نقلا عن اليومى...
قال اللواء السيد جاد الحق، مساعد وزير الداخلية، لشرطة النقل والمواصلات: نسعى لاستخدام التقنيات الحديثة لمواجهة سلسلة التفجيرات وأبرزها أجهزة التشويش على المتفجرات، وكشف عن أن البعض يتخذون من محطات المترو وسيلة للانتحار، وأن هناك أمهات يتركن أطفالهن على الأرصفة بسبب مشاكل اجتماعية، والبعض يؤجر أطفاله لآخرين للتسول بهم مقابل 150 جنيها يوميا، وأكد على وضع بوابات إلكترونية على مداخل ومخارج محطات مترو الأنفاق للكشف عن المعادن، لافتا إلى أن بلاغات المواطنين حول العثور على أجسام غريبة ساهم بشكل كبير فى إبطال مفعول القنابل وإحباط المحاولات الإرهابية، وأن وزير الداخلية يشدد دائما على التعامل بحسم مع الخارجين عن القانون مع احترام قيم حقوق الإنسان.
بداية.. حدثنا عن أبرز المجهودات الأمنية فى مجال شرطة النقل والمواصلات؟
- حملاتنا الأمنية لا تتوقف لملاحقة كل صور الخروج عن القانون، سواء فى محطات السكة الحديد أو مترو الأنفاق أو وسائل النقل العام، وفى مجال الاتصالات ومكاتب البريد، ونجحنا مؤخراً فى ضبط عشرات من الخارجين عن القانون والباعة الجائلين والمتلبسين فى قضايا نشل وسرقات، ووسعنا دوائر الاشتباه الجنائى فى عمليات الفحص وتعقب الهاربين من أحكام.
اللواء السيد جاد الحق.. يكاد لا يجلس على مكتبه يتحرك ما بين محطات مترو الأنفاق والسكة الحديد باستمرار.. لماذا؟
- لا أحب أن أعتمد فى عملى على سياسة التقارير المكتبية المكتوبة، وأصر على النزول بنفسى للشارع يوميا للتلاحم مع المواطنين، والتحدث معهم والتعرف على مشاكلهم، وسرعة إيجاد حلول لها، فضلاً عن أن التواجد الميدانى يعطى قوة للخدمات الأمنية والشرطية الموجودة فى الشارع، خاصة إذا شعروا بأن رؤساءهم موجودون بينهم فى الشارع، ويعطى فرصة كبيرة للاطمئنان على الانتشار الشرطى، ومتابعة الخطط الأمنية التى نرسمها وما تحقق منها، كما نتأكد من خلال التواجد الميدانى على حسن معاملة الخدمات الأمنية لجمهور المواطنين.

اللواء السيد جاد الحق مع محمود عبد الراضى محرر اليوم السابع
زادت فى الآونة الأخيرة البلاغات بشأن العثور على أجسام غريبة على شريط السكة الحديد فى مناطق متفرقة.. كيف تتعاملون مع هذه الأرقام المخيفة من البلاغات بصفة يومية؟
- حرصنا مؤخراً على منح ضباطنا وأفرادنا عدة دورات تدريبية بشأن التعامل مع الأجسام الغريبة وفحصها وإبطال مفعولها، إذا كانت تحتوى على متفجرات، ونحرص فى بداية الأمر على عمل كردون أمنى كبير حول الجسم فور العثور عليه، واستدعاء ضباط المفرقعات للحضور والتعامل معه، وتفكيكه إذا كان يحتوى على مواد متفجرة، وفى حقيقة الأمر، فإن المواطنين لهم دور كبير فى الكشف عن معظم الأجسام الغريبة من خلال البلاغات الكثيرة التى نتلقاها، ونهيب بالمواطنين سرعة الإبلاغ عن أى جسم غريب يتم العثور عليه، حيث إن الدور الشعبى مهم فى الكشف عن المواد المتفجرة من خلال سرعة البلاغ للأجهزة الأمنية التى تحضر سريعا وتبطل مفعول هذه القنابل قبل انفجارها، وفى الأونة الأخيرة نجحنا فى إبطال مفعول معظم المواد المتفجرة التى تم العثور عليها، وتم تقليص أعداد الأجسام الغريبة مؤخراً.
لماذا تصر الجماعات الإرهابية على استهداف مرفق السكة الحديد ووسائل النقل العام بشكل كبير؟
- السكة الحديد والمترو وأتوبيسات النقل العام من المرافق الخدمية فى الدولة تخدم شريحة كبيرة من المواطنين، واستهدافها بالقنابل والمتفجرات يؤدى إلى توقف هذه الخدمات وإحداث شلل فى بعض الأحيان، ومن ثم تلجأ هذه الجماعات إلى استهداف هذه المرافق الحيوية، لكن يقظة الأمن تحول دون تحقيق ذلك، كما أن استهداف هذا المرفق بالمتفجرات يؤثر سلبا اقتصاديا، ونجحنا فى الآونة الأخيرة فى القبض على العديد من الخلايا الإرهابية التى تستهدف وسائل النقل العام، واعترفوا تفصيليا بارتكابهم للعديد من الجرائم الإرهابية، كما أننا نعمل على وجود فرق بحث لملاحقة الجماعات الإرهابية التى تحاول استهداف هذه المرافق.
لماذا لا تفكر أجهزة الأمن فى اللجوء لأجهزة التشويش على المتفجرات فى المحطات المهمة؟
- نحن لا ندخر وسعاً فى استخدام أى تكنولوجيا حديثة تخدم الأمن المصرى، ونعمل على استخدام التقنيات الحديثة باستمرار لإحباط أى محاولات إرهابية أو تفجيرات، ونطالب باستمرار بالعديد من الأجهزة الحديثة من بينها أجهزة التشويش على المفرقعات لاستخدامها فى تأمين المرافق الحيوية، حيث إن هذه الأجهزة الحديثة تساعد العنصر البشرى بقوة فى الكشف عن المتهمين ووأد الجرائم قبل وقوعها، كما أن كاميرات المراقبة الموجودة بكثرة تساهم فى ضبط الأداء الأمنى داخل المحطات، فضلا عن وجود بوابات إلكترونية.
لماذا حرصتم على إعادة تشغيل محطة السادات قبل شهر رمضان؟
- المواطنون عانوا لعدة أشهر من غلق المحطة، وكانت محطة مترو الشهداء تشهد تكدسات كبيرة من المواطنين، وعندما كنت أتجول فى المحطات والتقى جمهور الركاب، كانت مطالبهم بإعادة فتح محطة السادات مرة أخرى، لتخفيف الضغط عن الشهداء، ومن ثم عملنا على وضع خطط لتأمينها ثم إعادة تشغليها مع بداية شهر رمضان الكريم لتخفيف العبء على المواطنين.
سجلت محاضر أقسام شرطة النقل والمواصلات مؤخراً العديد من حوادث الانتحار أسفل عجلات قطار المترو.. ما تفسيرك؟
- هذه الأمور متعلقة بأسباب اجتماعية ونفسية، فهناك العديد من الأشخاص الذين تحاصرهم المشاكل الحياتية ويلجأون للانتحار، فيتسللون لمحطات المترو ويلقون بأنفسهم أسفل القطارات، لكن يقظة الخدمات الأمنية فى المحطات تنقذ معظم هذه الحالات من الموت.نجحت شرطة النقل والمواصلات مؤخرا فى العثور على عدد من الأطفال الرضع على الأرصفة، بعدما تركهم ذويهم وتم التوصل لأسرهم وردهم إليهم.

اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية
ألا ترى أن هذه الجرائم غريبة على مجتمعنا؟
- لكل واقعة خلفيتها وظروفها الخاصة، وبالفعل عثرنا مؤخراً على عدد من الأطفال تركهم ذويهم على أرصفة المحطات، وأودعنا هؤلاء الأطفال فى أماكن رعاية آمنة، ووجهنا بحسن رعاية هؤلاء الأطفال حتى تم تحديد هوية ذويهم واستدعائهم وتسليمهم الأطفال، والأمر لم يقتصر على هذا الحد، وإنما قفز إلى أكثر من ذلك، عندما يتخلى أب أو أم عن ضناهم ويدفعون بالأطفال الصغار لآخرين للتسول بهم فى القطارات والمحطات مقابل أجر شهرى، حيث ضبطنا مواطن يتسول بطفل على رأسه «شاش» وأثار دماء، وتبين أنه اختلق واقعة إصابته فى رأسه لجمع المال، وأنه استأجر الطفل من والده مقابل 150 جنيها فى اليوم للتسول به، وأمثلة أخرى كثيرة نتصدى لها يومياً.
كيف تواجهون حوادث السرقات والنشل فى محطات السكة الحديد والمترو والأتوبيسات؟
- الكاميرات الموجودة بكثرة على محطات المترو تساهم بشكل كبير فى التصدى للسرقات وتحديد هوية الأشخاص، الذين يحاولون السرقة وسرعة ضبطهم فى الحال، كما أن الانتشار الأمنى الجيد يساهم أيضا فى وأد هذه الجرائم، ونشن حملات متكررة يومية تسفر عن ضبط أعداد كبيرة من اللصوص وممتهنى «النشل».
تشددون على الخدمات الأمنية باحترام حقوق الإنسان والتعامل بحسم مع المخالفين.. كيف يتم تحقيق هذه المعادلة؟
- نشدد باستمرار على خدماتنا الأمنية بالمحطات وفى وسائل النقل العام بضرورة احترام المواطن وإعلاء قيم حقوق الإنسان وعدم التجاوز، فالقانون يحدد إطارا معينا فى التعامل مع الأشخاص يجب ألا نتخطاها بأى شكل من الأشكال، ونراعى البعد الإنسانى فى التعامل مع الناس، والخطأ من الضباط والأفراد مرفوض، والتجاوز يتم المحاسبة عليه والتعنيف والعقاب.
مع نهاية شهر رمضان واقتراب العيد تظهر أزمة بيع تذاكر السفر فى السوق السوداء.. كيف تواجهون هذه الظاهرة؟
- بدأنا من الآن حملات مكبرة على بائعى تذاكر القطارات والأتوبيسات فى السوق السوداء، ولدينا خطة أمنية محكمة للتعامل مع هذه الأمور، واستهداف أماكن بيع التذاكر فى السوق السوداء مستغلين حاجة المواطنين فى الحصول على تذاكر للسفر، خاصة إلى مناطق وجه قبلى، ونعمل على أن تصل التذاكر بصورة طبيعية للمواطن بسعرها المعلن عنه.
كيف تتعاملون مع مختلسى الأموال فى مكاتب البريد؟
- نجرى تحريات ومتابعات أمنية مستمرة على الأشخاص الذين تحوم حولهم الشكوك أو نتلقى ضدهم بلاغات، ونجحنا مؤخرا فى ضبط العديد من الموظفين بمكاتب البريد الذين يختلسون أموال العملاء أو يزورون، كما نلاحق الأشخاص الذين يصرفون معاش أقاربهم بتوكيلات، ويتضح بعد ذلك أنهم ماتوا من سنوات، ولم يبلغوا بوفاتهم من أجل الاستمرار فى صرف المعاش.
هل المحافظات ووجه قبلى تحديدا سيكون لهم نصيب من الحملات الميدانية لمساعد الوزير لشرطة النقل والمواصلات؟
- خطتنا مداهمة كل الأماكن على مستوى الجمهورية، واستهداف محطات السكة الحديد فى المحافظات بجولات مفاجئة للتأكد من الانتشار الشرطى وحسن معاملة الناس.
ما هى أبرز توجيهات وزير الداخلية لكم؟
- الوزير يشدد باستمرار على مواجهة كل صور الخروج عن القانون.
