أربع سنوات من الفوضى مع احترامى الكامل لخروج الشعب فى 25 يناير، ومع اعتقادى بنبل وأهمية تحقيق مبادئ ثورة الشعب، التى احترمها الجميع وأدينا التحية لثوارها "عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".
بكل أسف حدث العكس، فوضى مجتمعية وعنف مجتمعى وفشل وانقسام سياسى أدى إلى انحطاط خلقى وصل إلى كل مكان وكل شارع ووصل إلى الأماكن الحساسة مثل المدارس، التى يتعلم فيها أبناؤنا وتتم تربيتهم على أيدى المعلم، الذى قال عنه شوقى "قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"
تحولت قلاعنا العلمية إلى منابر تشع منها مظاهر الانحطاط الخلقى والانفلات الأخلاقى، كان الله فى عون كل ولى أمر مضطر إلى السماح لأبنائه وبناته بالذهاب إلى المدارس.
لن أتكلم عن وقائع محددة بعينها ولكن لا أحد ينكر تواتر الاخبار عن أعمال عنف تحدث بالمدارس سواء من جانب المعلمين أو الطلبة وعن فيديوهات عن تحرش جنسى أحيانا يصل إلى ممارسة الجنس سواء بين المدرسين والطلبة أو بين الطلبة وبعضهم البعض ولا تلومونى إذا قلت ممارسة الدعارة وعن انتشار ظاهرة الغش، التى تحولت إلى غش جماعى ومحاولات الفتك بأى شخص يقاوم هذه الظاهرة. هذا بالإضافة إلى اختطاف الفتيات والاعتداء عليهم جنسيا بالإكراه ويصل الأمر إلى القتل من جانب شباب الشوارع الذين وقعوا فى فخ المخدرات، التى انتشرت فى كل مكان حتى الصيدليات.
بكل أسف ضاع الامان فى الشارع وفى المدارس ومع غياب المساءلة القانونية وخوف أولياء الامور من تقديم بلاغات، خوفا على سمعة أبنائهم وتكتم المسئولين عما يحدث فى مدارسهم خوفا على مناصبهم وأيضا التكتم الإعلامى، خوفا على سمعة مصر وتجميلا لصورتنا كشعب أمام العالم.
فوضى عارمة وميول للعنف والتمرد فاقت كل تصور لايمكن السيطرة عليها إلا باسترجاع منظومة الأخلاق المحمدية ويبدو أن هذا الهدف سيكون بعيد المنال بسبب تخبطنا الثقافى والدينى والاجتماعى، الذى نتج عن اختلافات الفهم والتفسير والوقوع كالصرعى فى براثن الأعداء وانتشار العمالة لدى الآخرين سواء بأجر أو تبرع بدون أجر.
ونظرا لصعوبة استرجاع منظومة الأخلاق من هنا من على هذا المنبر الحر اطالب شرفاء الوطن الذين صمدوا وانتصروا على التلوث الفكرى وعلى راسهم سيدى الرئيس الذى خرج من مؤسسة الشرفاء والذى عرف معانى الوطنية أطالب بأمرين:
الأمر الأول: وضع المدارس تحت إشراف رجال القوات المسلحة لفترة محدودة لفرض الانضباط والالتزام وسرعة المحاسبة أمام القضاء العسكرى ويكون الهدف القضاء تماما على ظاهرة الغش وظاهرة الدروس الخصوصية والضرب بيد من حديد على أى إنسان يحاول مجرد محاولة أن يمارس العنف أو البلطجة أو الغش أو التحرش.
الأمر الثانى: التوسع فى عملية التعليم عن بعد كلما سمحت نوعية التعليم بذلك وإتاحة الفرصة لأبنائنا وبناتنا بالحصول على أى شهادة باستخدام شبكة المعلومات المنتشرة فى كل بيوتنا الآن.
اعرف أن الكثير منا تأتيه حساسية من تدخل رجال القوات المسلحة فى حياتنا المدنية ولكننى اؤكد أن المؤسسة العسكرية هى المؤسسة الوحيدة، التى حماها الله من الفوضى والفساد لدرجة كبيرة وهى المؤسسة، التى تملك كل مقومات ومتطلبات فرض النظام والالتزام والانضباط وعندها تعيد تسليم المتخصصين مصالحهم الحكومية نظيفة ومنضبطة، ثم أن مصر لم تعد تحتمل هذا الفساد الذى تحول إلى سرطان يدمر كل شىء ومستمر فى التغلغل فى كل مؤسساتنا ومرافقنا ونشربه ونتنفسه كل يوم ساعة بساعة ووصل حالنا إلى مرحلة الإنهاك، التى تحتاج إلى علاج سريع وجذرى مهما كانت مضاعفاته.
حفظ الله مصر.. حفظ الله مدارس مصر.. حفظ الله جيش مصر.
المدارس - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة