رانية المهدى تكتب: حجبنى شكرا

الجمعة، 10 يوليو 2015 02:00 م
رانية المهدى تكتب: حجبنى شكرا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى عمر الزهورفتاة فى الجامعة تحمل كل معانى الانطلاق والأمل ...أرتدى ملابس محتشمة كمعظم بنات مصر الغالية ...ولكن غير محجبة ولم أشعر يوما أن هناك شى غير طبيعى أو شئ ناقص بالرغم أن أبى رحمة الله عليه كان رجل ملتحى ومتدين جدا جدا ولكنه يوما لم يطلب منى أن أرتدى الحجاب ولم يظهر أى ضيق او ضجر من مظهرى .

وكنت مشتركة فى فريق المسرح الجامعى وأستمتع بالتمثيل والفن .. وكان سعيد مقدر كل خطواتى بفخر جميل .. وأنا أيضا كنت أستمتع جدا عندما نخرج سويا وأنا أضع يدى فى يده وكأننا حبيبين فى دنيا العاشقين

وفى يوم من الايام
ونحن فى الطريق بعد خروجة جميلة وسعادة غامرة استوقف أبى رحمة الله عليه رجل ملتحى آخر وأخذه على جانب الطريق وأخذ يعاتبه على كونه رجل ملتحى وابنته متبرجة بهذا الشكل
وكان رد أبى حازما وقاطعا لاى فرصة نقاش آخر...
قال للرجل ( أنت مش هتتحاسب معايا يوم القيامة ...وشوية الشعر اللى فى وشك دول ميدكش الحق تحاكم الناس )
وإنطلق عائدا وهو يحمل ابتسامه جميلة وقبلنى وأمسك بيدى وإنطلقنا سويا.
وانا لم أنطق بكلمة واحدة الى أن وصلنا الى المنزل ومر الليل طويل جدا على قلبى
وفى الصباح ارتديت ملابسى ووضعت إشرب على راسى وهممت بالخروج فنظر الى وإبتسم ولمعت عيناه
وقال : ايه اللى انت عملاه ده ؟!!!...
قلت : خلاص هلبس الحجاب
قال : ليه ؟!
قلت : عادى يعنى
فاحتضننى بحنان أفتقده بشدة
وقال : الحجاب أمر من الله عز وجل لما تلبسيه تلبسيه علشان ترضى رب العباد من علشان ترضى العباد
وبعدين لو لبستيه وإنت مش عايزاه هيكون عذاب يا بنتى وكل يوم هتخدى سيئات مش حسنات ...وأحسلى كأب إن بنتى متلبس حتة قماش قدامى علشان المظاهر قدام الناس وتقلعة برة البيت زى ما بشوف بنات كتير بتعمل كدة ...
ومد يدة ورفع الاشرب من فوق رأسى وقبل جبينى
وقال : أنا ربيتك أحسن من ميت واحدة حطة نفسها فى حتت قماش ومش عارفة ربنا.
بكيت هذا اليوم كما لم أبكى من قبل وأنا أتامل هذة الكلمات الغاليه لهذا الرجل الذى لن يجود الزمان بمثله أبدا ومرت سنوات وقررت أن أرتدى الحجاب بكامل إرادتى وأنا أحبه وأقدسه واحترمه.
تذكرت كل ذلك عندما دخلت محل كبير لاشترى بعض الاغراض ولفت انتباهى لوحة كبيره جدا لآية قرآنية عظيمه تدعو للحجاب ...فتعجبت بشدة أن يترك أصحاب هذا المكان كل الآيات القرآنيه التى تحث على حسن المعاملة مع الناس والتى تدعو الى الامانه فى التعامل وعدم الغش ويتم التركيز على هذة الاية بدون أى داعى .. وبالرغم أن جميع العاملين فى المكان لهم مظهر متدين ولكن ليس لديهم أدنى درايه بمهارات البيع أو التعامل مع الناس
علمت ساعتها انها وسيلة لابراز الشكل الذكورى المجتمعى للرجل ودعم هذه الرجولة الكاذبه وأيضا وسيلة للسيطرة على المرأة باعتبارها الجناح الاضعف فى المجتمع ...أو لانها بالنسبه لهم مجرد شئ أو عورة لابد من سترها بغض النظر عما بداخلها من أفكار أو توجهات أو ثقافة المهم أن ترتدى الحجاب أو النقاب وفقط
ويصل الامر عند البعض ان يكون إرتدائه بالامر وبالقهر لذلك نرى الكثيرات يرتدين الحجاب وباقى الملابس كاشفه بلا ستر أو إحترام لهذا الزى الإسلامى الراقى أو ترتدى نقاب وهى لا تعلم أدنى شئ عن الدين غير أنها أدنى من الرجل وسبب فتنتة
وطرح هذه الافكار بهذه الطريقة ..هى وسيله لإلهاء الشباب والناس عن الدين الحق ..عن السلام ..عن المحبة ..عن المعاملة الحسنة ..عن إعمار الرض بالمؤمنين الصادقين ممن عاهدوا الله عز وجل وصدق عهدهم وشغلهم بالمظاهر المكمله للشكل الخارجى والتى يجب أن تكون على نفس خط القلب المحمل بالإيمان وإلا أصبحت بلا أهمية وتكون النتيجه لهذة التربيه المظهرية هو شخص ظاهرة الدين وباطنه الخواء .. لنبدأ سلسلة جديدة من الارهابيين المتمسكين بظاهر الدين وهم لا يعلمون عنة شئ ...ويصبح كلا منهم مجرد رقم لزيادة العدد فى قطيع كبير لا يعلم إلا ان يسير على الضرب الى أن يصل الى الهاوية لضيع ويضيع معه مجتمع بأكملة
ولذلك أقول
الحجاب ليس الدين ...الحجاب مظهر من مظاهر الدين ...فاجعله وسيله لإرضاء الرحمن ولا تستخدمة كأداه للضغط وفرض السيطرة والهيمنة
ساربى إبنتك وأعلمها الإيمان بالقدوة وأعلمها أن الدين المعاملة وأن الحجاب فرض مثل الصلاة ولكن لن أقهرها حتى لا أخسرها وأجعلها تخسر الدنيا والأخرة
رحمة الله على أبى .. رجلا أحب الله ومات على الاسلام .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة