تكلمنا كثيرًا على ضرورة تجديد الخطاب الدينى والفكرى، وبح صوتنا على مدار عام كامل ونحن نرى كل يوم مشاهد القتل والعنف والارهاب بكل أنواعه وأشكاله من حولنا، وطالبنا الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، وكل مؤسسات المجتمع المدنى والتعليم والثقافة والإعلام وكل المؤسسات المعنية فى التواصل مع بعضهم البعض للوصول إلى خطاب دينى معتدل، يبنى المجتمع ولا يهدمه، يحافظ على السلم العام بين الأديان والمذاهب والطوائف ولا يهددها بعد أن وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى العام الماضى بضرورة تجديد الخطاب الدينى .
ولكن مر العام ولم يتغير شىء، وما زال دور الأزهر الشريف الذى هو منارة العالم ضعيفًا فى هذا الشأن، وما زالت الأيدى مغلولة ومقيدة داخل أروقة الأزهر الشريف فى العمل على تجديد الفكر الإسلامى، ويأتى الرئيس السيسى مرة أخرى هذا العام فى الاحتفال بليلة القدر، ويقوم بتصويب نظرة حادة إلى شيخ الأزهر ويقول له: "يا فضيلة الإمام فى مشكلة كبيرة أوى والله.. فى مشكلة كبيرة جدًا فى فهمنا وممارستنا لدينا ".
وهذا يعنى أن الرئيس يرى ويدرك خطورة الوضع ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم كله، وأن تلك الممارسات والمفاهيم الخاطئة الذين يروجون بها المتطرفون هى من تسىء لصورة الإسلام فى سماحته وإنسانيته بين الناس، فهؤلاء المتطرفون يصدرون صورة مسيئة جدًا للإسلام والمسلمين.
فإذا كان الرئيس أدرك هذا الخطر، فمن الأولى أن يكون الأزهر الشريف متيقظًا حذرًا يرى ما تفعله الميليشيات الإرهابية و"الدواعش" فى العراق وسوريا وليبيا وسيناء، أيضًا يرى الخطوات الخبيثة الإيرانية من خطورة بسط قواها فى المنطقة العربية و"تشييعها" إلى متى يدرك شيخ الأزهر ذلك؟ ومتى يتحرك لكبح جماح الإرهاب والتطرف دينيًا وفكريًا؟
هل سننتظر إلى توجيهات السيد الرئيس مرة أخرى فى هذا الشأن؟ !
من وجهة نظرى أنا لا أعتقد أنه سينتظر مماطلة الأزهر الشريف أكثر من ذلك، فى تحقيق هذا الخطاب الفكرى الذى طال انتظاره، وربما سيكون هناك إجراءات "استثنائية" فى جعبة الرئيس، لا يفصح عنها بعد، فنظرته الحادة وكلماته المتتالية وجهت لومًا وعتابًا وربما يكون الإنذار الأخير إلى الأزهر وعلمائه، إذا استمر الوضع بهذا البطء والفشل معًا، فلابد إنجاز هذا الخطاب الفكرى والدينى بأسرع وقت ممكن، فكل يوم يمر يسقط ضحايا وقتلى فى سبيل الفكر المتطرف والإرهاب، تتشرد وتقتل الأطفال، النساء تباع جوارى فى أسواق الرق كما كان يحدث أيام الجاهلية، يلحد الكثير من الناس بسبب هذه الأفكار، إلى متى سنرى الإسلام يهان بهذه الصور المسيئة والشاذة على أيدى الجماعات المتطرفة والإرهابية ومن يتفق معهم على هذه الأفكار والممارسات القبيحة التى يتبرأ منها الإسلام قولاً وعملاً.
محمد حمادى يكتب: السيسى.. وتجديد الخطاب الدينى..كلاكيت تانى مرة
السبت، 18 يوليو 2015 04:14 م