التحرش فى مصر مسلسل متكرر.. لا قوانين نافعة ولا أمن جايب نتيجة

232 هو عدد حالات التحرش التى رصدتها مبادرة "شفت تحرش" خلال أيام العيد الثلاثة، وتداولته عدد من المواقع الإلكترونية وأكدت بعض المصادر أن هذه الأرقام تعنى أن التحرش هذا العام تزايد بنسبة أكبر من العام الماضى، هذا المسلسل المتكرر كل عام لا يتغير فى تفاصيله شىء، على الرغم من بعض الإضافات للمشهد مثل تزايد عدد الحملات المناهضة للتحرش فى الشارع المصرى، فضلا عن تواجد أمنى مكثف فى شوارع وسط القاهرة وتحديدا من الشرطة النسائية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه.

عن نسب التحرش وأسباب زيادة الظاهرة فى الفترة الأخيرة يتحدث عنها لليوم السابع الطبيب النفسى محمد مصطفى وكيف من الممكن علاجها، يقول: "تزايد نسب التحرش فى هذا العام مع وجود قوانين وكثافة فى التواجد الأمنى معنى هذا أننا أمام ظاهرة شرسة خطيرة تهدد المجتمع بالكامل، ولم يعد يصلح أن نتعامل معها بنفس الأفكار البالية القديمة، فهذا تحدى واضح للمجتمع والقوانين والدولة، فالمتحرش مؤمن أنه مهما فعل لن يحدث له شىء هذا الشعور يدفعه إلى ارتكاب هذا الفعل دون خوف".

يستكمل محمد مصطفى حديثه: "90 حالة تحرش جسدى رقم ليس هين على الإطلاق، فى ثلاثة أيام فقط، فهذا رقم مرعب، خصوصا أن المتحرشين أعمارهم منخفضة، وهذا مؤشر أخر خطير على أن الأسباب التى نقدمها دائما كأسباب للتحرش مثل البطالة وتأخر سن الزواج هى أشياء غير حقيقة على الإطلاق، ولا علاقة لها بالأزمة، ففى الحقيقة أن الأمر متعلق بنظرة المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص للمرأة على إنها جسد، فضلا عن تناول الأعمال الفنية للسيدات والتركيز على هذا الجانب فقط، هذه الأعمال الرديئة هى من شكلت عقول الأطفال والشباب الذى يقدم على فعل مثل التحرش، فضلا عن التربية، فكل هذه أسباب كافية لتفشى أفكار كثيرة ضد المرأة، يجب الانتباه إليها والتعامل معها من كافة الجوانب، فالحل الأمنى ليس هو الحل الأوحد للتعامل مع هذه الكارثة المجتمعية".