محمد أبوهرجة يكتب: الخوف من المجهول

الأحد، 19 يوليو 2015 12:06 م
محمد أبوهرجة يكتب: الخوف من المجهول صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المستقبل هو الغموض. هو بكرة اللى أنت خايف منه. هو المجهول الذى تحاول الوصول إليه. أسئلة تهاجمك وتسيطر على تفكيرك. تحاول أن تبحث عن هذه الإجابات. هو الخيال والصراع بين الممكن والمستحيل. بين الواقع ومحاولة الوصول للقادم. دائما تسأل نفسك وتحاول أن تصل لأى قرار وتجد الحل فتهدأ قليلا ولكن لا ينتهى الصراع الذى يتجدد دائما مع إشراق كل صباح جديد. صراع تعيشه كل يوم ويصاحبه أحيانا أمراض كالقلق والاكتئاب. صراع يبنى أسوارا حديدية نختبئ وراءها.

دول كبرى أصبح لديها معاهد ومراكز بحثية متخصصة فى التنبوء بالمستقبل والتوقع بمشكلة معينة وكيفية الاستعداد لها قبل حدوثها ووضع سيناريوهات التدخل والحلول الممكنة وهذه الدراسات تساعد على صناعة القرارات التى تؤثر على مصالح الدول والعلاقات الخارجية والشئون الداخلية وتجنب الكوارث والوقوع فى دائرة الخطر فتنظيم الاولويات والبعد عن العشوائية والتخطيط لسنوات قادمة هو الوسيلة الأساسية لمستقبل مشرق.

التنظيم وتحديد القدرات والتطلع لأهداف ممكنة يؤدى إلى مزيد من الاستقرار. على سبيل المثال وبمناسبة نتيجة الثانوية العامة نجد أحيانا أعداد كبيرة جدا من الطلبة تدخل تخصص معين دون دراسة لاحتياج سوق العمل وبالتالى يؤدى إلى ازدياد البطالة. فلابد من وضع خطة منظمة وتحديث منظومة التعليم لتتماشى مع احتياج السوق للعمالة وليست مجرد شهادات لا تساعد صاحبها فى الحصول على فرصة عمل.

يحتاج التفيكر فى المستقبل إلى الموضوعية وعدم الإفراط فى التفاؤل أو التشاؤم فالإفراط فى التفاؤل ووضع اهداف بعيدة وأكبر من الإمكانيات يؤدى إلى نتائج عكسية وإحباط وأيضا الإفراط فى التشاؤم يضعف من الإرادة ويقلل فرص النجاح.

أدوات دراسة المستقبل لابد أن تكون واقعية فلابد من النزول للشارع وأخد الآراء من كل الأطراف وتدوين كل الملاحظات فقد يكون رأى صغير من أبسط الأشخاص يغير من واقع إلى واقع أفضل تماما، ولابد من الاستعانة بكل التخصصات التى لديها الخبرة الحقيقية من معايشة المشاكل التى نعانى منها على أرض الواقع.

تأثير الإعلام كبير جدا فقد يدمر الحالة النفسية للأفراد وذلك بالإفراط فى التشاؤم وإبراز السلبيات دائما حتى لو كانت بسيطة. فكل الدول لديها سلبيات وحوادث وانهيارات ولكن لديهم إعلام ينقل صورة مختلفة تماما عن الواقع لهذه المجتمعات وكأنها تعيش فى المدينة الفاضلة ويساعدها أيضا الدراما والأفلام السينيمائية. وعلى العكس تجد معظم الأفلام والدراما فى مصر تبرز السلبيات والجرائم بشكل عميق مما يجعل العالم ينظر إلينا بصورة سيئة للغاية ويؤثر بشكل مباشر على السياحة والاستثمار والاقتصاد بشكل عام.

وأخيرا المسئولية التى تقع على الأفراد. فلابد أن يشعر المواطن بالمسئولية تجاه الوطن وبأنه جزء من المنظومة فيحافظ على المرافق العامة ولا يسعى إلى التخريب. فالتحضر يقاس بنظافة المرافق العامة وسلوك الأفراد وفى النهاية أقول أن المستقبل قادم لا محالة، ولكن لا نجعل الخوف المفرط من المستقبل يمنعنا من الاهتمام بالحاضر والتنظيم وامتلاك الإرادة القوية ولابد أن نعلم أن الغيب من علم الله عز وجل كما فى قوله تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِى لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ) صدق الله العظيم. الحشر 22








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة