"عشرة طاولة" لـ"محمد الشاذلى" عندما نكون تحت رحمة "الزهر"

الخميس، 04 يونيو 2015 06:00 م
"عشرة طاولة" لـ"محمد الشاذلى" عندما نكون تحت رحمة "الزهر" غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن تنتهى من قراءة رواية "عشرة طاولة" لـ"محمد الشاذلى" والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، تلفت نظرك شخصية صلاح أبو الخير أحرف لاعبى الطاولة فى مصر والذى لا يستطيع أحد أن يهزمه، فهو بكل سهولة استطاع أن ينتصر على كل من يقابلهم، ربما يرجع ذلك لكونه يملك رأيا محايدا، فحيثما يذهب "النرد" يكون "هو" فإن كان الحزب الوطنى يحكم البلاد فصلاح أبو الخير لا يجد غضاضة فى ذلك، وإن جاء الإخوان فالخيرة فيما اختاره الله، وإن ذهب الإخوان فليكتب الله الخير لمصر، وعليه فإن رواية "عشرة طاولة" تؤكد دون تصريح أن المجد لغير المنتمين وللراقصين على كل الحبال.

رواية "عشرة طاولة" تمثل قراءة ثقافية لمصر فى المرحلة الأخيرة، وتعرض صورة لفترة الإخوان وتردى الحال السياسى فى هذه الفترة، والقراءة الثقافية تمثلت فى "ثقافة المقاهى والشوارع والعمل والموسيقى والشعر وكلام الناس وتصرفاتهم"، وفى رحلة الطاولة منذ كانت "قطعها" حجارة إلى أن أصبحت "بلاستيك هش" .

فبين رمية نرد وأخرى تكمن مصائر كثير من الأشخاص الذين يرون حياتهم واقع يتشكل أمامهم فى اللحظة التى يصطدم بها "الزهر" بالخشب، يدور ويدور والعيون معلقة به قبل أن يستقر كاشفا عن حالة اللاعب ومصيره، وموضحة موقفه من الحياة ورأيه فى الوضع السياسى القائم ورؤيته فى المستقبل القادم.
فى الرواية يقرأ محمد الشاذلى حال الأنظمة المتشابهة التى تبحث عن مصلحتها الشخصية فلا فارق كبير بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان، كما تعد الرواية وثيقة مهمة لقراءة حركات التمرد فى فترة حكم الإخوان فنجد حركة تمرد وكذلك اعتصام مثقفى مصر بكل تنوعه الثقافى بشعاراته وموسيقاه وهتافاته فى وزارة الثقافة، كل ذلك يأتى فى الرواية منساقا بين أحداثها دون ضجيج أو انفعال زائد، فطريقة السرد تليق بالراوى الذى على مشارف الخمسين ويشعر بالقلق فيحكى عن كل الذى يلقاه من أشياء مختلفة ومتناقضة فحياته تشبه رمية نرد " وهو وحظه" مرة يلقى النرد فيجد "آلاء" بصوفيتها الحسية وحسيتها الصوفية يطاردها الماضى وتسعى هى للتخلص منه، ومرة أخرى فى لعبة نرد جديدة يجد "سحر" بأحلامها ورغبتها التى لا تقاوم فى أن تعيش كبطلات الأفلام، ومرة يجد نفسه جالسا مع أستاذه عبد الله سعيد يفلسفا كل شىء يعن لهما فى الحياة ويقرآ الشارع المعتق بالحكايات، ومرة يجد نفسه مهزوما من صلاح أبو الخير ، وأحيانا يكون على سطح مزرعة خيول يشاهد الأهرامات ويحتضن امرأة جميلة.


موضوعات متعلقة..


توقيع ومناقشة رواية "عشرة طاولة" لـ"محمد الشاذلى" فى ديوان الزمالك





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة