صباح لها من اسمها نصيب، فطلتها صباح، وجمالها ضياء، وضحكتها شروق الشمس، وصوتها ضوء يخترق عتمة قلوب محبيها، تغنى فتعيد الروح إلى أرواح جامدة، فهى غنت لابنتها.. ولمحبيها.. ولعشاقها.. ولشبابها.. ولوطنها.. وللحب.. وللحياة.. فترتبط ابتسامتك بسماع صوتها، وتظل أغنيتها "أمورتى الحلوة" هى أفضل الأغانى التى قيلت فى الأمومة على الإطلاق، وبالإضافة إلى أغنيتها الشهيرة "ساعات".
إمبراطورة الأغنية اللبنانية الشحرورة صباح،لم تقل موهبتها فى التمثيل أهمية عن موهبتها الغنائية، فهل ينسى أحد دورها أمام عبد الحليم حافظ فى فيلم "شارع الحب"، أو دورها فى "الرجل الثانى"أو "الآنسة ماما" مع الفنان محمد فوزى، أو فى آخر أفلامها "ليلة بكى فيها القمر".
بدأت صباح حياتها الفنية منذ صغرها وحققت شهرة واسعة فى بلدها لبنان، حتى انتبهت المنتجة السينمائية آسيا داغر إلى موهبتها الفنية، وأسرعت لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام، على أن تتقاضى على الفيلم الأول مبلغ مائة وخمسون جنيهًا، ويرتفع تدريجيًا.
وبالفعل انتقلت صباح من لبنان برفقه والدها ووالدتها، للقاء المنتجة آسيا داغر فى منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطى بتدريبها فنيًا، ووضع الألحان التى ستغنيها فى فيلم، "القلب له واحد" عام 1945م، وكان عمرها وقتذاك 18 عاما، ويقال إن السنباطى لقى صعوبة كبيرة فى تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلى كان ما زال معتادًا على الأغانى البلدية المتسمة بالطابع الفولكلورى الخاص بلبنان وسوريا.
وفى يوم الأحد 30 نوفمبر 2014م، وفى الساعة الثانية ظهرًا يوارى جثمان الشحرورة صباح الثرى فى قبرٍ أشبه بغرفة فندق فاخر، ومرتدية فستانًا أبيض من تصميم بسام نعمة، بعد أن أوصت عائلتها بعدم الحزن فى دفنها، وطلبت منهم الفرح والرقص على ألحان الأغانى، وغابت الشحرورة التى أتعبها الزمن ونجحت بالتغلّب على كلّ المصاعب والاحتفال بنعمة الحياة فى الحياة الأولى، والاحتفال بنعمة الحياة فى الحياة الآخرة.
موضوعات متعلقة..
- صناع البهجة.."شادية"..صوتها رفيق العاشق والوطن..وهى دلع السينما ونضوجها