نظرت حولى لأرى سبب الفوضى والتخلف، وجدتها بسبب الثقافة، وعندما تبحث فى ثقافة شعوب الدول المتقدمة مثل أوربا وأمريكا واليابان، تجد ثقافة عالية تتمثل فى احترام مواعيد وإتقان العمل، واحترام اشارات المرور وآداب الطريق، ومعنى وقيمة الحرية والديمقراطية، وآداب الحوار وحب الوطن، والحفاظ على الممتلكات العامة.
وعندما نبحث فى ثقافة شعوب دول العالم الثالث، تجد ثقافة متدنية فى عدم احترام مواعيد العمل، وإهمال الجودة وعدم احترام إشارات وقواعد المرور واستخدام الحرية حتى لو تسببت فى ضرر الآخرين والاعتداء على الممتلكات العامة، والاستبداد بالرأى، وعدم احترام الرأى الآخر وعدم فهم الديمقراطية، وسلوك المواطن فى وضع القمامة بالطرق والحدائق ومياه الترع التى تتسبب فى تلوث البيئة وانتشار الأمراض، بدلا من وضعها فى الأماكن المخصصة لذلك.
السؤال الذى يطرح نفسه بقوة: أين وزارة الثقافة ؟ وهل مسئوليتها فى الحفاظ على الآثار التى يتم سرقتها كل يوم، أم تقوم بإعداد إعلام على يد متخصصين كل فى مجاله، عن طريق الفضائيات والصحف والمجلات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز الشباب وقصور الثقافة، لزيادة وعى الثقافة فى البيئة والسياسة والصحة والدين والسلوك العام، حتى يحترم بعضنا البعض والرأى الآخر.
كل ذلك حتى ننهض بأجيال مثقفة، تفهم معنى الحرية والديمقراطية وآداب الحوار، وتقود البلد وتحافظ على المال العام، وتنهض بالإنتاج الذى يمثل عصب الاقتصاد.
