بالصور..وفاة رئيس الوزراء الروسى السابق يفجينى بريماكوف عن عمر يناهز 86عاما.. بدأ حياته كصحفى فى القاهرة.. ودافع عن أطروحة "تطور مصر الاجتماعى والاقتصادى"..وصاحب كتاب "مصر: عهد الرئيس جمال عبد الناصر"

توفى صباح اليوم الجمعة رئيس الوزراء الروسى السابق ووزير الخارجية فى حكومة الرئيس السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف، عن عمر يناهز 86 عاما، حيث استقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هذا الخبر بحزن عميق وقدم خالص تعازيه لأسرته وأصدقائه، حيث كان حليفاً للرئيس الروسى.

ولد رئيس الوزراء الروسى السابق بريماكوف يوم 29 أكتوبر عام 1929، فى أراضى أوكرانيا التابعة للاتحاد السوفيتى، وكان رئيس وزراء روسيا فى الفترة من 1998 إلى 1999، كما شغل منصب وزير الخارجية فى الفترة من 1996 إلى 1998.

بدأ بريماكوف يعمل فى صحيفة "برافدا" السوفيتية مراقبا سياسيا فى قسم آسيا وإفريقيا، وابتداء من عام 1965 أصبح مندوبا خاصا للصحيفة فى منطقة الشرق الأوسط وكانت القاهرة مقرا لإقامته الدائمة، وقد زار بريماكوف فى هذه الفترة شمال العراق أكثر من مرة وكلفته اللجنة المركزية والمكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى بتنفيذ مهام خاصة فيما يتعلق بإقامة علاقات مع قائد الثوار الأكراد آنذاك مصطفى البرزانى وحمله على التقارب مع بغداد.

وانضم بريماكوف للحزب الشيوعى عام 1959 م، وعمل خلال الفترة من 1962 إلى 1970 فى صحيفة پرا?دا الشيوعية، مراسلاً لشؤون الشرق الأوسط، حيث أصبح يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وشغل خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، مناصب إدارية فى أكاديمية العلوم السوفيتية، وكان يقدم النصح والمشورة للزعماء السوفييت، حول السياسة الخارجية.

وفى عام 1991، أصبح پريماكوف رئيسًا لمصلحة المخابرات الخارجية التابع لوكالة الاستخبارات السوفييتية المعروفة باسم الـ "كيه. جى. بى" وبعد تفكك الاتحاد السوفييتى فى ديسمبر من ذلك العام، أصبح رئيسًا لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسى، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1996.

ودافع يفغينى بريماكوف عام 1969 عن أطروحة الدكتوراه فى موضوع "تطور مصر الاجتماعى والاقتصادى"، واقترح عليه عام 1970 أن يشغل منصب نائب مدير معهد الاقتصاد الدولى والعلاقات الدولية الذى كان الأكاديمى إينوزيمتسيف مديرا له حينذاك، وفى الوقت نفسه كان لا يزال ينفذ مهاما خارجية تكلفه بها القيادة السوفيتية، وبين تلك المهام لقاءات سرية عقدت بينه وبين ممثلى القيادة الإسرائيلية جولدا مايير وموشى ديان وشمعون بيرس واسحاق رابين ومناحيم بيجِن، وكانت تلك اللقاءات تهدف إلى مناقشة إمكانية استئناف العلاقات السوفيتية الإسرائيلية والتسوية فى الشرق الأوسط.

أما الزعماء الفلسطينيون مثل ياسر عرفات وأبو اياد وأبو مازن وغيرهم فتعرف بريماكوف بهم فى نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات، وأقيمت بينه وبينهم علاقات صداقة متينة، حيث أجرى معهم لقاءات عديدة ونقاشات كثيرة. كما عقدت لقاءات طيبة بينه وبين الملك الأردنى حسين بن طلال . كما أقام بريماكوف علاقات تتصف بالثقة والصراحة مع كل من رئيسى سوريا ومصر حافظ الأسد وحسنى مبارك، الأمر الذى ساعده فى إصدار كتب ودراسات فى موضوع تاريخ الشرق المعاصر ووضعه الاقتصادى والاجتماعى.

وفى عام 1974 تم انتخاب بريماكوف عضوا مراسلا لأكاديمية العلوم فى الاتحاد السوفيتى. وفى عام 1977 شغل منصب مديرمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية. أما فى عام 1979 فانتخب بريماكوف عضوا فاعلا فى أكاديمية العلوم السوفيتية. وكانت أكاديمية العلوم فى سنوات الركود السياسى بالاتحاد السوفيتى جزيرة حقيقية لحرية الرأى. وفهم العلماء ضرورة عدم التشبث بعقائد ومذاهب جامدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والمجال السياسى العسكرى.

وفى عام 1987 توفيت زوجته لاورا خارادزيه. وكان موت الزوجة الحبيبة ضربة قاسية بالنسبة إلى يفجيني بريماكوف. وكتب فى مذكراته قائلا: "كانت زوجتى جزءا من حياتى وأهدتنى وأطفالها موهبتها النادرة كونها امرأة مطلعة على شتى المجالات، لا تقبل بالكذب والنفاق، بما فى ذلك فى مجال السياسة، كما كانت عازفة بيانو رائعة. واجتمعت فيها خيرة الصفات لنساء روسيا وجورجيا".

تزوج يفغينى بريماكوف بعد سبع سنوات من وفاة زوجته الأولى من إرينا الطبيبة المتخصصة فى الأمراض الباطنية. ويقول بريماكوف: "إن جميع أقاربى يحبونها ويحترمونها. وأنها تشبه لاورا فى بعض سماتها". وانهمك بريماكوف بعد وفاة زوجته الأولى فى العمل بمعهد الاقتصاد العالمى والعلاقات الدولية وفى أكاديمية العلوم السوفيتية حيث شغل منصب الأكاديمى السكرتير بقسم الاقتصاد العالمى والعلاقات الدولية والعضو فى رئاسة الأكاديمية. كما تم انتخابه رئيسا للجنة السوفيتية الوطنية الخاصة بالتعاون فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وترأس بريماكوف مجموعة الخبراء الذين قاموا بجولة فى منطقة إقليمى بريموريه وخاباروفسك ومقاطعتى آمور وساخالين.

ويعد يفجينى بريماكوف مؤلفا ومشرفاً علميا لكثير من الكتب والدراسات، وبينها الدراسة المعنونة "دول الجزيرة العربية والاستعمار" عام 1956، وكتاب "مصر: عهد الرئيس جمال عبد الناصر" عام 1972، والدراسة " النزاعات الدولية فى الستينيات والسبعينيات" عام 1972، وكتاب " الشرق الأوسط خمسة دروب إلى السلام" ، وكتاب " الشرق الأوسط - المعلوم والمخفى" عام 2006، والمذكرات " حقول ألغام السياسة" عام 2006، وغيرها من الكتب والدراسات والمذكرات.