عصام البنا يكتب: حلم الحرية

السبت، 27 يونيو 2015 12:00 ص
عصام البنا يكتب: حلم الحرية تمثال الحرية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الفيلسوف والمفكر الفرنسى "فولتير" لا أرى نفسى أكبر من أن أُخذل ولا أصغر من أن أنتصر.
هل تعلم ما الذى أبهرنا فى ثقافة الغرب ؟
هل فكرت فى سر انجذابنا للدول الأوروبية؟
ولماذا رحنا نقلدهم؟ وتمنينا لو عشنا فى بلادهم؟
إنها الحرية.

نعم هى الحرية التى حرمتنا منها القيود التى كبلت كل سلوكياتنا وتصرفاتنا وأفكارنا
لكن هل تعلم بأن تلك الشعوب التى أبهرنا بريق حريتها كانت ترزخ تحت نير العبودية والقهر لعقود وعقود .
ما الذى حدث؟ ومن الذى أحدث كل هذا التغيير الاجتماعى الذى قاد أوروبا من النقيض للنقيض؟
بدأت شرارة التحول الأوروبية عندما حمل مفكرو فرنسا أمثال فولتير ومونتسكيو ووجون لوك مشاعل الإصلاح الاجتماعى والسياسى بغية رفع الظلم والقهر الواقع من القصر والكنيسة والموروثات الثقافية المتخلفة، إلى أن قاد "جان جاك روسو" المسيرة المنتصرة وقت أن أشعل الثورة بكتابه (العقد الاجتماعى) الذى يعتبر إنجيل ثورة فرنسا البرجوازية، فضمنه نظرية متكاملة تشرح العلاقات فيما بين الحاكم والفرد والمجتمع، جدير بالذكر أن روسو استهل عقده الاجتماعى بالتأكيد على أن الحرية هى مبدأ واستنكر العبودية والانكسار، دعا "روسو" المجتمع لكسر قيوده،
استجابت فرنسا وتحررت وسقط سجن الباستيل ، ونالت أوروبا الحرية المفقودة .

ما نحن فيه الآن لا يشبه ما حدث فى أوروبا عموما وفرنسا تحديدا إلا فى التشبث بالحلم، حلم الحرية والتحرر، لقد فاجأنا رأى الشباب فى عاداتنا وتقاليدنا الثابتة، رفضوا أفكارنا البالية، انحرفوا عن معاييرنا الراسخة، فكروا بطريقة مختلفة، نظروا من زاوية مختلفة، فعاينوا مشهدا مختلفا، أعادوا ترتيب حياتهم فلم تعد وظيفة حمام أفندى المدرس ترضيهم، ولا الزواج من بنت العم المنغلقة يغريهم، أطلقوا طاقاتهم، حلموا بمستقبل مختلف، يسعون بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة لبلوغه وترويضه.
لتعلم عزيزى القارئ أن شبابنا ليسوا بمجانين حتى نتهمهم، ليسوا بجاحدين حتى نعاديهم، ليسوا بمتخلفين حتى نفكر عنهم ولا معتوهين حتى نفرض عليهم أفكارنا، فإن كنا حققنا آمالنا وطموحاتنا فى الحياة والتى تتناسب مع استعداداتنا وقدراتنا فلنفرض عليهم منهجنا فى الحياة، وأن كنا سعداء بما نحياه وحققناه فلنجبرهم على الخضوع لإرادتنا .

لكن ما يتعين علينا فعله الان هو ان نتحاور معهم لنتعلم منهم كيف ترسم الاحلام وكيف تحقق ، علنا نعيش الحرية يوما .

فاللحق ان كنا عايشنا ميزة واحدة ايجابية واحدة منذ ثورة يناير حتى الان فالفضل فى ذلك - بعد الله - يرجع للشباب العاشق للحرية .

تحية لهم من أعماق القلب ، نعم أنا أحييهم ، واشد على أياديهم ، وألعن إذعاننا وخضوعنا لثقافة بالية ما جنينا من ثمارها سوى ارهاق الفكر وتشتت المبادئ وتشرذم الامال والاحلام .

الحرية استعداد
الحرية امكانية
الحرية مسئولية
الحرية حلم
الحرية حياة
الحرية فعل وحركة
الحرية طاقة
الحرية سعادة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة