شردت موجة اقتتال عالية أخيرة فى جنوب السودان أكثر من مئة ألف نزحوا من بيوتهم على مدار الشهرين الماضيين فقط، وقال موقع (هفنجتون بوست) الأمريكى أمس الأحد إن عدد الذين شردتهم هذه الحرب فى جنوب السودان بات يتجاوز المليونين إنسان، وأضاف أن جبهتى القتال سواء من قوات الحكومة أو المعارضة تحثان عجلاتهما الحربية للسيطرة على أكبر رقعة ممكنة من الأرض قبل دخول موسم الأمطار الذى تتعذر بقدومه الحركة على أجزاء شاسعة من البلاد لعدة أشهر.
ونوّه عن تركز ساحة القتال فى ولايتى "الوحدة" و"أعالى النيل" شمالا، حيث البنية التحتية مثيرة للشفقة من طُرق السير أو وسائل الاتصال، وهو ما يفسر نُدرة خروج الأخبار أو المعلومات من تلك الساحتين.
وكانت منظمات إغاثة دولية عديدة انسحبت من المنطقتين بعد تصاعد موجات الاقتتال فيهما فى الأسابيع الأخيرة، فيما حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين الأسبوع الماضى من حرمان نحو 650 ألف إنسان فى جنوب السودان من المساعدات الإنسانية.
وبدأت الحرب أول ما بدأت فى صورة خلاف سياسى بين قادة أحدث دولة فى العالم فى 2013، لكن سرعان ما اتسع هذا الخلاف وأخذ صورة صراع عرقى أُهرقت فى سبيله الدماء واستُبيحت الأعراض وعمليات الاختطاف للأطفال وتم تسوية مجتمعات بكمالها بالأرض.
وأكد موقع (هفنجتون بوست) أن أيًا من قوات الحكومة أو المعارضة لم تسلم من اتهامات منظمات حقوقية دولية بانتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين بناء على انتماءاتهم العرقية والقبلية.
ونقل الموقع عن أنتونى برناردو، أحد الفارين بعائلته من ولاية أعالى النيل صوب مراكز إيواء توفرها بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة جوبا، "حتى لو لم يكن بحوزتك سلاحا، قد تشك القوات فى كونك معارضا لمجرد انتمائك لقبيلة حاربتها من قبل .. المقاتلون لا يوجهون أسئلة، فقط هم يستهدفونك، وهو ما دفعنا إلى الرحيل هربا من الموت "إننا نبيد أنفسنا".
وقد تأجج الاقتتال فى أعالى النيل بعد انشقاق أحد جنرالات القوات الحكومية الشهر الماضى منضمًا إلى صفوف المعارضة التى ما لبثت أن شنت سلسلة من الهجمات على مناطق رئيسية فى الولاية مهددة بالاستيلاء على حقل "بالوتش" النفطى الذى يمثل أهمية اقتصادية حيوية للحكومة التى قامت بدورها بشن هجمات قوية مضادة.
ويحتمى أكثر من 130 ألفا بمراكز إيواء الأمم المتحدة فى جوبا، حيث تتناقص الخدمات الأساسية، ويلجأ المقيمون بتلك المراكز إلى حفر مخابئ فى الأرض للاحتماء من القنابل التى تصل إليهم مخلفة قتلى على الرغم من جهود الجنود التابعين للأمم المتحدة للحيلولة دون ذلك.
هفنجتون بوست: ندرة المعلومات تخفى الحجم الحقيقى للحرب فى جنوب السودان
الإثنين، 08 يونيو 2015 08:50 ص
جانب من معاناة شعب جنوب السودان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة