د. حازم درويش زقزوق يكتب: اكتئاب الفيس بوك!

الجمعة، 05 يونيو 2015 12:06 م
د. حازم درويش زقزوق يكتب: اكتئاب الفيس بوك! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تؤكد إحدى الدراسات فى جامعة متشيجن الأمريكية اقتران الفيس بوك بسوء الحالة النفسية والتعاسة وضعف قيمة الذات ولكن كيف ذلك؟ بداية القصة أن الفيس بوك يلعب دور تقديم قدر كبير من المعلومات عن زملائنا وأقراننا قد لا تتوفر فى العالم الحقيقى. حيث إن الإنترنت عموما ومواقع التواصل الاجتماعى خصوصًا تشجع الناس على الإفصاح عن معلومات أكثر عن حياتهم لحظة بلحظة وبالصور والفيديو.

هذا الأمر لا يحدث فى الحياة الطبيعية، حيث لا تتوفر الفرصة لنا لمعرفة كل أخبار وتفاصيل حياة أصدقائنا، كما يميل الناس إلى عدم التحدث مع الجميع عن تفاصيل انجازاتهم ولحظات سعادتهم من باب «دارى على شمعتك تقيد». ولكن على الفيس بوك الحكمة «شارك بصورك تأخذ ليكس واهتمام أكثر». وبالتالى المتوفر عنك بالصوت والصورة هو دليل مادى قاطع على مدى السعادة والهناء الذى تعيشه وسيعرفه الجميع، من تريد ومن لا تريد! وقال الباحثون: إن الإحساس بالغيرة كان أحد أهم الملاحظات البحثية، حيث يخاف بعض المتصفحون لمواقع التواصل الاجتماعى من فقدان الفرصة للحصول على ما حصل عليه أصدقاؤهم وأقرانهم من نجاح أو متع أو سعادة. وسبب الغيرة العلمى هو نظرية « المقارنة الاجتماعية» والتى تتمحور حول رغبة الانسان فى إعادة تقييم نفسه أو رأيه فى نفسه، عن طريق المقارنة بالآخرين وقدراتهم أو انجازاتهم، وتتحدث النظرية ان المقارنة تكون أكثر للأشخاص المماثلين لنا فى الظروف والإمكانيات. والمقارنة تميل إلى من هم أكثر منا حظًا أو أفضل حالًا منا أو أكثر كفاءة. وهكذا فكل مرة نرى اصدقاءنا فى اجازة أو يحققون نجاحًا مهنيًا أو أُسريًا يولد لدينا إحساس بالغيرة والرغبة فى مواكبة ما يحققه الاصدقاء . وهكذا نقع تحت ضغوط مختلفة فى كل المجالات (ماليًا وأسريًا ومهنيًا) وتنامى الاحساس بالغيرة يؤدى إلى ضعف الثقة بالنفس وزيادة الضغوط الناتجة من الرغبة فى الحصول على أكثر وأكثر من كل شيء . المشكلة الأخرى التى قد نعانى منها بسبب الاستخدام المتواصل لشبكات التواصل الاجتماعى هو السعى المبالغ فيه لرضا وموافقة الاخرين . فنحن نختار أفضل ما لدينا من صور شخصية أو عائلية أو مع الاصدقاء لنبرهن لأصدقائنا كم نحن محبوبون ونختار صور اجازاتنا والمناظر الخلابة التى نشاهدها . وبالتالى المطلوب هو أن نشعر بمدى اعجاب وانبهار اصدقائنا بما نقول ونفعل. وطبعًا نراقب ردود الافعال بشكل مستمر ومتوالٍ، ونكون فى قمة السعادة من الاعجاب والاهتمام من الآخرين بما نفعل. والعكس هو المشكلة، فعندما لا نحصل على الاهتمام الكافى من أصدقائنا ونشعر بالإهمال، خصوصا عندما نكون صادقين فى مشاعرنا ونحتاج إلى مشاركة، نحزن ونشعر بالوحدة. وكذلك بضعف الثقة فى النفس وضعف قيمة الذات. الواقع أن ما يحدث هو تضخيم وتركيز لما يمكن أن يحدث فى أرض الواقع وبمعدل 10 مرات فى الساعة وربما أكثر حسب عدد مرات دخولك على مواقع التواصل الاجتماعى. فتخيل أن ما كنت تتعرض له من معلومات ومشاعر مع عدد كبير من الناس فى أيام فى العالم الحقيقى، يحدث فى دقائق فى العالم الافتراضى، لا شك أن الضغوط هائلة. الشعور بالنرجسية والرغبة فى أن نكون مثاليين ونحصل على أكبر حجم من الاهتمام والتقدير الخارجى(External Validation) هو أمر خطير آخر فى الفئات العمرية الشابة والأطفال الذين يدخلون على أدوات التواصل الاجتماعى فى شكل غير مسبوق من الحرية غير المراقبة من الوالدين، وهم فى مرحلة تكوين الشخصية والتعرف على العالم والذات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة