كل شعوب العالم تبحث عن ثرواتها وكيفية استغلالها أفضل استغلال وقد أعطانا الله ثروة بشرية هائلة بعد أن حرمنا من الثروة النفطية والثروة التكنولوجية والثروة الصناعية، وحرمنا نفسنا حتى من الثروة الزراعية، واختلفت الآراء حول ثرواتنا ومن هم أسباب فشلها وما هى طرق انتشالها من هذا الفشل، وعندما شاهدت المذيع اللامع، وهو يتحدث عن الهند والتى تخطى عدد سكانها المليار ببعض الملايين وكان الحديث شيقًا وكنت أشاهده برؤية تختلف عن رؤية الكثيرين، فهل تركت الهند الصناعة والزراعة والتكنولوجيا واتجهت لمحو أمية هذا الكم الهائل من الجهلة أو بتعبير أقل حدة قليلى التعليم وهل تركت هذه الدولة العظيمة تقدمها لتنتظر حلول محو الأمية الإجابة فى كلمة واحدة ( أبدا) انطلقت هذه الدولة لتصبح من الدول المتقدمة تكنولوجيا ووصلت لصناعة الطائرات، وعندما وجدت دولة كإسرائيل أنها دولة مُعادية وفى وسط دول كلها لا ترغب فى التعامل معها فكان لهم قرار وهو زيادة التصنيع فى الصناعات التكنولوجية بل والدقة فى التصنيع بل وتطوير الصناعات بشكل غير مسبوق حتى وصلت نسبة التصدير إلى 28 % إلى الدول الأوروبية، وهكذا كان للنجاح مقومات ليس منها أن ننتظر محو أمية من فاته قطار التعليم.
وهنا نبدأ فى قصتنا السخيفة مثل كل قضايانا التافهة تركنا من تعلموا لنهتم بمن لم يتعلموا فخسرنا من تعلموا لصالح من لم يتعلموا وبأفكارنا لمحو أمية من لم يتعلموا فقدنا رؤيتنا لمن تعلموا فأصبح المنتج المصرى ردىء وبلا قيمة فى كل المجالات ونظرًا لعدم وضوح الرؤيا للدولة لمن تعلم فيها فكانت النتيجة الوظائف، التى لا تعطى شئ بل تُفقدنا كل شئ فكان العظماء يستغلون الشباب وحاجتهم للعمل فى عمل بلا عمل يا لها من كارثة سنوات وسنوات وسهر الليالى ودورات لغات ودورات كمبيوتر وبحث عن مظهر متميز بملابس رائعة ومقابلات بشوشة وأوراق فى اليد تحمل نتيجة سهر الليالى والوظيفة كول سنتر واعذرونى لجهلى فالسؤال منى هل هى وظيفة تكنولوجية هل هى وظيفة لصناعة مكتشف جديد وكان الرد صادمًا فالوظيفة لشاب فى العشرينيات فى بداية حياته نضعه فى حجرة مظلمة وبها تليفون خاص ووظيفته تلقى المكالمات والرد على العملاء ببعض الكلمات الإنجليزية لعرض منتجات الشركة ومحاولة إجبار العميل على قبول المنتج وهنا رجعت بذاكرتى إلى غلاسة بائعى الأوتوبيسات وهى نفس الطريقة لكن بالتليفون، ولكن من حق الشاب أن يعمل فى أى شىء أفضل من الجلوس على القهاوى، ولكن من ضروريات الدولة أن تستغله فى عمل يفيده مستقبليًا ويُفيد البلد والصناعة المصرية وهكذا لا نعلمهم النجاح بل نعلمهم الفشل من تعلم الرد على التليفون لا يستطيع أن يصهر الحديد وليست وظيفة الكول سنتر فقط هى القاتلة للشباب بل وظائف الآمن ايضًا قاتلة لطموح الشباب وغيرها وغيرها وعندنا نماذج عملت فى الخارج فتفوقت ونجحت بل وتميزت ونحن نترك أبناؤنا لتلهث خلف وظائف بلا قيمة فيصبح هو بلا قيمة والوظيفة بلا قيمة والنتيجة بلا قيمة.
فى الستينيات علمنا أبناءنا ودربناهم فى مصانع الحديد والصلب واليوم نعلمهم فى الكول سنتر فى الأربعينيات علمناهم زراعة القطن فوصلنا لعظماء المصدرين للقطن فى العالم نجحنا بشبابنا واليوم نخسر شبابنا بالأمس علمناهم النجاح واليوم نعلمهم الفشل بالآمس علمناهم الزراعة والصناعة واليوم نعلمهم الكول سنتر والأمن بالأمس كسبناهم فزرعنا وصنعنا واليوم خسرناهم فخسرنا الزراعة والصناعة كانوا أمس فى عمل بمستقبل واليوم فى عمل بلا مستقبل ولا هدف ولا أمل ولكن الذى لا أعرفه هل هم لا يعرفون أو لا يستطيعون أو لا يجدون المعادلة ليست صعبة ولا مستحيلة ولكنها ليس لها إجابة حتى الآن.
مجدى الزغبى يكتب: ليس بالكول سنتر وحده تحل بطالة الشباب
الأربعاء، 03 يونيو 2015 03:09 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fgb
كلامك صحيح تمام