استمرارًا لمسلسل التطاول على معارضيه الذى ينتهجه تنظيم الإخوان الدولى، ومحاولته الدائمة للزج بالدين فى السياسة، لتحقيق المصالح الشخصية، وكسب التعاطف، شَبَّه التنظيم معارضى الجماعة فى مصر بـ"جيش أبرهة الحبشى"، و"كُفّار قريش"، فيما أنتقد باحثون فى شئون حركات التيار الإسلامى رسالة التنظيم الدولى للإخوان، مؤكدين أن الجماعة تعتبر أن من يخالفها يعادى الإسلام.
وقال التنظيم الإرهابى فى رسالته الأسبوعية التى تبث من لندن: "ومن بشارة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم يحفظ التاريخ حادثة غزو أبرهة الحبشى لمكة لهدم الكعبة حتى ينصرف العرب إلى كنيس بناه فى اليمن فيجعلوه قبلتهم وحَجَّهم، وما أن وصل جيشه إلى حدود أم القرى بعد سحقه لمن تصدى له من العرب دفاعا عن كعبتهم، لاقاه عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموه له بأنه سيد قريش صاحب عير مكة- التى استولى عليها أبرهة- الذى يطعم الناس فى السهل والوحوش فى الجبال، فاستقبله الطاغية بعد أن رأى مهابته، ثم زهد فيه (كما تقول الرواية) عندما وجد أن عبد المطلب جاء ليسترد إبله ولم يطلب منه عدم هدم الكعبة بمقولته الشهيرة (أما الإبل فأنا ربها "صاحبها" وأما البيت فله رب يحميه)، وذلك بعد أن هرب أهل مكة جميعا إلى الجبال، لأنهم لا طاقة لهم بأبرهة وجيشه الذى يتقدمه فيل ضخم لم يكن العرب قد رأوا مثله من قبل".
فى المقابل أنتقد هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى رسالة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان والتى شبه فيها معارضى الجماعة فى مصر بأنهم أمثال كفار قريش.
وقال "النجار"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "هذه إعادة صياغة عصرية للفكر القطبى الذى وضعه سيد قطب فى كتابه معالم فى الطريق وحاول تطبيقه بتنظيم 65م عندما حول وجهة الجماعة الفكرية من جماعة تعتقد أن الحكم منة من الله ومرهون بمشيئته وتوقيته بيد الله إلى تنظيم يتعامل مع المجتمع والدولة ككتلة جاهلية وأنهم هم العصبة المؤمنة طليعة التغيير وهى التى تحدد كيفية وموعد الاستيلاء على السلطة والصعود إلى الحكم، وأنهم ليسو قطاعاً من هذا الشعب ولا قطاعاً من المجتمع العربى أو العالمى إنما كيان متميز دينياً منفصل عن كل التشكيلات الوطنية أو القومية".
وأضاف "النجار": "بالتالى فإن بيعتهم للمرشد معناها اقامة قيادة غير القيادة الحالية للدولة التى يعترف بها غير الإخوان بحسب ما ورد بالأدبيات القطبية، ولذلك فهم يضعون أنفسهم فى مكانة الجيش العقائدى المؤمن ومن اختلف معهم فى مكان الجيوش المسلحة المعادية للإسلام ذاته كجيش ابرهة الحبشى وجيش قريش فى موقعة بدر".
وقال "النجار": "أرى أن الفترة الحالية تشهد إعادة بعث للفكر التكفيرى القطبى العنيف داخل الإخوان فى محاولة موازية لاستنساخ التطبيق العملى له على الأرض من خلايا سرية مسلحة على طريقة تنظيم 65م ولكن بطريقة أكثر إحكاماً وأكثر تنظيماً لتحقيق هدفين وضعهما قطب، الأول رد الاعتداء على "الحركة الإسلامية" ويقصد بها الانتقام من الدولة باستهداف رموزها وكبار قادتها ومرافقها الحيوية لشل حركة النظام فى حال تعرض تنظيم الإخوان لضربات أمنية قاصمة وتعرض رموزه للخطر، الثانى الوصول إلى السلطة بالقوة بالتحرك من خلال ما أسماه "الطليعة المؤمنة" التى تتبعها الجماهير المؤيدة والمتعاطفة معهم.
وأكد "النجار أن هم الجماعة تحويل الصراع لمعارضيهم بأنه صراع دينى، قائلا: "همهم تحويل الصراع لصراع عقائدى وفريق كفر وفريق إيمان استغلالاً لبعض المظاهر المجتمعية وبعض الوقائع بعينها مع بعض الدعاة لشحن قطاع كبير من الناس دينياً ضد النظام وتوظيف تلك القضايا فى صراعهم السياسى على السلطة".
ومن ناحيته انتقد الدكتور كمال حبيب الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى الرسائل الأخيرة للتنظيم الدولى للإخوان، مضيفاً: "التنظيم الدولى للإخوان بدا يتراجع، ولم يعد له نفس الدور القديم فى الجماعة، وخاصة بعد أن هاجمه عدد من شباب الجماعة بالإضافة إلى الانشقاق الذى حدث للجماعة فى الأردن، فضلا عن قطاعات داخل الإخوان ترى أن التنظيم الدولى للإخوان مخترق من قبل المخابرات الدولية وخاصة السى آى أيه".
وأكد "حبيب" أن التنظيم الدولى للإخوان لم يعد محل ثقة ولذلك لجأت الجماعة لتأسيس المكتب الإدارى للجماعة فى الخارج، مضيفاً: "لغة التشدد التى لجأ إليها التنظيم الدولى للإخوان كالكفر والإيمان والتطرف فى الخطاب يرجع إلى عجز التنظيم الدولى".
وقال "حبيب": "عندما تفشل التيارات الدينية فى مواجهة أزمتها تلجأ إلى الخطاب المتشدد".
تنظيم الإخوان الدولى يتطاول على معارضى الجماعة بمصر ويشبههم فى رسالته الأسبوعية بـ"كفار قريش".. وإسلاميون يردون: الجماعة تعتبر المختلف معها معادى للإسلام.. وتسعى للانتقام من الدولة
الأحد، 19 يوليو 2015 04:18 م