فى هذا الصدد نرصد أسباب قرار بلاتر بالاستقالة بعد 17 عامًا عن منصبه والإشراف على الاتحاد الدولى بشكل مؤقت حتى اختيار الرئيس الجديد فى الفترة من ديسمبر إلى مارس المقبل، حيث تقام جمعية عمومية طارئة لـ"الفيفا".
نص التحقيقات وتسليم "بلاتر"
14 مسئولا من الـ"فيفا" تم التحقيق معهم وهم جيفرى ويب (نائب رئيس فيفا، ورئيس اتحاد كونكاكاف)، واوجينيو فيجيريدو (نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد اميركا الجنوبية)، جاك وارنر، وادواردو لى، وخوليو روشا، وكوستاس تاكاس، ورافايل اسكيفيل (رئيس اتحاد فنزويلا)، وخوسيه ماريا مارين (رئيس الاتحاد البرازيلي) ونيكولاس ليوز.
بجانب مسئولين كبار فى شركات تسويق رياضية على رأسهم اليخاندرو بورزاكو، ارون دافيدسون، هوجو جينكيس وماريانو جينكيس، كما وجهت التهمة ايضا إلى خوسيه مارجيليس الوسيط الذى سهل عملية الدفع غير القانونية.
كل هؤلاء خضعوا للتحقيقات فيما يخص فساد الفيفا بشكل عام ومن المؤكد أنهم ذكروا اسم بلاتر فى التحقيقات واعترفوا أنه من يقود كل هذا الفساد، لأنهم لن يسقطون بمفردهم وهو ما يؤكد تسريب بعض المستندات التى تدين بلاتر وذراعه الأيمن جيروم فالكه تحت مبدأ "يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل"، خاصة مع وجود شائعات تؤكد رفض المتهمين الترحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدء التحقيقات إلا فى وجود جميع المذنبين، لتجنب سقوط أحد بذنب الآخر.
مساومة واضحة لاستقالة بلاتر
يبلغ السويسرى جوزيف بلاتر من العمر 79 عامًا وهو الأمر الذى قد يتعاطف الجميع معه وعدم السماح بأن يواجه أى اتهامات قد تؤدى إلى حبسه أو ما شبه ذلك ومع التأكد من المستندات وصحتها تم عرض الأمر على البلاتر وإجباره على الاستقالة أو ادراك اسمه وسط الموقوفين وبدء التحقيق معه والإعلان عن لوسائل الاعلام وهو الأمر الذى قد يهين بلاتر الذى فضل الاستقالة وتجنب كل تلك المشاكل، خاصة فى ظل تدخل الانتربول والـ”FBI”.
شعور بلاتر بأنه أصبح مكروها
بات يشعر بلاتر الآن انه أصبح أكثر المكروهين فى الوسط الكروى على مستوى العالم واعترف بذلك فعلا قائلا: "لقد فزت بالانتخابات وحصلت على دعم الجميع فى الفيفا لكنى لم أنال دعم من خارج الفيفا" فى تأكيد بأنه لم يصبح مرغوب فى وجوده وهو السبب الذى يحاول من خلاله بلاتر تحسين صورته أمام الجميع لكن الأمر عكس كذلك لأن مستندات الفساد ظهرت والاعترافات فى التحقيقات تدين بلاتر وحاشيته.
خروج مستندات الفساد إلى النور
تحركت الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوتها وأجهزتها الأمنية الضخمة من أجل الكشف عن وقائع الفساد التى يقوم بها مسئولو الفيفا خاصة فيما يخص اسناد تنظيم مونديال 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب، وهو ما حدث فعلا عن طريق مراقبة الأشخاص المعنيين ومدى زيادة وتضخم أموالهم عاما بعد عام مما يؤكد دخولهم فى أمور مشبوهة مثل الرشوة على سبيل المثال.
تحرك "مافيا بلاتينى"
قاد بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، ثورة عنيفة ضد بلاتر قبل الانتخابات وطالبه بالاستقالة والتنازل عن كرسى الاتحاد الدولى، وهدد بانسحاب دول اوروبا من أى مناسبات تنظمها الـ"فيفا" فى حالة استمرار بلاتر برئاسة الاتحاد الدولى، وهو ما قلل شأن جوزيف فى الوسط الأوروبى، كل تلك التصريحات ليست مجرد كلمات تطير فى الهواء، خاصة أن بلاتينى محنك وذكى ولديه القدرة على اسقاط من يريد اسقاطه وفى وقت قصير، خاصة أن بلاتينى عاش سنوات طويلة فى ايطالية ويشبه فعلا "المافيا الإيطالية" فى الذكاء والحنكة.
خوف بلاتر من السقوط خلف الرجل الثانى:
كشفت صحيفة "ديلى ميل" الإنجليزية، عن تورط الفرنسى جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا والرجل الثانى خلف بلاتر، فى مسألة دفع مبلغ 10 ملايين دولار لمسئولين فى اتحاد كرة القدم لقارات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى "كونكاكاف" كثمن لأصوات دفعت من أجل تنظيم جنوب أفريقيا لمونديال 2010، على حساب المغرب ومصر، وهو ما أصاب بلاتر بالصدمة لشعوره بأنه تم الكشف عن ظهره وكاتم أسراره مما يجعله يخشى السقوط خلف الرجل الثانى لأنه بهذا الشكل سيكون عليه الدور بلا شك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة