المضاد الحيوى هو نوع من المواد الكيميائية يتم تصنيعها فى المعامل الطبية لتكون قادرة على قتل البكتريا فى جسم الإنسان، وهذه المواد يتم تناولها أو تعاطيها بجرعات محددة عن طريق الفم أو الحقن والمضادات الحيوية لها أنواع كثيرة ويحدد الجرعة المناسبة من المضاد الحيوى والفترة الزمنية المطلوبة لاستعماله نوع البكتريا المطلوب علاجها والقضاء عليها.
والمضاد الحيوى يختلف عن المطهرات، فالمضاد الحيوى يدخل إلى الجسم وينتقل عبر الدورة الدموية ليصل إلى مكان الالتهابات الصديدية والبكتيريا فيقتلها. أما المطهرات مثل مشتقات اليود أو الكحول والديتول والبيتادين والالكانول وغيرها فتاثيرها موضعى حيث تقتل البكتريا فى الأماكن السطحية وليس من الأمان تعاطيها بالحقن أو الفم.
وطريقة عمل المضادات الحيوية تختلف حسب النوع فمنها ما يدمر جدار الخلايا البكتيرية ومنها ما يمنع انقسامها أو يعطل بعض وظائفها مما يعطى فرصة لجهاز المناعة البشرى المتكون من كرات الدم البيضاء وبروتينات المناعة وأجسام المناعة من تدمير الخلايا البكتيرية التى تغزو الجسم وتتسبب فى الالتهاب أو الصديد أو تدمير الأنسجة.
ولذلك فالمضاد الحيوى وحده لا يكفى بدون تحسين مناعة الجسم وذلك يكون بتحسين الصحة العامة والتغذية السليمة والامتناع عن التدخين والأغذية الصناعية والحرص على النوم المنتظم فضلا عن علاج اى أمراض عامة مثل الكبد أو السكر.
وليس كل المضادات الحيوية يمكن استعمالها فى جراحة العظام. حيث أن تركيز المضادات الحيوية يختلف داخل العظام من نوع لآخر كما يختلف من نسيج لآخر. كما أن هناك أنواع معينة من البكتريا تكون العظام أكثر عرضة لها من غيرها.
وفى جراحة العظام يتم استعمال المضاد الحيوى لمنع حدوث التهابات بعد الجراحة الروتينية وذلك فى جرعات تبدأ قبل الجراحة مباشرةً وتستمر لبضعة أيام بعد الجراحة. ويكون استعمال المضادات الحيوية أيضا فى علاج التهابات صديدى أو تلوث بعد الكسور المضاعفة التى يصاحبها جرح أو تلوث. أو فى بعض حالات التلوث بعد الجراحة. وفى هذه الحالات يجب تحديد نوع الميكروبات وتحديد المضاد الحيوى المناسب عن طريق التحاليل والاختبارات الطبية والعينات التى يتم الحصول عليها تحت تعقيم من داخل العظام أثناء الجراحة.
والمضاد الحيوى لا يمكنه القضاء على الميكروبات فى العظام فى حالة وجود أجسام غريبة أو عظام ميتة، حيث إنه فى تلك الحالة لا يكون المضاد الحيوى فى الدم قادر على الوصول إلى هذه الأماكن التى لا يصلها الدم. فتتحول إلى مخبأ للميكروبات لا يستطيع المضاد الحيوى وخلايا المناعة الوصول الية. ولذلك ففى هذه الحالات يجب التدخل جراحيا لإزالة هذه الأجسام الغريبة أو العظام الميتة بعمل تنظيف جراحى بعدن يتم تثبيت العظام جيدا وبناء العظام الجديدة الحية أو زراعتها.
وكثرة استعمال المضادات الحيوية له مضاعفات كثيرة ولذلك لا يجب استعمالها دون إشراف مباشر من الطبيب. من ناحية أخرى فالمضاد الحيوى لا يعالج الألم أو الالتهاب غير الصديدى. فلا يجب أن يستعمله المرضى كمسكن أو مضاد للالتهابات.
وهناك تطورات كثيرة فى مجال استعمال المضادات الحيوية لتقليل المضاعفات وزيادة الفاعلية مثل زراعة المضادات الحيوية الموضعية أثناء الجراحة أو عمل طبقات من المضاد الحيوى على الشرائح والمسامير المستعملة فى علاج الكسور أو التلوث.