يأتى العيد..فهل تستطيع أن تقاوم جاذبية مسرحية "سك على بناتك" للفنان الراحل الكبير فؤاد المهندس، أو تتجاهل مسرحيات "وجهة نظر"أو "تخاريف" أو "الهمجى" للفنان محمد صبحى، كلها أعمال فنية خالدة، ارتبط عرضها على شاشة التليفزيون بالعيد، وكلها أعمال مرتبط اسمها باسم مؤلفها الكاتب الكبير لينين الرملى، فهو دائمًا صاحب رؤية فنية مختلفة، يقدم فى أعماله الواقع الاجتماعى فى قالب كوميدى بإسقاط أحيانا رمزى، وأحيانًا واضح، ليخرج فى النهاية عمل فنى متكامل.
هو أحد الخالدين بفنه الذى تجاوز فكرة الأجيال، ولم يقتصر مشاهدته على جيل واحد فقط، بل يستمتع به الآن الصغير قبل الكبير، ومهما أثيرت الشائعات أو الأقوال حوله، يبقى اسمه بارز كأحد عمالقة التأليف المسرحى فى مصر، ولا ينكر أحد أن لينين الرملى موهبة كبيرة وكاتب كوميدى من طراز فريد يمتلك قواعد اللعبة بمهارة.
وأبرز ما يميز لينين الرملى هو حسه الكوميدى المرير، فهو يكتب كوميديا تعطى نفس التأثير التراجيدى من نقد الذات والسخرية من الواقع المرير وتناقض شخصياته البلهاء والمتغطرسة المغترة بغبائها، وتبدأ ملامح الدراما الكوميدية عنده فى اختيار شخصية ذات ملامح وصفات محددة، يحدد طابعها وصفاتها الفعل الدرامى ودائماً تكون هذه الشخصية هى القوة الفاعلة التى تحرك الأحداث فى أعماله المسرحية أيضاً وفيما بعد التليفزيونية ولا تشتبك من خلال طباعها وصفاتها مع قضايا اللحظة الراهنة العميقة والمؤثرة كما كان يفعل الجيل السابق عليه، إلا فى السخرية من بعض المواقف الاجتماعية.
وظهر لينين الرملى فى وقت كان تألق المسرح المصرى فيه يتراجع، وضوءه ينطفى، فكتب مسرحية "الكلمة الآن للدفاع" عام 1973 ويجسد من خلالها شخصية محام شاب مثالى ومثقف، ويدفع ثمن مثاليته بأن يخسر كل شىء، إلا أنها لم تعرض على خشبة المسرح، وفى العام التالى كتب أولى مسرحياته التى عرضت، وبدأت معها شهرته وهى "إنهم يقتلون الحمير" إخراج جلال الشرقاوى وتوالت بعدها أعماله الناجحة، حيث كون فيما بعد ثنائيًا ناجحًا مع الفنان محمد صبحى، وأسسا معًا فرقة "ستديو 80" بعد أن تفوقت شهرته المسرحية على أسماء راسخة وكبيرة.
ولد لينين الرملى فى القاهرة عام 1945، وحصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية، قسم النقد وأدب المسرح عام 1970، وكتب العديد من المسلسلات بجانب كتابة المسرح منها "فرصة العمر، كاية ميزو، شرارة، مبروك جالك ولد، دعوه للزواج"، ومن أول أعماله السينمائية "النعامة والطاووس"،وفيلم "الإرهابى" للمخرج نادر جلال، وبطولة الفنان عادل إمام، وهو أحد علامات السينما المصرية الحديثة، وكذلك فيلم بخيت وعديلة، بجزأيه الأول والثانى.
موضوعات متعلقة..
"الثقافة" تشدد على تطبيق التصنيف العمرى فى أفلام العيد منعا لانتشار العنف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة