نانى تركى تكتب: لا يشق لى غبار.. تبًا لتواضعى !

الأربعاء، 03 يونيو 2015 06:13 م
نانى تركى تكتب: لا يشق لى غبار.. تبًا لتواضعى ! شخص يسلم على الآخر - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يشق له غبار فى التاريخ العربى القديم كانت تستخدم للفارس الذى لا يستطيع أحد أن يسبقه ويشق غبار فرسه، أما الآن تستخدم للشخص المتفوق على من حوله، فلا يشق لى غبار وتبًا لتواضعى أخجلتموه وهو غير موجود أصلًا، يا عزيزى التواضع مع قليل القيمة قلة قيمة، وفى هذا الزمان الوضيعين كُثُرُ فلم التواضع !! جربنا التواضع مع الجميع كثيرًا عملًا بمبدأ من تواضع لله رفعه وعبرنا العِفش اتنفش ولم يدرك المعنى الحقيقى لجبر الخواطر، هل هذا زمن التواضع فعلًا فى أيام تعج بالحثالة والتمثيل والنفاق !!

وإن وجد الطيبون فهم قلة قليلة مضطرة للتعامل مع الغالب الأعم ولنترك المحترمين لوقتهم يرفعون على الرؤوس فلا يكفيهم أن تحملهم الأرض، لكن أساس التعامل جميعهم أبناء متسخة إلى أن يثبت العكس، لن يضيرهم غرورى فى شىء سوى وضعهم فى حجمهم الطبيعى وعدم تجاوزهم الحدود.

اعتزاز الشخص بنفسه وعدم ارتضائه المهانة من الحثالة فى زمن تعيش فيه كأنك فى صفيحة زبالة يفرض عليك الترفع عن الدنايا وعدم الاختلاط بصغائر الأمور وتنقية النفس من أخطائها فلم يصنع العسل لتأكله الحمير.. عسل يا مصيبة.

فالإحساس بالشموخ والترفع من كل ابتذاليات الأشياء شىء ضرورى ورؤية النفس أرفع من سقطات الآخرين وحين تأتيك سقطة ممن يرميك بها عابثًا بك فانهض بكامل حضورك لتنفضها عنك وتمضى كى لا تدنس رونقك، مرفوع الرأس حتى إذا كانت الخناجر فى الطريق معلقة فأنت بغرورك أكبر من صغائر الآخرين.

أتعامل فى الواقع بمبدأ أنا رائعة امتلئ بالمزايا والعيوب التى أعلمها جيدًا تقبلتها أنت حللت أهلًا ونزلت سهلًا لم تتقبلها لك مطلق الحرية ولن يضيرنى شئ، ليس بالضرورة أن يجمع عليك الآخرون فهو لم يحدث حتى للأنبياء فلم يجب أن يجمع ويثنى على الجميع وهل يزيدنى إجماعهم أو ينتقص منى فى شىء !! فكما لا أعجب كل الناس أنا أيضًا لا تعجبنى كل الناس خليك واقعى.

هكذا أنا جدعة ما استطعت مع الغير أفك كرب ليُفك لى كروب ولا علاقة لذلك بصداقة أو مصلحة فما فعلناه لوجه الله، لا لوجه أحد لننتظر من أحد عرفانًا أو ردًا للجميل ولكن لم نكن نتوقع طعنات فى الظهر، ما نفعله للبشر غالبًا لا يقدر وما لله لا يضيع أبدًا هو يجازى ويثيب فمالى ومال العباد ومعى رب العباد !

هكذا أنا مؤمنة بالكبرياء وعدم التواضع، مبدأى أنتم خسرتم وأنا تعلمت، وأعلم جيدًا أن خسارتكم فادحة وأن مكسبى أكبر ولن يغير ذلك فى الأمر شىء فما دام فينا النفس نحن نتعلم ولن يغيرنا فمازلت أسير وقت ما أردت وراء قلبى وأسير وقتما أردت وراء عقلى كلٌّ بمزاجى فمزاجى أعز ما أملك لن أترك فرصة لمخلوق أن يعكره، فلا جنبت العقل يومًا ولا نحيت الفؤاد جانبًا ولكن مزجتهم حتى لا أندم يومًا ويعكر لى مزاجًا.

فالصمت غرور وعدم البوح والشكوى غرور وتحمل الآلام وعدم البكاء غرور والصمت عن الأذى والقسوة المصوبة من كل جهة وعدم البوح عنها غرور، أذل من أمامى بسكوتى بنظراتى بابتساماتى من غير أن أتكلم أو أنطق بحرف، استفيد من غلطات السفيه ولا أعطيه وقت من عمرى.

سموه ثقة بالنفس سموه كبرياء سموه غرور سموه كما شئتم ولو علموا ما بنا من بياض القلوب لعذرونا ولاموا أنفسهم على سواد قلوبهم وعقدهم وكلاكيعهم ومركبات نقصهم والأجدر بى صدهم بالغرور فهذا أقل القليل مما يستحقون خدعوك فقالوا التواضع مع الجميع يؤدى إلى السلامة بل الندامة.

ليكن التواضع لله وحده لا لعبيده، يقول مصطفى صادق الرافعى: "إن فوق كبرياء المخلوق ناموسًا ثابتًا من كبرياء الخالق ما لجأ إليه مكسور القلب بكاسر قلبه إلا وضعه الله موضع حبة القمح تحت حجر الطاحون الضخم لا يُبقى ولا يذر"، وأعوذ بالله أن تكون الأنا تائهة فى غرورها ولست كبيرة فوق كل الأشياء ولا الروح مشوهة فالطاووس الذى لا يستطيع أن يوزن خطواته أضاع مشيته.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة