لو تأملنا ثورة يوليو نجد أننا ما زلنا بحاجة إلى أهدافها وهى قابلة للتطبيق، وستظل نقطة مضيئة فى حركة التاريخ المصرى باعتبارها ضد التخلف والتخلص من التبعية والانطلاق لإعادة بناء المجتمع مع الربط بين التحرر السياسى وتحقيق التنمية المستدامة.. كما أنها وحدت الأهداف المجتمعية وأقامت المصانع الكبرى وبناء السد العالى، بل لو رصدنا حجم عدد الوحدات السكنية لمحدودى ومتوسطى الدخل كمثال نجدها لم تتحقق بعد فى أى حقبة زمنية، بل بكل محافظة استاد رياضى، ومنها استاد ناصر بالقاهرة، وتحول بقدرة قادر لمسمى استاد القاهرة فى عهد الرئيس السادات على ما أتذكر.. والإصلاح الزراعى.. وخفض تكاليف المعيشة للطبقات الوسطى.. والقضاء على التفاوت بين الطبقات.. والاتجاه نحو أفريقيا بشركة النصر وتوظيفها لخدمة البلدان الأفريقية.
وبين هذا وذاك امتلكت الثورة الموقع المتقدم بين بلدان العالم الثالث، ومن هنا كان التوجه لإنشاء حركة دول عدم الانحياز.. ولو اتجهنا للبعد الثقافى والتنويرى نجد الانطلاقة المرجوة فى عالم الثقافة والفكر.. بل من أجمل شعارات الثورة: (ارفع رأسك يا أخى).
وأرى أن خطوط الثورة الإصلاحية يمكن النظر لها وأخذ الإيجابيات منها، وترك السلبيات أن وجدت من أجل إعادة بناء المجتمع وعناصر ثورة يوليو كانت تمثل مشروعها الاجتماعى، ومصدر قوتها وضعفها فى آن واحد.. وأفكار الثورة كانت بعيدة عن دائرة الجمود لأن لها سياق اجتماعى وثقافى واقتصادى وسياسى، مما أدى لوقوف الشعب المصرى ورائها ومع رحيل الرئيس عبد الناصر (رحمه الله) لم تجد الثورة من يدافع عنها ومكتسباتها، ويحمى رؤيتها التنويرية والاجتماعية.
وجاء حكم الرئيس السادات ليتم التراجع عن العديد من تطلعاتها لينمو زمن دعاة التأسلم السياسى واغتالوا السادات فى العام 1981.. ونما فى عهده الانفتاح الاستهلاكى الذى دمر الصناعة الوطنية تماما.. ولننظر بتأمل لحركة بلدان كانت تتشابه ظروفها مع أوضاع مصر الاقتصادية مثل: الصين والهند وماليزيا وبلدان شرق أسيا.. وتلك البلدان حققت أهدافا تنموية على أكثر من صعيد، والصين كمثال تعدادها السكانى أكثر من 1300 مليون نسمة والهند أكثر من مليار نسمة وهذا توضيح أن الكثرة السكانية لا تعيق التنمية فى ظل التخطيط المستقبلى البناء، ونحن نحو 90 مليون نسمة، بل من إنجازات ثورة يوليو تأميم قناة السويس فى العام 1956.
وثورة يوليو كانت قادرة على مواجهة التحديات فى الداخل والخارج وبنجاح منقطع النظير وما بقى من الثورة البناء الاجتماعى، وهو اليوم صار مطلوبا أكثر من أى وقت مضى.. ولو اتجهنا لمسمى الشرق الأوسط الجديد نجده يسير بنفس وتيرة مخططات تفكيك البلدان العربية إلى دويلات طائفية وعرقية وذات التوجه نتعايش معه اليوم وعلى أكثر من صعيد.. وكانت الثورة تنشد التوحد العربى لمواجهة حجم التحديات التى تواجه الأمة العربية والإسلامية.. إذن فلننظر لمصر الثورة الجديدة ما بعد 30 /6/2013 من خلال العمل السياسى البناء ولتحقيق التنمية المستدامة وبخطط طويلة وقصيرة المدى.
يحيى السيد النجار يكتب: ثورة يوليو نقطة مضيئة فى التاريخ المصرى
السبت، 18 يوليو 2015 08:00 م
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى على
ثورة 30يونيو 2013
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
حرام عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
نهاد
حرب أكتوبر آخر إنجازات ثورة يوليو
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال المصري
العكس تماما