كفراشة مراوغة هى الأحلام.. تبدو جميلة جدا.. رائعة الألوان.. حرة.. خفيفة.. لكنها على قدر حريتها، هى هشة جدا..
عنيدة هى الأحلام ومكابرة.. تولد صغيرة غير براقة تكون كيرقة دقيقة تحلم أن تصنع جمالاً..
بالصبر الشغوف تصنع شرنقتها، تنسجها فى هدوء وكأنها تصنع لنفسها سجن ما فتتوقف كل النغمات حتى إشعار آخر.. تمنع عنها الضياء والحرية لكنها تعلمها النضوج وتعدها بالسعادة التى يحملها لها مستقبل بعيد.. بعيد بعد النجوم عن بعضها..
بالقليل من التمرد تترك شرنقتها لتسافر فى هذا العالم الواسع جدا فخورة بألوانها..
تخرج الفراشة للبحث عن إجابات مقنعة لأسئلتها الحائرة دائما. اين يخفى الهلال ما ضاع منه؟! وكيف تولد النجوم وتموت؟! أين يقيم الصيف حين يحل الشتاء كصديق قديم كثير الحقائب والهدايا؟!
وحين يعيها دوران الأيام تخلو لحظات إلى نفسها لتعيد التفكير، تلقى الشك فى كل شىء قد اعتبرته من قبل يقينا.. عندها تجد ما هو يفوق أسرار القمر والنجوم الهائمة على وجهها دهشة.. حين تنظر إلى داخلها، حين تنقل أفكارها بين أجنحتها الهشة وعمرها قليل الأيام وبين روحها التى تسافر منذ قرون وافكارها المعلقة كهلال يزداد وينقص.. حين تعيد اكتشاف ذاتها..
عندها ستكتشف أن شرنقتها أوسع من الكون..
وأن وحدتها أكثر صخبا من موسيقى المطر..
وأن أجنحتها الهشة أقوى من العالم وضجيجه..
عندها تتقن الرقص وحدها بين كل الأزهار التى تنعم بقبلات الشمس...
فتظل تدور وتدور حتى تمل الألوان عمرها.. وتغنى حتى يسقط القمر صريعا لأحلامه..
فراشة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور --استراليا--
نشات رشدي منصور. يكتب من. استراليا يافراشتي. المحبوبة