"مولانا العاشق".. اللى يحب ربنا يعشق خلقه

كلما زاد حب العبد لربه زاد حبه لخلقه.. هذه الجملة البسيطة تلخص فلسفة مسلسل «مولانا العاشق» بطولة النجم مصطفى شعبان الذى اختار لنفسه هذا العام شخصية من قلب االحارة المصرية «سلطان» أو «مولانا العاشق» ذلك الشاب المكافح المحب والمتعلق قلبه بربه والذى يؤمن بأن ذنوب الخلق «جلخ» ما يجليها إلا صفاء القلوب والعشق لديه مثل الوشم لا يمحى إلا بالدم.

مصطفى شعبان فى مسلسله «مولانا العاشق» يقدم شخصية من لحم ودم شخصية إنسانية لها أخطاؤها وهفواتها ولها إيجابياتها التى تتمثل فى شهامة ابن الحارة المصرية الغيور على منطقته بكل ما فيها وحتى عندما يتعرض لضعف إنسانى مثله مثل كل البشر تجده دائما يضع «الله» أمامه فى كل خطوة يخطوها، ولذلك تجده يردد دائما «حبيبى يا ربنا» أو «معانا يا ربنا» وكلها جمل تدل على شخصيته وقد وضع له المؤلف أحمد عبدالفتاح فى السيناريو إشارات مع بداية الحلقات الأولى ربما تكون اختبارات من المولى عز وجل ليقيس مدى حبه له، فيدخل بيتا للدعارة ولكنه لا ينجرف فى الخطيئة ثم يدخل فى معركة مع بلطجية وعندما ينتصر عليهم وتتاح له الفرصة لقتلهم تجده يعفو عنهم بمنطق «العفو عند المقدرة» فهو يضع أمامه مبدأ أن عشق المولى هو مفتاح الحياة.

صوت الشيخ والمنشد ياسين التهامى هو المعادل الصوتى لكل ما يحدث لشخصية «سلطان» فهو ينشد فى حب الله ورسوله ومثله سلطان يحب الله محبة تصل لمرحلة التوحد معه ويحب رسوله ويضعه النموذج الأمثل له فى الحياة وحتى فى علاقته مع حبيبته «فرح» التى تجسدها سارة سلامة تجده يحبها حبا يتوحد فيه معها لدرجة أنه ينسى من حوله ولا يرى أى فتاة أخرى مهما بلغت من جمال وخلال الرحلة التى يمر بها سلطان فى الحياة داخل أحداث المسلسل تقابله إشارات عديدة بعضها يبشره بأنه على الطريق الصحيح وبعضها يكتشف من خلالها أنه كان على الطريق الصحيح.

جرعة الرومانسية فى مسلسل «مولانا العاشق» هى أهم ما تميزه عن مسلسلات دراما رمضان، حيث وفق الكاتب أحمد عبدالفتاح فى صياغة نص مختلف ومتميز جدا فى كتابته سواء مع النجم مصطفى شعبان فى هذا المسلسل أو فى أعمال أخرى قدمها من قبل للنجم تامر حسنى أو لشريف منير وقد أدخل الكاتب أحمد عبدالفتاح النجم مصطفى شعبان فى منطقة نجح فيها، ونالت إعجاب الكثيرين هذا العام ومقارنة بمسلسل العام الماضى سنجد أن مسلسل «مولانا العاشق» حقق نسبة مشاهدة كبيرة وأعاد مصطفى شعبان لنجاح مسلسلاته السابقة «الزوجة الرابعة» و«العار».