فى مثل هذا اليوم منذ عامين، أعلنت جماعة الإخوان خلال منصبة رابعة العدوية، تدشين ما أسمته "تحالف دعم الشرعية" فى 27 يونيو 2013 أى قبل 6 أيام من عزل محمد مرسى فى 3 يوليو 2013، وضمت حينذاك أكثر من 10 أحزاب وحركات إسلامية التى شاركت الجماعة فى اعتصام رابعة العدوى لهدف واحد هو عودة الشرعية المتمثلة من وجهة نظرهم عودة "مرسى" للاتحادية، وبعد مرور الأيام والشهور لازالت الإخوان تنادى بعودة "المعزول" بينما حلفائها أنقسموا عنها.
اليوم وبعد مرور عامين تعرض التحالف لانقسامات عديدة، وانسحابات أثرت عليه بشكل كبير حيث لم يتبق منه سوى 5 أحزاب فقط من بينها حزب منحل وهو الحرية والعدالة، وحزبين هربا رؤسائهما إلى الخارج وهما الأصالة والفضيلة، وحزب ما زال تحت التأسيس وهو حزب الراية الذى يتزعمه حازم صلاح أبو إسماعيل، كما يستمر فى التحالف الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية شكليا دون المشاركة فى أى فعليات، ليس هذا فحسب بل تحول التحالف إلى خلايا مسلحة للممارسة الأعمال الأرهابية.
الأزمة الأولى
بدأت أول أزمة داخل تحالف دعم الإخوان فى الذكرى الأولى لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فى 16 أغسطس 2014، عندما رفضت عدد من الأحزاب المشاركة فى تحالف دعم الإخوان المشاركة فى الدعوات التى أعلنت عنها الجماعة، وقالت أحزاب الوسط والوطن والبناء والتنمية فى ذلك التوقيت إنهم يرفضون العنف والعنف المضاد، بعدها مباشرة وتحديدا فى أغسطس الماضى أعلن حزب الوسط انسحابه من تحالف دعم الإخوان، وبرر الحزب فى ذلك التوقيت خروجه من التحالف بأنهم يريدون عمل مظلة واسعة تضم أحزاب وقوى سياسية أخرى أكثر من التحالف، وعقبها بشهر واحد، أعلن حزب الوطن السلفى أيضا انسحابه من تحالف دعم الإخوان، وذكر نفس السبب أيضا، ولكن قيادات بالحزب أعلنت فى وقت لاحق أن سبب الانسحاب هو تجاهل جماعة الإخوان لكل حلفاؤها وتهميشهم، بل وكشفت أيضا أن الجماعة لم تعد تعتبرهم جزء ومكون داخل التحالف وتتخذ قراراتها بمفردها بينما تخرج للإعلام وتذكر أنهم اتخذوا قراراتهم بالتشاور مع جميع أحزاب التحالف.
انتفاضة الشباب
وجاءت دعوات ما أسمته الجماعة وحلفاها "انتفاضة الشباب المسلم" فى 28 نوفمبر 2014، حيث دعوا صراحة إلى حمل السلاح وهو ما صعد من حدة الانقسامات بين الإخوان وحلفاءهم، ولكن بعد فشل الفاعلية التى عولت عليها الجماعة، تعرض التنظيم لضربة كبرى بانسحاب اثنين من حلفائه بعد أسبوع فقط من فشل المظاهرات، وهما الجبهة السلفية، وحزب الاستقلال وشن عقبها مجدى حسين، رئيس حزب الاستقلال، هجوما عنيفا على الجماعة، وكشف أنها تتبع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يناقض ما يؤمن به حزب الاستقلال.
وفى الأشهر الأخيرة ظهرت بوادر انسحاب الجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان بعدما طالبت قيادات بارزة داخل الجماعة بالانسحاب من تحالف دعم الإخوان، وكان أبرزهم البدرى مخلوف مؤسس الجماعة الإسلامية بالصعيد، كما تعرضت الجماعة الإسلامية أيضا لأزمة كبرى بعدما تم إلقاء القبض على عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة، وتزايد الضغوطات على القيادة الحالية للجماعة الاسلامية للانسحاب من تحالف الإخوان.
وأصبحت جماعة الإخوان وحيدة قبل أيام من ذكرى 30 يونيو، وأصبحت محصلة التحالف الداعم للإخوان رغم مرور عامين من تدشينه صفر، وما زالت الانقسامات تدب داخل التحالف حتى الآن، ويكتفى دائما هذا التحالف بإصدار بيانات فقط بعدما هرب معظم قياداته بالخارج.
وبدوره يقول هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: "بدأ التحالف بتجميع الفصائل الاسلامية على اختلاف تنويعاتها تحت قيادة الاخوان للمطالبة بعودة مرسى الى الحكم وإعادة دستور 2012م، وصاحب هذا التحرك خلط منهجى بين السياسى والدينى، حيث اعتبروا عزل مرسى حرباً على الإسلام والهوية فضلاً عن الخطاب الحربى التكفيرى ومحاولة استنساخ الثورة الايرانية ".
ويضيف: "حدثت خطايا ميدانية فادحة أدت لخسائر فى الأرواح وهروب للقيادات للخارج ليقودوا من قلب دول ذات أطماع اقليمية خطط إسقاط النظام والتحريض على الدولة، ومن تم القبض عليه أحيل للقضاء فى قضايا خطيرة، ومع انفضاض حلفاء الإخوان عنهم وانحسار المظاهرات الجماهيرية تحول الأمر مؤخراً لمجرد تنظيمات وخلايا مسلحة تباشر التفجير واستهداف مؤسسات الدولة مع تحريض من الخارج على العنف واستهداف رموز الدولة وأجهزتها الاعلامية والأمنية والقضائية ".
ويعتبر "النجار" أن مستقبل التحالف فى مهب الريح، فهناك واقع محلى مصرى وإقليمى وعربى يترسخ على الأرض و يتجاوز الروايات الاخوانية وبات من غير المنطقى التعلق بعودة مرسى فيم تخوض مصر معارك وجود مصيرية دفاعاً عن الأمن القومى العربى والمصرى فى مواجهة تهديدات خارجية عدائية وفى مواجهة الإرهاب الذى يتغذى أساساً على تلك الروايات ويتخذها كمبرر لإعلان الحرب على الدولة، والإخوان توظف تلك التناقضات لمصلحتها الخاصة ".
ويضيف: "الحشود السلمية خلال العام الأول تحولت خلال العام الثانى إلى خلايا عنف مسلحة تضم شباباً من كافة الفصائل والتيارات الإسلامية، والمسئولية الأولى تقع على قيادات تلك الفصائل حيث لم يسعوا بسرعة لاحتواء الشباب بعمل سياسى مسئول وبمبادرات قوية واضحة على الأرض ".
عامان على تدشين تحالف "الإرهابية وأخواتها" و لم يتبق منه شىء.. "دعم المعزول" باع الوهم لشباب الجماعة والمتعاطفين معهم.. ثم تحول حاضنة لخلايا مسلحة
السبت، 27 يونيو 2015 04:13 م
الدكتور محمد مرسى الرئيس المعزول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة