بالصور.. "كحك العيد" فى الصعيد لمّه وفرحة وزغاريد.. الأهل والجيران والحبايب "إيد واحدة" علشان ينوبهم من الحب جانب.. وأغانى "يا كحك العيد ياحنا" تسيطر على الأسر المصرية فى تلك المناسبات

مع اقتراب انتهاء شهر رمضان، وقبل يوم العيد بأسبوع، يتسابق السيدات، منذ الصباح الباكر، على محال البقالة لشراء البكين بودر والخميرة والسكر وجميع لوازم صنع البسكويت وحلويات العيد.

"وعلى طبلية واحدة وعجانة وماكينة تقطيع البسكويت" تجتمع العائلات بالصعيد فى منزل واحد لنقش الكحك ورصه فى "صاجات".

على أنغام الأغانى والزغاريد واللمة يحلى الكحك

وعلى أنغام الأغانى الصعيدية والزغاريد والتصفيق تتذوق بسكويت وكحك وبديفور وجميع الحلويات "من إيدين ست البيت"، فالأم والزوجة والبنات والأبناء وحتى الجيران والزوج يشارك الأسرة فى عمل كحك العيد وسط جو ملىء بالفرحة والسعادة والزغاريد، والذى يبدأ منذ الصباح وحتى انتهاء اليوم، وقد يستغرق عمل الكحك عدة أيام فى البيت الواحد.

فالأسر بالصعيد مازالت تفضل صنع الكحك بأيديهم كجزء تراثى وأحد الطقوس المكملة لشهر رمضان واستقبال عيد الفطر، حيث إن الكحك من أبسط وأسهل المخبوزات، كما أن الكحك لا يقتصر عمله بالأعياد فقط ولكن فى المناسبات الجميلة، مثل الأفراح ويضاف لجهاز العروسة، وأنه من الأشياء المقدسة فى عيد الفطر.

وقبل أن يتم وضع الصوانى فى الفرن، سواء البدائى، أو الحديث، الملحق بالبوتاجاز، لتبدأ مرحلة أخرى من الانتظار، وعن التوقيت المناسب لنضوج الكحك، فقد يطول بعض ما، وبقدر ما تكون حالة الانتظار ثقيلة، بقدر ما يسعد الأسرة رؤية الكحك، وقد نضج وتماسك، وبدأت رائحته المميزة تملأ المكان.

علب الكحك الجاهزة

لا يمكن مقارنة علب الكحك الجاهزة، بما تقوم به الأسرة داخل المنزل، حيث لا يحمل الطابع الإنسانى، من اختلاف أحجام الكحك، وتلاصق بعضه ببعض، والنقوش المختلفة لكل كحكة، فى الحجم والعدد، والتى تختلف عن الكحك الجاهز، المصنع بآلية، حيث الأحجام والأشكال متشابهة، فى دقة تفرضها القوالب الجاهزة، التى تصنع منها الكحك.

الكحك عادة فرعونية

ورغم أن الاهتمام بالعادات الاحتفالية المصاحبة للأعياد والمناسبات الدينية، فى مصر، يعود إلى العهد الفاطمى، إلا أن المهتمين بدراسة تاريخ العصر الفرعونى، يؤكدون أن عادة الكحك تعود إلى العصر الفرعونى، حتى أن المقابر الفرعونية كانت تحوى الكحك، حيث يتم وضعه مع الميت، حتى يستعين به كغذاء، فى رحلته إلى العالم الآخر، وكان الكحك وقتها ينقش بنقوش شبيهة بكحك اليوم، والتى كانت كنوع من التقرب من الإله آتون، اله الشمس فى الحضارة الفرعونية.

"يا كحك العيد.. يا إحنا"

الأغانى المرتبطة بالكحك، تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، أشهرها أغنية "يا كحك العيد.. يا إحنا"، التى لا يمكن أن تخلو عملية صناعة الكحك المنزلى من ترديدها، وإذا ما ذهبت إلى أحد البيوت المصرية فى صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، لن تجد بيتا يخلو منه ويقدم لكل من يأتى من الضيوف مع بعض الحلوى.

أدوات تصنيع كحك العيد

وقبل كل عيد تقوم الاسرة بتجميع أدوات عمل الكحك وهى ماكينة الكحك اليدوية البسيطة، والطبلية أو ما ينوب عنها لتركيز الماكينة بها، وشفرات تغيير أشكال البسكويت، والصيجان، والعجانة التى تحتوى على العجين والزيت أو السمن لمسح الصيجان، والفرن البلدى أو الحديث.

أم محمد تقول "نفضل الكحك الذى نصنعه بأيدينا، رغم جهده مع تنظيف المنزل قبل العيد لكنه يعد سببا لفرحة أطفال العائلة فى لمة صنع الكحك، فالكحك الجاهز بقى غالى قوى وكل سنة بيغلى عن اللى قبلها، لكن الكحك المصنوع فى البيت أوفر وحاجاته بسيطة، لكن متعة صنعه أكتر" وعلى الفرن البلدى يحلى الطعم ويحلى الكلام.

وللكحك والبسكويت استخدامات عديدة

وبعد الانتهاء من عمل الكحك يتم تجميعه فى كراتين، ويتم تقسيمه إلى أجزاء، جزء يتم توزيعه على الجيران الذين ليس لديهم القدرة على عمله، وجزء للأقارب، وفى زيارات الأبناء، وفى الأفراح، وكذلك يذهب معظم الناس فجر يوم العيد لتوزيع نسبة منه على المقابر للتقرب إلى الله وإخراجه كصدقة على روح المتوفى، ومساعدة المساكين.