ليست الأمكنة التى عثر عليها الفنان اللبنانى بسام كريللس، أو مد أطرافها عموديا نحو الفراغ فى معرضه البيروتى الأخير، مجرد أبنية تشهد على "حروب لبنان الصغيرة" من خلال آثار الرصاص والقذائف التى تلقتها، بل هى أعمال نحتية لفنانين آخرين اختصرت بعض منحوتاتهم هذا الجانب المباشر من أثر الحرب على المبانى البيروتية، والمجسمات المدنية للفنان كريللس بعيدة كل البعد عن ذلك التجسيد المادى والمحدود لمفعول القصف فى الأبنية هى رئات تتنفس بالرغم من الخراب الذى أصاب مجمل هيكلها.
تنحى عبر شبحية حضورها إلى رفض اعتبار آلاف "الأعشاش- المعدنية" المنكوبة التى تشكل كلية بنيانها عناصر منهزمة تستجدى الرثاء أو تستحضر الحنين من المشاهد، بل هى تريد أن تشير إلى ذاتها الحيوية، وما ذاتها إلاّ مشفى سرى تسكن فيه ذكريات ساكنى تلك المباني، الذين غابوا، ريثما يجيء موعد شفائها.
ويقول الفنان بسام كريللس فى تقديمه لأعماله "نتفاعل مع الأمكنة التى تشبهنا، تجعلنا قادرين على فهم أعمق لذاتنا، أنا موجود، إذن الأمكنة موجودة، تعيد الحياة ابتكار ذاتها أفقيا وعموديا لتثبت أنها قادرة على الوجود، هذه التراكمات العمودية والأفقية تنطق على الدمار الذى يجب استيعابه بغية عدم تكراره".
موضوعات متعلقة..
أمسية شعرية فى سهرة رمضانية بمكتبة مصر الجديدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة