محمد عبده ورشيد رضا من أوائل من قالا: قصص القرآن لا علاقة لها بالتاريخ.. طه حسين تبعهما بعد أكثر من عشرين عاما "فكفروه".. ومحمد أحمد حلف الله "قلده" فاحتجت الجامعة

الأحد، 07 يونيو 2015 01:16 م
محمد عبده ورشيد رضا من أوائل من قالا: قصص القرآن لا علاقة لها بالتاريخ.. طه حسين تبعهما بعد أكثر من عشرين عاما "فكفروه".. ومحمد أحمد حلف الله "قلده" فاحتجت الجامعة الإمام محمد عبده
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القول بأن قصص القرآن الكريم مخالفة لحقائق التاريخ وأن المراد بها التمثيل لا الحقيقة التاريخية قضية أثارت الكثير من المشكلات على مر التاريخ، فبعد أن تم رفض رسالة «الفن القصصى فى القرآن الكريم» لـ«محمد أحمد خلف الله» فى عام 1947، كتب أمين الخولى فى مقدمة الرسالة بعد صدورها فى كتاب «إن جامعة فؤاد التى رفضت الرسالة ورأتها منحرفة فهى «ترفض اليوم ما كان يقرره الشيخ محمد عبده بين جدران الأزهر منذ اثنين وأربعين عاما»، وبهذا يؤكد أمين الخولى الذى كان المشرف على الرسالة وتعرض هو وصاحبها لكثير من الانتقاد أن الأفكار التى قال بها «محمد أحمد خلف الله» فى رسالته قد قال بها من قبل الإمام محمد عبده وتلميذه رشيد رضا.

وكان القضية قد أثيرت قبل ذلك بنحو عشرين عاما عندما قام الدكتور طه حسين فى سنة 1926م بإصدار كتابه «فى الشعر الجاهلى» وقد جاء فيه «للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا أيضاً ولكن ورود هذين الاسمين فى التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخى»، ويقول أيضا «فضلاً عن إثبات هذه القصة التى تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب والمستعربة فيها، ونحن مضطرون إلى أن نرى فى هذه القصة نوعاً من الحيلة فى إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية من جهة أخرى، والقرآن والتوراة من جهة أخرى»، وقامت الدنيا ضد طه حسين وطالبت بتكفيره وإخراجه من الدين، وجادله البعض وتعاطف معه الآخرون وتم تقديمه للمحاكمة.

ولما جاء عام 1947م قدم محمد أحمد خلف الله فى كلية الآداب بجامعة فؤاد رسالة للحصول على الدكتوراه بعنوان «الفن القصصى فى القرآن الكريم» قرر فيها أن ورود الخبر فى القرآن الكريم لا يقتضى وقوعه «إن التاريخ ليس من مقاصد القرآن وإن التمسك به خطر أى خطر على النبى عليه السلام وعلى القرآن، بل هو جدير بأن يدفع الناس إلى الكفر بالقرآن كما كفروا من قبل بالتوراة»، ورأى أن ذلك «جدير بأن يدفع الناس إلى الكفر بالقرآن كما كفروا من قبل بالتوراة»، ويقول «إن المعانى التاريخية ليست مما بلغ على أنه دين يتبع وليست من مقاصد القرآن فى شىء» ويضيف بأن قصد القرآن من هذه المعانى إنما هو العظة والعبرة، ويذهب إلى أن معنى هذا أن قيمتها التاريخية ليست مما حماه القرآن الكريم ما دام لم يقصده».

واستند محمد أحمد خلف الله فيما قال على ما جاء فى مجلة «المنار» من تفسير لـ«رشيد رضا» يقول فيه «هذا وإن أخبار التاريخ ليست مما بلغ على أنه دين يتبع»، وبقوله «بينا مراراً أن أحداث التاريخ وضبط وقائعه وأزمنتها وأمكنتها ليس من مقاصد القرآن، وأن ما فيه من قصص الرسل مع أقوامهم فإنما هو بيان لسنة الله فيهم وما تتضمنه من أصول الدين والإصلاح»، وذهب «خلف الله» إلى أن من «يعارض فى وجود القصة التمثيلية فى القرآن الكريم وأنها وليدة الخيال، وأن الخيال إنما يسود هذا النوع من القصص لحاجة البشر إليه وجريهم فى بلاغتهم عليه والله سبحانه وتعالى إنما يحدثهم من هذا بما يعتادون».

كما يستند إلى تفسير الشيخ محمد عبده لـ«يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ»، فليس المراد أن الله تعالى يستفهم منها وهى تجاوبه وإنما هو تمثيل لسعتها وكونها لا تضيق بالمجرمين مهما كثروا.

ولما اشتدت المعركة ضد «محمد أحمد خلف الله» وتمت مهاجمته فى الصحف والمجلات ومنها مجلة «الرسالة»، أرسل «خلف الله» ردا نشرته المجلة فى العدد 734 والمنشور فى 19 سبتمبر 1974، تحت عنوان «حول جدل فى الجامعة» يقول فيه «على هذا القول قد قال به الأستاذ الإمام، وقد نقله عنه صاحب المنار فى مواطن كثيرة من كتابه فقد جاء فى الجزء التاسع صـ 374 طبع سنة 1343 هما يأتى «إن الله تعالى أنزل القرآن هدى وموعظة، وجعل قصص الرسل فيه عبرة وتذكرة لا تاريخ شعوب ومدائن ولا تحقيق وقائع ومواقع»، وذكر أيضا قول صاحب المنار «وأما تفسير الآيات على طريقة الخلف فى التمثيل فيقال فيه إن القرآن كثيرا ما يصور المعانى بالتعبير عنها بصيغة السؤال والجواب أو بأسلوب الحكاية لما فى ذلك من البيان والتأثير فهو يدعو بها الأذهان إلى ما وراءها من المعانى»، ويذكر «خلف الله» أن ذلك فى الجزء الأول صفحة 280.

وهذا الأمر القائم على التمثيل موجود بقوة فى تفسير «المنار»، حيث نقل شيد رضا فى «المنار» بمناسبة «هاروت وماروت» التى وردت فى سورة البقرة، فيقول محمد عبده كما نقل رشيد رضا: «بيّنا غير مرة أن القصص جاءَت فى القرآن لأجل الموعظة والاعتبار، لا لبيان التاريخ، ولا للحمل على الاعتقاد بجزئيات الأخبار عن الغابرين. وإنه ليحكى من عقائدهم الحق والباطل، ومن تقاليدهم الصادق والكاذب، ومن عاداتهم النافع والضار، لأجل الموعظة والاعتبار. فحكاية القرآن لا تعدو موضوع العبرة.

وهناك رأى يرى أن ذلك أمر جيد وفى صالح «الإسلام» فالقول بأن «القصص القرآنى لم يرد لذاته التاريخية ولا للبحث العلمى، بل للموعظة والعبرة»، فهذا أم مهم جدا، لأن من شأنه أن يمنع المهتمون بالقرآن من السقوط فى «جبر» القرآن على مسايرة «حوادث التاريخ» وتحويله إلى كتاب تاريخ، أو إلى كتاب علمى، وأن تغنيه عن التكلّف والتجوّز فى التخريج والتأويل والتوفيق، أو الحيرة والتساؤل فى صدد تلك الماهيات والوقائع، وتجعل القرآن يظل فى نطاق القدسية من التذكير بالمعروف والإرشاد والموعظة والعبرة.
اليوم السابع -6 -2015

اليوم السابع -6 -2015









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة