ما أبشع أن تصحو يوما على فاجعة تزلزل وجدانك وأن من كان يعطر يومك كل صباح ويهديك قبلة الآمل قد رحل ..!
تبحث عنه فى كل الوجوه فلا تجده وتغيب الشمس ويرحل القمر ويسود الظلام فى عيونك بعد رحيله ، وتتحول كل الوجوه فى نظرك إلى أشباح فتهرب منهم إلى من كان يحضن أمالك وأحلامك فلا تجده .. رحل حبيبك بلا مقدمات ودون أن يترك حتى كلمة اعتذار أو موعد لرحيله كى تستعد لهجوم جيوش الآلم وكتائب الآحزان، رحل وتركك لدموع الوحدة ولم يعد يبالى لبكائك أو توسلاتك أو أنك بدونه حتما ستصبح ميتا بين الأحياء، لم يترفق بك أو يفكر ولو بلحظة إنصهار كانت تجمع بين قلبيكم .. قتلك ورحل ونسى أنك يوما أهديته الحياة .
ذبحك بنفس السكين الذى نزعته من قلبه بعدما تلقى طعنة يوما ما وداويت جراحه.. تخلى عنك بلا أسباب وتناسى أنك أنت الوحيد الذى غمره بالحب والآمان، تركك جثة هامدة غارقة بدموعك .. فعندما يجرحنا الإنسان الذى أحببناه وتسقط الأحلام على أرض الواقع يتبادر إلى ذهننا سؤال واحد لا بديل له وهو هل كان حقا يهوانى .. ؟
يتكرر السؤال ألف مرة مع كل صفعة من واقع الفراق الذى يطحن القلب مع مزيج من بقايا الزجاج المكسور والملح الأسود فتأتى الإجابة التى لا تريد معرفتها ولا تطيق سماعها فتزيد من سرعة المطحنة بداخلك بأن لكل بدية نهاية وأن طالما هناك ولادة فلابد من الموت وأن الحلم ٍ كأى شىء حى ومصيره إلى الزوال وسينتهى الحلم يوما سواء بأخطائنا أو بأيديهم أو بلعبة قذرة ودنيئة من قدر أغبر لا يرحم عبيدا تحت سطوته، فلا القلب عاد يقوى ولا القلم قادر على استيعاب دفق المشاعر النازفة من الفؤاد على غلاف صحيفة العشق والهوى .
فهل صار الحب خطيئة وجريمة أم ذنب آخر يضاف لكتاب أعمالنا ليدخلنا جحيم الأمانى، ونُـكب على وجوهنا فى سعير الفراق ولهيب الحنين ونحرم من جنة قرب الحبيب .
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نوره
الفراق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
قلم رائع
ارفع لك القبعة على اسلوبك الجميل وقلمك الرائع
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف الجنورى
وماذا بعد الفراق