نقلا عن صحيفة "الشعب" الصينية
نشرت صحيفة "الشعب" اليومية الصينية، مقالا عن يوميات إمام مسجد صينى، خاصة فى شهر رمضان المبارك، كنوع لإظهار مدى التعايش بين أطياف الشعب الصينى.
وإليكم نص المقال
يوم الإمام يانج جيه، فى قرية "سانج قونجهو" محافظة ذاتية الحكم لقومية هوى، منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم حافل بالنشاط، ووقته موزع بدقة وبشكل مناسب فى شهر رمضان، يومه بدأ الساعة الثالثة وأربعين دقيقة صباحا لممارسة الرياضة، ومن ثم تناول السحور مع زوجته.

الساعة الخامسة وثلاثون دقيقة، خرج الإمام يانج جيه من بيته وتوجه إلى المسجد ليصلى بالمؤمنين صلاة الفجر، وبعد الساعة السادسة وعشر دقائق حمل هاتفه الجوال بيده لتصفح الأخبار اليومية، والإجابة على أسئلة الجماهير على الويتشات، وردا على سؤال عما إذا كان الذهاب إلى المستشفى ونزع كمية من الدم للتحليل خلال شهر رمضان يعتبر من المفطرات، قال الإمام يانج جيه إن ذلك لا يخالف المذهب، والدين لا يؤثر على حياة الإنسان اليومية.
توجه الإمام يانغ جيه الساعة التاسعة والحادية عشر صباحا إلى مسجدين فى قرية مجاورة للمشاركة فى دروس حفظ القرآن، وقال: "دعونا أئمة آخرين للمشاركة فى الأنشطة الدينية المنعقدة غدا فى مسجد قريتنا."
بعد انتهاء دروس حفظ القرآن، يسرع الإمام يانج جيه للعودة فى الوقت المناسب لمشاهدة الأخبار اليومية عند الظهر، كما ينشغل يوميا فى فض النزاعات بين الناس والرد على أسئلة الناس، لذلك، يحاول باستمرار توسيع معارفه والحفاظ على مواكبة العصر. وفى العام الماضى، نجح يانج جيه فى تحقيق وساطة ناجحة وفض النزاع بين القرويين باستخدام المعلومات القانونية التى تعلمها من برنامج تلفزيونى "قول اليوم".
الإمام يانج جيه يسجل ملاحظات عن كل ما يسمعه من أخبار يوميا، وبلغ عدد الدفاتر المسجلة ثمانية حتى الآن، وحول أخبار البورصة، قال يانغ جيه إن اهتمامه بالبورصة وسوق الأسهم بدأ عام 2006، لكن فى شهر رمضان يساعده أصدقاؤه على الإدارة، وبعد انتهاء الشهر يعود ويديره بنفسه.
فى البداية، كان هناك الكثير من الناس يشككون فى شرعية انشغال المسلمين فى سوق الأسهم، ويعتقد يانغ جيه أن سوق الأسهم ليست مجرد وسيلة لتعلم اقتصاد السوق وإنما محاولة لتحقيق حياة أفضل.
مضيفا: "أنا صاحب الأسهم الرئيسى فى القرية."
1- الإمام يانج جيه يسجل ملاحظات عن كل ما يسمعه من أخبار يوميا
وأشاد مادولونج وسونج تشيانج كادران فى المحافظة بالأعمال التى يقوم بها الإمام يانغ جيه يوميا، وما يتمتع به من معرفة واسعة بعلم الحديث وعلوم البلاغة.
فى الواقع، يانغ جيه يعلّم الناس كيفية تطبيق القيم الإسلامية الأساسية للحياة الحديثة، وباللغة التى يفهمها عامة الناس.
وكثيرا ما يقول اإلمام يانج جيه للناس: "الإسلام يدعو إلى تعلم سائر العلوم النافعة وضد ارتكاب الأخطاء والخرافات والجعل والعنف، والمؤمن الذى لا يفهم هذا تبقى صلاته شكلية لا معنى لها إطلاقاً"، مضيفا، قال الله تعالى فى سورة البقرة: "لا إكراه فى الدين".
لماذا الصلاة عماد الدين؟ يوضح يانغ جيه ذلك بقوله، الصلاة ركن أساسى من أركان الإسلام وعماد الدين لأنها طهارة النفس ومحاسبة النفس، لذلك من معانى إقامة الصلاة أن يكون المؤمن مستقيماً ولا يفعل شيئا سيئا، وأن التقليدى لا يمثل المحافظة ولا يتعارض مع الثقافة الحديثة. والدين الإسلامى دائمًا وأبدًا يدعو إلى النجاح فى الحياة الدنيا والآخرة، فالإسلام دين السعادة الحقيقة وليس شقاء، وإن الروح هى أغلى ما يملك الإنسان قبل العقيدة.
قبل صلاة الظهر فى الساعة الثانية، جلس يانغ جيه لتحضير الخطبة التى سيلقيها فى يوم الجمعة المقبل، وقال إنه فى الأسبوع الماضى، كان عنوان الخطبة "معرفة القانون"، وأن خطبة هذه الجمعة سوف تكون حول ما شرعه الدين وما لم يشرعه الدين.

2- يشاهد الإمام يانج جيه الأخبار ويبحث عن المعلومات عبر الإنترنت
بعد صلاة الظهر فى حوالى الساعة الثالثة ظهرا، استقل يانغ جيه سياراته الخاصة لزيارة قاعدة تربية المواشى قيد البناء فى القرية، وقال خاو كاى فانغ مسئول فى قرية سانغ قونغهو، إن الإمام يانغ جيه أختير ممثلا للدورات الأربع المتواصلة فى مجلس نواب الشعب لمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور، ليس فقط لأنه يعلم المؤمنين حب الوطن وحب الدين وإنما يلعب دور ممثل الشعب، لنقل تطلعات أهل القرية إلى الحكومة لتحسين معيشة القرويين.
وقال يانغ جيه، إن القرية كانت تعتمد فى الماضى على تربية المواشى، وفى السنوات الأخيرة فى ظل سياسة الحزب الجيدة، توسع نطاق الزراعة تدريجيا عند القرويين، وأنشئت تعاونيات أيضا، مضيفا: "فى أواخر العام الماضى، طالب أهل القرية من خلاله دعم الحكومة على توسيع حجم التربية وإنشاء مجمع التربية أكبر، وفى شهر يناير هذا العام نقلت الاقتراح إلى اجتماع مجلس الشعب فى منطقة الحكم الذاتى، وكان الرد سريعا وتم دعم قطاع تربية الحيوانات" واليوم، تتلقى قاعدة التربية 30% من الدعم الوطنى، ويمكن للمزارعين التمتع بقروض بدون فوائد لشراء البقر.
وقريبا سوف ينتهى بناء قاعدة لتربية المواشى، وسيتسع لـ3000 بقرة، وهنا لا يتحقق إدارة موحدة، تربية موحدة فقط، ولكن أيضا تحقيق مبيعات موحدة فى النهاية.
وأشار خاو كاى فانج إلى أن يانغ جيه أول إمام فى القرية يستخدم الدراجة النارية، والهاتف المحمول ودخول سوق الأسهم، وأول من اشترى سيارة خاصة وأول من يستخدم الإنترنت العريض.
وابتسم يانج جيه قائلا: "هذه الاشياء كانت شائعة منذ فترة طويلة، والحقيقة أننى لست الرجل العصرى الأول فى المناطق الريفية فى شينجيانغ."
موضوعات متعلقة:
- الخارجية الصينية تشيد بالتقدم فى مشاريع التعاون الصناعى بين بكين والقاهرة