لم تكن السندريلا مجرد فنانة موهوبة، فالموهبة منحها الله لعديد من البشر غيرها، لكن الله ميزها بما هو أبعد من ذلك بالروح الشفافة والعيون الساحرة والوجه المريح الذى يشع نورا ونارا والقلب الممتلاء بالبهجة الذى بإمكانه تحويل هذه البهجة لكل من تقع عيناه عليها أو يسعده الحظ بسماع صوتها، ويبدو أن قدر المبهجين الطيبيبن أمثالها أن يحيا حياة شخصية مليئة بالغموض الذى يصاحبه أرق قد يصل لحد الغم وكأنها تتعمد تحويل هذا الغم إلى فرح وبهجة حتى لا تنقله للآخرين، وكأنها تعلم أن الله وهبها ما يزيد عن كل البشر من الروح الجميلة، فاستخسرت هى هذه الروح فى نفسها وقررت منحها للجميع دون تفريق، ويبدو أن هذا الكرم منها هو ما يجعلنا نشعر دوما وكأنها واحدة منا، فمن يعطى كل هذا الحب والفرح سوى أقرب الأقربين، ومن منا لا يشعر أنها أخته أو ابنته ومن من الرجال لا يراها فتاة أحلامه، ومن منا لا يحبها حبا مختلفا عن حب باقى نجوم السينما، ومن منا لم يتألم يوم موتها وكأن من مات أقرب الناس إليه؟.
كانت سعاد حسنى فتاة طيبة جداً لأبعد مدى تعشق الحياة بكل تفاصيلها، وكانت تحب كل أنواع الفنون لذا كانت فنانة شاملة تغنى وتقدم الاستعراض وترقص وتمثل، تفعل كل هذا فى الوقت ذاته دون أن تبدع فى نوع على حساب آخر، فالحقيقة أنها كانت بارعة فى كل شىء، وهى النتيجة التى تكون أسبابها حتما وبلا شك إيمانها الشديد بالفن ورسالته وإخلاصها لهذا الإيمان ولكبر قيمته فى قلبها، ويبدو أن الفن وحده شغل قلب وعقل السندريلا فأخلصت له تمام الإخلاص وخرج منها صادقا كاملا كما كان، وقبل ذلك خرجت منها البهجة الكبيرة، ندعو الله أن يبهج روحها فى داره الآخرة كما أبهجتنا واسعدتنا فى هذه الدنيا.
موضوعات متعلقة..
صناع البهجة... خفيف الروح.. يوسف بك وهبى صاحب الجلالة
عدد الردود 0
بواسطة:
suhair
اعجاب
المقال رائع جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
Tima
مقال رائع