ليلة ساخنة فى الكاتدرائية.. شباب ائتلاف متضررى الأحوال الشخصية يقطعون عظة "البابا" للمطالبة بالزواج الثانى و"تواضروس" يضطر لإلغائها..وشاب يلقى بنفسه أمام سيارة أحد الأساقفة ويعترض خروجهم والشرطة تتدخل

شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم، الأربعاء، ليلة ساخنة قطعت طقس عظة البابا الأسبوعية التي يطل فيها من المقر الباباوى على شعب الكنيسة كل أربعاء.

بدا كل شىء عاديًا، الأجراس تدق تعلن بدء العظة، الآباء الكهنة والأساقفة يتناوبون على تقبيل يد البابا لنيل البركة، وكورال الكنيسة يرتل الإنجيل وتبدأ الصلوات، وحملة المباخر يطوفون فى القاعة.

ثم بدأ التجهيز لكلمة البابا بعد الصلاة، فجلس البطريرك على مقعده أمام المنضدة وتناول الميكروفون ليبدأ وعظه، فما كان من بعض الشباب إلا أن أثاروا الهرج والمرج، ورفعوا أوراق بيضاء، وصاح أحدهم بصوت عال "عايز اتجوز.. عايز حقى".

حاول الآباء الكهنة احتواء الموقف، ونزل بعض منهم من على المنصة جوار البابا، وذهبوا إلى الشباب المحتج، فواصل الشباب صراخهم ونبرتهم الاحتجاجية وسادت حالة من الارتباك وتدخل الأمن فجأة لإبعادهم، ولم يعرف الحاضرون سبب الاحتجاج فظن البعض أن الأمر يتعلق بأزمة تهجير أقباط بنى سويف.

قرر البابا إلغاء العظة، وغادر القاعة، وبدأ الجمهور والأساقفة فى الخروج مع توجيه اللوم للشباب المحتج الذى ثار أمام الصحافة وأمام القنوات القبطية، التى تنقل العظة على الهواء مباشرة.

خارج القاعة اشتعلت الأحداث مرة أخرى، ألقى شاب يدعى "أمجد" بنفسه أمام سيارة أحد الأساقفة المغادرين ثم افترش الأرض أمام طريق خروج السيارات ليمنعهم من الخروج صائحًا "عاوز أقابل البابا عاوز حد يسمعنى"، فما كان من أحد الآباء إلا أنه ترجل عن سيارته وحاول التحدث مع الشاب المنفعل، ثم قرر المغادرة، وحاول أمن الكاتدرائية إخلاء المكان من الحضور، الذين اصطفوا على الجانبين لمشاهدة ما يجرى.

بعدها تجمع مجموعة من الشباب وصاحوا بصوت عال: "عايزين نتجوز"، الجواز التانى"، اسمحوا لنا بالجواز التانى"، لائحة 38، طبقوا قانون الأحوال الشخصية، وسط استنكار كبير من الخارجين من العظة الذين أبدوا انزعاجهم من إلغائها، وحدثت مشادات كلامية بينهم وبين الشباب الغاضب، الذى تبين فيما بعد إنهم أعضاء ائتلاف متضررى قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين.

وقال مجدى مهنى، عضو الائتلاف، لـ"اليوم السابع"، إن أعضاء الائتلاف يحاولون مقابلة البابا أو أحد أساقفة الكنيسة منذ فترة طويلة، ولا يسمح لهم بالدخول، مؤكدًا أن مطالبهم تتلخص فى تطبيق لائحة 38 للأحوال الشخصية، التى تسمح بالزواج الثانى.

وأضاف مهنى، أن لجوءهم للتظاهر جاء بعد عدة محاولات باءت جميعها بالفشل بسبب رفض الأمن إدخالهم لمقابلة الأساقفة بعد الاستعلام عن سبب الزيارة.

بعد ذلك، استدعى أمن الكاتدرائية سيارة شرطة، دخلت إلى المقر الباباوى، وألقت القبض على اثنين من أعضاء الائتلاف بتهم الشغب، واقتادتهما إلى أقرب قسم شرطة.