ضرب اليوم الدكتور محمد عبد الوهاب مثالا فى الرقى والإنسانية بحضوره جنازة النجم العالمى الراحل عمر الشريف، طليق زوجته الراحلة فاتن حمامة، ذلك الرجل الذى استباحوا خصوصياته والدخول فى شئون حياته وافتراض وقائع غير موثقة لنيل مكاسب معنوية زائفة والظهور أمام سكان مواقع التواصل الاجتماعى كشخص "فذلوك مقطع السمكة وديلها" وعالم ببواطن الأمور، ذلك الوصف الذى ينطبق على حال العديد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعى ممن يحبون النهايات التى تنتمى إلى قصص الحب الرومانسية التى لا تمس أحيانا الواقع من قريب أو بعيد فخرجوا وهللوا أن عمر الشريف آبى أن يعيش بعد فراق فاتن حمامة وأخذوا يخوضون فى تفاصيل حياتهم ويرسمون نهايتها كما تتماشى مع أهوائهم انتصارا للحب الذى كان فعندما رحلت فاتن لم يسمح له مرض الزهايمر أن يتذكرها من الأساس.
استباح هؤلاء البشر حرمة امرأة وارها الثرى قبل شهور مفتشين فى دفاترها القديمة مزايدين على مواقفها الصريحة والواضحة ضاربين بمشاعر زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب الذى يعيش على قيد الحياة متألما بما يسمعه كل يوم عن علاقة حب فاتن حمامة وعمر الشريف عرض الحائط، متناسين سنوات طويلة عاش فيها معها ولها دون ضجيج دون أضواء يحابى على شمعة الحب الناضج بينهما محاولا تجاهل كل شطحات بعض رجال الإعلام ورواد وسكان مواقع التواصل الاجتماعى التى تنهش كل يوم فى سيرة زوجته وإقران سيرتها بسيرة رجل أحبها يوما ما وفرقت بينهما الظروف، يرسمون نهاية حياتهما وكأنهم نبشوا قبر فاتن وأقرت لهم أنها لا تزال تحب عمر الشريف وتنتظره فى جنة الخلد.
أتعجب كثيرا من هؤلاء ممن يسترسلون فى قصة حب فاتن وعمر باعتبار أن مشاعرهم جياشة ومن المفترض أنهم يشعرون بمشاعر الناس وأحاسيسهم إلا أنهم لا يدركون، وربما يدركون لكنهم يتجاهلون مراعاة مشاعر زوجها الثانى الذى وفر لها حياة كريمة دافئة إلى أن رحلت، إلا أنهم لا يعيرون انتباها ولا اهتماما بأن خوضهم فى سيرة فاتن وعمر أمر مؤلم له أشبه بالذبح بسكينة "تلمة" تجرح لكنها لا تزهق الروح.
استفيقوا وارحموا قلب رجل لا يزال ينزف على فراق رفيقة دربه استفيقوا واعلموا أن حياة البشر وسيرتهم مناطق محظورة لها حرمة يجب أن تحترم ولا يجب أن تكون مشاعا ينهش فيها من ليس له فيها ناقة ولا جمل، فلو أرهقت نفسك وفتشت على "جوجل" لعلمت بشكل واضح أن فاتن طوت صفحة زواجها من عمر منذ سنوات طويلة واحترمت أنها على ذمة رجل آخر رافضة وبوضوح الخوض والحديث عنه من قريب أو بعيد ولو فتشت أيضا حول عمر لعرفت بشكل واضح أنه اختار أن يغرد بعيدا ومنذ زمن وأنه عاش حياته بالطول وبالعرض وطوى صفحة فاتن كامرأة أحبها يوما ما، لها ولزوجها الذى حضر جنازة عمر الشريف بمسجد المشير اليوم الأحد فى لفتة إنسانية راقية، كل الاحترام والتقدير وهو ما يجب على الجميع أن يفعل ذلك ويحترم فاتن حمامة وعمر الشريف ودكتور محمد عبدالوهاب زوج فاتن الذى أحبها كما أحبها معجبوها وأكثر وأن يكفوا أيديهم عنه ويتركوه يطيب جراحه منتظرا موعد لقاء معشوقته فاتن التى رحلت وتركت مكانا فى قلبه لا يملأه غيرها ولا يؤنسه .. سواها.
عدد الردود 0
بواسطة:
توحيده
كلام راقي
كلام راقي محترم