محمد أبوهرجة يكتب: حلم لم يكتمل

الخميس، 04 يونيو 2015 10:07 ص
محمد أبوهرجة يكتب: حلم لم يكتمل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سرحت فى الماضى فى لمحة من الزمان وتذكرت هذا الطفل الذى لم تتخط سنوات عمره العشر سنوات ورأيته حزينًا وهو ينظر إلى عمره الصغير فيرى كل شىء صعبًا، الكل يستخف برأيه يهمشه، إنه خارج الحسابات تتصارع داخله طموحات كثيرة، يحلم أن يكون طيارًا، يحلم أن يكون لاعبًا متميزًا فى كرة القدم، يحلم أن يكون عالمًا أو كاتبًا ومفكرًا عالميًا، يتقمص هذه الأحلام ويعيش داخل الحلم يلبس أحيانا بدلة الضابط ويحلم أن يكون فى يوم من الأيام جنديًا يحمى وطنه وفجأة تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ونجد الأب والأم يدخلون هذا الحلم ويبعدونه عنه بالقوة ويحاولون إقناعه أن التعليم ثم التعليم فقط هو مستقبله ويغرق الطفل فى بحر الدروس والامتحانات التى لا تنتهى ينسى موهبته وتنساه هى أيضا يسيطر عليه الإحباط يتحول عقله إلى هارد ديسك لتخزين المعلومات ويتم تفريغها فى ورقة الإجابة. فهو رغم كل هذه الدرجات التى تقترب من الدرجة النهائية جاهل ثقافيا وبدون موهبة.

إنه سباق الغباء وأقصد به سباق الثانوية العامة ويفوز به من يجمع أكثر الدرجات لنجد عقولاً متحجرة تفتقد الإبداع، ودراسة غليظة جعلت عقله أيضا غليظًا. كبت طويل استمر سنوات وسنوات فتجد الطالب عرضة للانحراف والتطرف لا توجد وسيلة لخروج هذا الكبت لقد جعلنا أبناءنا فى أفضل تهيئة للتيارات المتشددة والمنحرفة والجماعات الإرهابية دون أن نشعر وبعد كل هذا عندما يتذكر موهبته التى كان يحلم بها تجده يبتسم ابتسامة السخرية على ما ضاع من عمره من أجل شهادة جامعية ويبدأ بعد ذلك عناء جديد فى البحث عن عمل وما أدراك البحث عن عمل كالبحث عن إبرة فى كوم قش محترق.

هل هناك أمل فى إصلاح التعليم والمناهج التعليمية وأسلوب التقييم لكى نحصل فى النهاية على طالب مبدع وخريج على مستوى عال نستطيع من خلاله العبور إلى مستقبل مشرق للوطن. هل هنالك أمل فى توفير مراكز لممارسة الرياضة على مستوى عالمى ويتم من خلاله مشروع بناء أبطال فى جميع الرياضات الفردية والجماعية والمنافسة على الميداليات الأوليمبية. هل هناك أمل فى إثراء المجال الثقافى من خلال إتاحة الثقافة والفنون لجميع طبقات الشعب دون تمييز. هل هناك أمل فى تغيير المفاهيم الخاطئة لدى الكثير عن طريق إنشاء قنوات فضائية تهتم بالثقافة بشكل شيق وجذاب وليس بألفاظ صعبة ومقعرة ينفر منها الناس. لأن الحالة الاقتصادية تمنع من شراء الكتب حتى لو كانت بأسعار مخفضة فالحل الاسهل والأوسع انتشارا هو قنوات فضائية توصل المعلومة بكل سهولة. ورسالة صغيرة إلى كل أب وأم حاول تساعد طفلك انه يحقق حلمه لأن فيه أحلام كثير تحولت لكابوس فقد يتحول هذا الحلم إلى إنجاز عظيم يفخر به الجميع .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة