شيخ الأزهر:المسلم ليس حرا فى أن يأخذ من الكتاب والسنة ما يتماشى مع هواه

الخميس، 02 يوليو 2015 11:28 ص
شيخ الأزهر:المسلم ليس حرا فى أن يأخذ من الكتاب والسنة ما يتماشى مع هواه شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم قد حسم فى آيات واضحة موضوع نهى وتحريم سب الصحابة -رضوان الله عليهم؛ حيث بيَّن فضلهم وقرَّر أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار أو جيل التابعين لهم بإحسان، قد "رَضِى اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" ثم قال: "وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ" ثم قال: "خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا" ثم قال: ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"- سورة التوبة 100- ولا يجرؤ بعد هذه الآية إنسان فى قلبه ذرة من إيمان بالله وتصديق بكتابه وبرسوله أنْ ينطق بكلمة واحدة تسىء إلى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وأضاف فى حديثه اليومى الذى يذاع اليوم على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: أن القرآن الكريم لم يتفرد بحسم موضوع تحريم سب الصحابة الكرام، بل إن الأحاديث النبوية الصحيحة صريحة فى تحريم سبهم وإهانتهم والإساءة إليهم، قال النبى -صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ"، وهذا الحديث مروى في البخارى ومسلم والترمذى ومسند أحمد وأبى داود، وفى معظم كتب السنة، والتى نجد فيها أبوابا معنونة باسم "باب وجوب احترام الصحابة والنهى عن سبهم".

وبيَّن الإمام الأكبر أنَّ من أصول أهل السنة فى هذا الموضوع هو تحريم سب الصحابة تحريما قاطعا وباتًّا، وهذا ما أكد عليه الحديث الشريف من خلال تكرار النهى عن سبهم فى قوله: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى" فالتأكيد اللفظى جاء لتأكيد هذا المعنى، فكأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يثبِّت هذا المبدأ فى قلوب المسلمين جميعًا، ويقول لهم: إياكم والاقترابَ من الإساءة إلى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما يجب أن يفهمه المتلقى هو أنَّ تفضيل الصحابة لم يكن من قبيل الاستنباط، وإنما جاءت به نصوص من القرآن والسنة، تؤكد أن هؤلاء هم أفضل من الجميع، وبالتالى فإن المسلم مطالب بقبول هذه النصوص واحترام الصحابة -رضوان الله عليهم.

وأوضح أن المسلم ليس حرًّا فى أن يأخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية ما يتماشى مع هواه ويترك ما لا يتماشى معه؛ وإلا كان ممَّن قال عنهم القرآن الكريم: "يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ"، فمَن يأخذ ببعض آيات القرآن ويترك بعضها؛ فهذا هو الذى يؤمن ببعض القرآن ويكفر ببعضه، ويكون استدلاله ساقطًا؛ لأنه سيتطرق إليه النقض والاعتراض، فكيف يُستدل بدليل هو فى الأصل منقوض ومعترض عليه؟! والاستدلال لا بد فيه من جمع الآيات كلها فى الموضع الذى تتحدث عنه وتفهم على الوجه الصحيح، فلا يمكن أن يُستشهد بقوله تعالى: "فويل للمصلين" دون أن نربطها بالآية بعدها، ويُمنع الناس من الصلاة، إذ لابد أن تتصل الآيات ببعضها.

واختتم حديثه بأنَّ تفضيل الصحابة لا يكتسب بالقياس العقلى؛ وهو مَن يفعل أكثر أفضل ممَّن يعمل أقل، ولو كانت الفضائل بالقياس العقلى لكان الذى ينفق مثل جبل أُحُد ذهبا، أفضل بكثير من الصحابى الذى ينفق نصف مده، لكن لما بيَّن النبى -صلى الله عليه وسلم- أن الأمر على عكس منطق العقل، علمنا أن الفضيلة أو العدالة إنما هى من جهة أخرى غير جهة العقل، هذه الجهة هى الجهة النص الشرعى أو ما يسمى بالدليل النقلى، المقابل للدليل العقلى، ومِن ثَمَّ فإنهم أفضل المسلمين بالإجماع ويحرم سبهم والاجتراء عليهم بأى صورة من الصور، والذين يجترؤون عليهم لو أعادوا النظر فى هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية وتدبروا هذه المعانى؛ فإنهم سيراجعون أنفسهم ألف مرة قبل أن يطلقوا ألسنتهم فى هذا الجيل الذى زكَّاه القرآن الكريم وزكَّاه النبى - صلى الله عليه وسلم.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

سالم

نريد تعريف محدد للصحابة رضوان الله عليهم

عدد الردود 0

بواسطة:

.

وما رأى فضيلة شيخ الأزهر فى الشيخ ميزو؟؟؟

.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اين شيخ الازهر من الاخوان الارهابيين

لا شيعة و لا اخوان .. مفيش فرق بينهم

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى باشا

الى رقم ( 1 ) مع التحية

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحيم البعيري الاقصر الزينيه بحري

اهل العلم

عدد الردود 0

بواسطة:

Hesham

كلمة حق في زمن كثر فيه أهل الباطل

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً يا فضيلة الشيخ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة