها النووى.

وفى المقابل وافقت إيران على الحد من أنشطتها النووية لعقد على الأقل لكنها ستواصل تخصيب اليورانيوم وسيسمح لها بمواصلة الأبحاث وتطوير تكنولوجيا نووية حديثة.

وكان هناك مخاوف من قبل البعض بأن هذا الاتفاق قد يساهم فى سباق جديد للتسلح فى المنطقة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة