"ابن الفقير" حكاية شعب اسمه "الجزائر"

الكاتب الجزائرى مولود فرعون تحدى الاحتلال الفرنسى بـ"الكتابة" فقتلوه

السبت، 27 يونيو 2015 09:00 م
الكاتب الجزائرى مولود فرعون تحدى الاحتلال الفرنسى بـ"الكتابة" فقتلوه الكاتب الجزائرى مولود فرعون
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام معدودة من انتهاء الاحتلال الفرنسى للجزائر الذى استمر ما يزيد عن 130عاما، كان الكاتب الجزائرى "مولود فرعون" ينتظر بشغف سطوح شمس الحرية على أرضه وبلاده لكن كان للاحتلال رأى آخر مغاير فتم اغتياله أثناء وجوده بمؤسسة تربوية مع خمسة مثقفين آخرين قتلوا جميعا وسال دمه على تراب بلد "المليون شهيد".
غلاف رواية ابن الفقير  -اليوم السابع -6 -2015
غلاف رواية ابن الفقير

وقف "مولود فرعون" فى وجه الاستعمار الفرنسى لا يملك إلا اللغة الأدبية والتعبير عن الوجع الجزائرى والمعاناة مستخدما اللغة الفرنسية فى النضال ليقول للمحتل، "أنا أناضل ضدكم بلغتكم، ولأبعدكم عن (الدروب الوعرة) التى تعشق قبائلنا أن تعيش أجمل الأيام القبائلية فيها.. أنا أناضل ضدكم ولن تمنعنى ثقافة المهجر من النطق بما تحتاجه الثقافة الجزائرية التقليدية"، إنه "مولود فرعون" الذى سقط بنيرانِ عصابة منظمة الجيش السرى الفرنسى، فى 15 مارس 1962 على أرض الجزائر.

فى كتابه "معركة الجزائر" والذى هو عبارة عن يوميات الثورة، التى كان الجزائرى "مولود فرعون" يسجلها يومًا بيوم، والذى نشر سنة 1962فى جريدة المساء المصرية فى العام نفسه الذى استشهد فيه "مولود" على يد القوات الفرنسية يقول فى إحدى يومياته: "قتل خمسة فى آيت-فراح، إنه القدر، واحد فقط حاول الهرب، ويبدو أنه قد دافع عن نفسه قبل أن يسقط، ويبدو أن هذا الشاب قدّم نفسه ضحية كى يحاول حماية هاربين آخرين.. وفى تامزاريت قتل سبعة، كما أن شابا كان مقبوضًا عليه وترك مطلق السراح فى المعسكر، فضربوه بالرصاص، بينما كان يجرى لالتقاط بالونة قذفها أحدهم بقدمه وأمره أن يعيدها إليه".

كان للقضية الجزائرية فى صراعها مع الاستعمار الفرنسى وجه آخر أدبى وإبداعى ومن وجهها الثقافى كان "مولود فرعون" وقد صدرت له عدة نصوص بحثية وإبداعية، كان أولها "أيام قبائلية" وهو كتاب لرصد عادات وتقاليد الجزائريين الأمازيغ، وصدر عام 1954، ثم روايته التى نالت اهتمامًا عالميا، وهى رواية "ابن الفقير"، والتى قال عنها قال عنها، كتبتها على ضوء شمعة ووضعت فيها قطعة من ذاتى"، وهى تسجل ما يشبه السيرة الذاتية، بالإضافة إلى روايته الرائعة "الدروب الوعرة"، وهى من أولى الروايات التى انشغلت بقضية المسيحيين الذين يعانون من رجعية العادات والتقاليد.

ورواية نجل الفقير للأديب الراحل "مولود فرعون هى أهم عمل جزائرى، تهافت العديد لترجمتها إلى حوالى 25 لغة عالمية، لما تضمنته من أفكار وقيم إنسانية عظيمة.

تناول الأديب فرعون فى روايته الظلم الذى عاشه الشعب الجزائرى لسنوات عديدة تحت ظلام الاحتلال الفرنسى، حيث إن أحداث الرواية تدور عقب نهاية "معركة الجزائر" الشهيرة عام 1957م ، وتتناول رواية نجل الفقير مأساة الفقراء الجزائريين، ويشرح فيها كيف يتكون الطبع الحقيقى للرجل القبيلى، حيث إن الطفل الرضيع تبدأ معركته مع الحياة منذ ولادته؛ فإما أن يقاوم الحياة ليحضى بالعيش بكرامة أو أن يستسلم للحياة والفقر ويعيش بالذل والمهاناة لبقية حياته.



موضوعات متعلقة..


أفكار قتلت أصحابها.. إسرائيل تقتل أحلام غسان كنفانى بـ"تفخيخ سيارته"








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة