نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للخبيرين بمعهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكى وغيث العمرى، أكدا فيه أن مصر هى مفتاح تجنب حرب جديدة فى قطاع غزة.
وقال الكاتبان إننا نقترب من الذكرى الأولى لحرب غزة 2014، وكانت هذه هى الحرب الثالثة بين إسرائيل وحماس فى ست سنوات، واستمرت 51 يوما، وأصبحت الفترات بين الحرب أقصر، بينما تستمر تلك الحروب لفترات أطول، ولو لم يتغير شىء، فربما تكون هناك حربا أخرى، لكن مفتاح كسر تلك الدائرة لا يكمن فقط فى إسرائيل أو غزة، ولكن أيضا فى القاهرة ورام الله.
وأضاف ماكوفسكى والعمرى، أن مصر باعتبارها أكبر دولة عربية والجارة الجنوبية لغزة، كانت لاعبا حيويا فيما يتعلق بالقطاع، وقد أنهى الرئيس عبد الفتاح السيسى نهج الإهمال المصرى السابق لهذا الجانب من الحدود، وقد اتهمت القاهرة حماس صراحة بارتكاب هجمات قاتلة ضد المصريين وشنت حملة لإغلاق الأنفاق المستخدمة فى تهريب البضائع والأسلحة وحتى الأشخاص من مصر إلى غزة، وينبغى أن يمهد هذا الطريق لمبادرة أوسع، وفى المقابل فأن حماس من جانبها، شعرت باللدغة من القاهرة، فقد كان الدخل القادم من التهريب عبر الأنفاق عنصرا حاسما للحركة الإسلامية، وساهمت الحملة التى قامت بها مصر فى عدم قدرتها على دفع أجور عمالها. غير أن شعب غزة الذى يعانى منذ فترة طويلة تضرر بدوره ويخشى المسئولون المصريون من ان تقوض حرب جديدة الأمن القومى المصرى، مثلما ستقوض الأمن القومى الإسرائيلى.
وأشار التقرير إلى أن ما يحدث فى غزة أدى إلى تقارب من الآراء بين القاهرة وتل أبيب، كما يقول الكاتبان، وضرورة إيجاد سبيل لمساعدة غزة دون مساعدة حماس، وشددا على ضرورة ألا ينبغى اعتبار المبادرات المصرية والإسرائيلية الأخيرة لزيادة تدفق الأسمنت لاستخدامه فى أعمال إعادة الإعمار على أنها ميل صوب حماس، بل إنها تشير إلى رغبة فى التأكد أن غزة لن تنفجر.
ويقول الكاتبان إنه لو لم يتم العثور على وسيلة لتحسين الوضع الإنسانى البدء من جديدة فى إعادة إعمار القطاع فإن حماس ستتولى زمام المبادرة. وتطرح الحركة اقتراحات باستعدادها للتفاوض على وقف إطلاق نار طويل المدى مع إسرائيل مقابل إجراءات لفتح غزة، ويستمع الإسرائيليون لها. وقال الرئيس الإسرائيلى روفين ريفلين إنه لا يستبعد مثل هذه المحادثات مع الجماعة حتى لو أن ميثاقها ينص على تدمير إسرائيل. وقد سعت قطر للوساطة بين الطرفين، إلا أن الشرعية التى تحصل عليها حماس من اتفاقها مع إسرائيل قد تضر بالحركة الوطنية الفلسطينية. ولذلك فإن مصر التى تحظى باحترام إسرائيل وتخشاها حماس ويحتاجها الرئيس الفلسطيينى محمود عباس فى موقع جيد للقيادة.
ومثلما فعلت فى حرب غزة، ينبغى أن تعمل القاهرة من الحكومات العربية المماثلة فى التفكير لحرمان حماس من السيطرة المسلحة على غزة، وأن تقنع عباس أنها لن تتسامح إزاء عدم تحركه. ويمكن أن تكرر مصر استعدادها لفتح معبر رفح بمجرد سيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع.
خبيران بمعهد واشنطن: مصر مفتاح تجنب حرب أخرى فى قطاع غزة
الجمعة، 26 يونيو 2015 01:47 م
أنفاق قطاع غزة - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة