أكد رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس أن هناك تهديدا إرهابيا كبيرا سيتعين محاربته على المدى الطويل فى فرنسا وفى دول أوروبية أخرى وفى العالم.
جاء ذلك فى المقابلة التى أجراها مع (إذاعة أوروبا 1) وقناة (إى تيلى) الإخبارية وصحيفة (لوموند) حول الهجمات الإرهابية الدامية التى وقعت الجمعة فى فرنسا والعالم.
وأكد فالس أن تنظيم داعش الإرهابى بفروعه فى اليمن والساحل الأفريقى وفى دول أخرى يريد محاربة قيم الإنسانية، مذكرا بأنه فى نهاية عام 2012، حذر من أن فرنسا تواجه عدوا من الخارج متمثلا فى تنظيمات إرهابية مدعومة من بعض الدول وأيضا عدوا داخليا.
ونوه بأن مواقف الشعب الفرنسى كانت على مستوى الأحداث سواء من خلال المسيرات المنددة بالإرهاب التى شارك فيها فى يناير الماضى أو أمس فى بلدة (سان كونتان فلافييه)، حيث احتشد السكان بحضور الممثلين المنتخبين وعمدة البلدة للتعبير عن نبذهم للإرهاب.
وأشار رئيس الوزراء الفرنسى إلى أنه قال فى يناير الماضى أمام مجلس النواب إن "بلاده تخوض حربا على الإرهاب وعلى الإسلام المتطرف وظاهرة الجهاد "، مضيفا "علينا دائما قول الحقيقة واستخدام العبارات التى تفرض نفسها".
وتابع أن "داعش يسعى لمهاجمة الغرب وقيمه العالمية.. أولى ضحايا داعش هم بالطبع الأقليات ولكنهم أيضا المسلمون، وبالتالى فلسنا أمام حرب بين الغرب والإسلام ".
وأوضح فالس أن التهديد الإرهابى مستمر وبلغ مستويات مرتفعة، مما يستدعى أن نتحلى بالبصيرة والثبات والعقلانية، لافتا إلى أن فرنسا لا تواجه فقط على أرضها، بل أيضا فى الخارج، مشيرا إلى دعم فرنسا العسكرى لمالى لتفادى انهيار هذا البلد ومكافحة الإرهاب.
وقال إن "أولاند قد تعرض لانتقادات آنذاك.. إلا أنه اليوم بعد التوقيع على اتفاقات السلام نستنتج أننا كنا على حق فى التدخل وأنه تم إدارة مرحلة ما بعد التدخل العسكرى بشكل جيد"، كما أشار إلى مشاركة فرنسا فى التحالف الدولى لضرب داعش فى العراق.
وأضاف "لا يمكن أن نخسر الحرب على الإرهاب لأنها حرب على الحضارة والقيم التى ندافع عنا"، وتابع أن "المعركة تدور أيضا داخل الإسلام بين إسلام يحمل قيما إنسانية وإسلام ظلامى وشمولى يريد فرض رؤيته على المجتمع، وأذكر مجددا أن أولى ضحايا هذا الإرهاب هم المسلمون".
وأوضح الوسائل التى حشدتها الدولة على مستوى التهديد الإرهابي، فهناك 30 ألفا من عناصر الشرطة والدرك والجيش قد تم نشرهم لتأمين المواقع الحساسة وأنشأنا 1830 وظيفة إضافية فى الشرطة والدرك لمكافحة الإرهاب ومنهم 930 فى الاستخبارات الداخلية، بالإضافة إلى 950 وظيفة فى أجهزة القضاء الخاصة بمكافحة الإرهاب وفى السجون.
وتابع "قمنا بالتصويت على قانونين لمكافحة الإرهاب تتضمن إجراءات ملموسة وفعالة مثل إحالة الفرنسيين الذين ارتكبوا عمليات إرهابية فى الخارج أمام القضاء الفرنسى والمنع الإدارى من مغادرة الأراضى الفرنسية، فضلا عن استحداث جنحة العمل الإرهابى المنفرد، إغلاق المواقع الإلكترونية المحرضة على الإرهاب.. فنحن نعزز الوسائل البشرية والفنية والاستخباراتية".
وحول نجاح مهاجم مصنع (إيزير) فى تضليل الأجهزة الأمنية، ذكر فالس بأن هناك 1800 شخص على اتصال بالشبكات الجهادية فى سوريا والعراق، هناك 473 متواجدين هناك و119 قتلوا فى معارك من بينهم 9 نفذوا عمليات انتحارية.
وأضاف أن "217 عادوا إلى الأراضى الفرنسية والكثير منهم تم القبض عليهم واعتقالهم و315 يحاولون الوصول إلى هناك، بالإضافة إلى 608 أبدوا الرغبة فى الانضمام للجماعات الجهادية".
وتابع "يضاف إلى هذا العدد 500 آخرين منخرطين فى الجهاد فى شبكات إرهابية فى بلدان أخرى مثل أفغانستان واليمن والساحل والصومال".
ولفت إلى أنه بفضل عمل الأجهزة الأمنية المختلفة تم منع العديد من الهجمات منذ عام 2013، كما تم تفكيك عدة شبكات تجنيد جهاديين للسفر إلى سوريا والعراق وطرد نحو 40 شخصا منذ 2012 من بينهم أئمة يتبنون خطابا تحريضيا.
وعما إذا كان يجب إغلاق مئات مساجد السلفيين فى فرنسا، أوضح مانويل فالس أن ما بين 10 و15 ألف سلفى متواجدون بالأراضى الفرنسية، وأنه بفضل عمليات المراقبة على دور العبادة ودور الاستخبارات وبالتعاون مع الهيئات الإسلامية يتم محاربة مخاطر السقوط فى فخ التطرف.
ونوه رئيس الوزراء الفرنسى بأن مسألة التطرف ليست موجودة فقط فى فرنسا حيث أن هناك نحو 5000 أوروبى انضموا إلى جماعات فى سوريا والعراق بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة التى تأتى من دول المغرب العربي.
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات تتوقع ارتفاع عدد الجهاديين الأوروبيين فى صفوف داعش إلى عشرة الآلاف قبل نهاية العام الجاري.
ومن ناحية أخري، أكد مانويل فالس أن الشركات التى تدير المواقع الصناعية الحساسة فى فرنسا ستعلن عن حزمة من التدابير لتأمين المنشآت تتضمن أيضا معايير صارمة فى اختيار الموظفين لديهم.
مانويل فالس:نواجه تهديدا إرهابيا كبيرا يتعين محاربته على المدى الطويل
الأحد، 28 يونيو 2015 01:32 م
مانويل فالس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة