يحيى السيد النجار يكتب: عندما يكون الصوم تدريبا روحيا على فعل الخيرات

ثوابت العقيدة لا تنحصر فى العبادة داخل المساجد فقط.. ولكنها تهدف للبناء المجتمعى فى شتى مجالات الحياة.. مع التحرك بالضوابط الأخلاقية والسلوكية لبيان حقيقة الالتزام الدينى.

وعبادة الصوم لها أبعاد اجتماعية من حماية ثوابت المجتمع..لأن الصائم دائم الصلة بالله عز وجل..ومترفع عن إغراءات الدنيا.. وقال الرسول (صلى اله عليه وسلم) : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا..وشبك بين أصابعه" رواه البخارى

وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه البخارى..
والصوم دعوة للتحرك بالأمانة وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم) : < لا="" إيمان="" لمن="" لا="" أمانة="" له="" ولا="" دين="" لمن="" لا="" عهد="" له=""> رواه أحمد
وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : "أية المنافق ثلاث: إذا تحدث كذب..وإذا وعد أخلف..وإذا اؤتمن خان" رواه البخارى.
والصوم أمانة ويعد تدريبا روحيا لفعل الخير والابتعاد عن الشر..وقال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة 8:7..وعلى الإنسان أن يبادر لفعل الخيرات بكل ما أوتى من قوة وجهد وطاقة..وقال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين" 133..

والصوم يحقق الكثير من أبواب الإصلاح والخير والصائم التقى لا يدع بيته للشيطان يعبث به لأنه يعمره بالعبادة وتلاوة القرآن الكريم وهذا يمثل مطاردة للشيطان..

والصوم وشهر رمضان يحمل تذكير بنزول القرآن الكريم ونزل بليلة مباركة وقال تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) الدخان 3
وسميت تلك الليلة بليلة القدر وهى ليلة عظيمة.. وقال تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هى حتى مطلع الفجر ) القدر 5:1

ومن هنا بيان أن الأمة الإسلامية باقية وحتى قيام الساعة بفضل القرآن الكريم وتحديه لكل قوى الكفر والإلحاد والضلال والجاهلية والقرآن الكريم يربط بين قلوب المسلمين فى كل بقاع الأرض..لأن المشاعر واحدة والقبلة واحدة والصلاة واحدة..