بعد لحظات من ظهور نتيجة الثانوية العامة نستمع فى منازلنا إلى صراخ ممزوج بأصوات الأقلام ولسعة الحزام والتوبيخ المتين، لنعلن بهم عن نتائجنا التى لا تعجب الأهل فى أغلب الأحيان، ومثل هذا اليوم كل عام نجلس لنتذكر يوم ظهور نتائجنا فى الثانوية العامة لنضحك ونرى علامات الإصابات التى أصبحت مستديمة سواء فى أذهاننا أو أجسامنا من عقاب الأهل وردود أفعالهم.
تقول "مها حسين"، خريجة كلية تجارة، "يظن الأهل أن أبنائهم يخافون فى الفترة ما قبل الامتحان، ولكن الحقيقة أن الخوف الأساسى من يوم النتيجة، لأن هذا اليوم هو تاريخ تحديد مصير الطالب أو الطالبة، ليس لمكتب التنسيق والجامعة ولكن هل سيعيش بعاهة مستديمة أو يمر اليوم ببعض الأقلام على بعض الكلمات غير المحبب، وتختلف طريقة تهزيق البنت عن الولد، وليلة نتيجتى كانت والدتى متولية أمر إلقائى "بالشبشب" ووالدى تخصص فى التهزيق".
وبعد فترة من الضحك، تذكرت "منى محمد" يوم نتيجتها وما حدث لها فيه، قائلة: "المفروض نقول حقا يوم النتيجة يكرم المرء أو يهان، لأن الامتحان حاجة بينك وبين المصحح، لكن النتيجة حاجة ثانية بتكون بينك وبين أهلك وهو الأصعب، يوم نتيجتى كان تاريخى قررت أقوم بنفس دور أخى وذهبت إلى جدتى حتى تمنع عنى ما سيحدث لى، لأن أبى وأمى لم يروا أمامهم منذ ولادتى غير كلية الطب مستقبل لى، ولأنى حصلت على 80% كانت صدمة لهم، وبعد حصولى على وثيقة الأمان استطعت دخول المنزل مرة أخرى، وعرفت من الجيران أن الحيطان هى اللى كانت بتتضرب".
"بلاش يا جماعة سؤال هى بنتك عملت إيه؟ لأنه بيفكر الأم بالكارثة وترجع تضرب وتسب البنت مرة ثانية بعد ما تكون نسيت" هكذا بدأت "مى حامد" حكايتها مع يوم النتيجة، وأضافت: "الأقلام كانت وسيلة التسلية الوحيدة لوالدتى فى الطريق من المدرسة حتى المنزل، وظننت أنها بذلك تخلصت من غضبها، لكن كل ما حد يسألها هى عملت إيه تعيد الشريط من البداية من الضرب والسب من أوله".
"تجمعت خطط الأفلام التى تتحدث عن الهروب فى ذهنى" هكذا تذكرت معنا "شروق محمد" ذكرياتها عن يوم نتيجتها، وتضيف: "الجرى هو كل الجدعنه، لأن المواجه غير متكافئة ولا يمكنك الوقوف أمام أهلنا فى هذه اللحظات الصعبة، والدولاب كان مكان هروبى، حتى قاموا الجيران بدورهم فى تهدأت أمى ليكون الطريق آمن أمامى للخروج".
"جرح عميق" يلخص ما حدث لى نتيجة إلقاء "الشبشب" و"الأحذية"، هو ما عاشته "مريم أيمن" يوم النتيجة الثانوية العامة، وتضيف: "الثانوية العامة عملت ليا عاهة مستديمة كل ما أراها أتذكر النتيجة، والتى لم تغير من مستقبلى شىء، حصلت على شهادة ليسانس وتزوجت ونهايتى كالعادة فى المنزل".
"ليه أهلينا عايزينا نحقق أحلامهم.. إحنا كمان لينا أحلامنا عايزين نحققها"، هى الجملة الأولى والأخيرة التى نطقت بها "سمية سمير" بعد حصولها على مجموع 85% فى الثانوية العامة، وكان هناك قلم على وجهها أفقدها التحدث لعدة أيام.
"لما كل الطلاب والطالبات يدخلوا كلية الطب والصيدلة والهندسة باقى الكليات مين يدخلها"، هكذا علقت "صفاء علي" على نتيجة الثانوية العامة الحالية، وتتذكر معنا يوم نتيجتها وتقول: "بدأت الليلة ببعض من التوتر وتابعها كلمات مطمئنة من والدتى وثقتها فى مجهودى وفى ربنا، وأول ما شافت النتيجة كل وسائل الطمأنة تحولها لكلمات رصاص وفتح ملفات قديمة مثل "بدل النص ساعة اللى كنتى بتريحى فيهم أعصابك من المذاكرة كانوا يبقوا 5 دقائق علشان تجيبى مجموع أكبر"، "انتى دماغك كانت فين وأنتى بتذاكرى أكيد كانت فى المسلسلات والخروج"، "أنتى ضيعتى تعبى عليكى"، وغيرها من الملفات التى لا تنتهى، وبعد النظر فى درجاتى والمجموع وجدت أنهم 92% "مش ساقطة يعنى"، وكان القرار زغروطة حلوة رنت فى بيتنا بنفسى".
الفتيات يتذكرن يوم نتيجة الثانوية العامة.. الأقلام والشتائم رد الفعل الأول للأهل.. والفتيات يتشبهن الأولاد فى الهروب من المنزل عشان اليوم يعدى.. وأخريات سعدن بالنتيجة وغنوا "زغروطة حلوة رنت فى بيتنا".
الأربعاء، 15 يوليو 2015 08:11 م
نتائج الثانوية العامة فى المدارس - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Aya
ظلم الثانوية العامة
عدد الردود 0
بواسطة:
abdallah
# يسقط وزير التربية والتعليم