والسؤال الذى يجب أن نطرحه هنا، ما هو مدى استعداد الطفل فى هذا السن المبكر لتلقى قواعد التعليم، والإمساك بالقلم وخط أول حروفه، وخضوعه لأول اختبار، وتعرضه للضغط النفسى بشأن مستواه
التعليمى؟
فى الدول الأوروبية وبعد عدد من الدراسات، أوصت أغلبها بضرورة عدم التسرع بإلحاق الأطفال بالمدارس فى سن مبكر، كما أظهرت بعض من تلك الدراسات، أنه فى سن السادسة قد يتساوى المستوى الفكرى لكل من الطفل الذى بدأ بتلقى دروسه الأولى مبكرا، وبين ذلك الذى يخطو أولى خطواته الدراسية.
والسؤال هنا: ما هو السن المناسب للطفل لتلقى المناهج الدراسية، واستيعاب المعلومات، بما لا يمثل ضغطا زائدا عليه، ويحرمه من التمتع بطفولته؟
ويجيب عن هذا السؤال الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب وسلوك الأطفال، وعضو الجمعية المصرية لصحة وسلامة الطفل، موضحا أن الأمر يتوقف فى النهاية على استعداد الطفل فى المقام الأول، ولكن على الرغم من ذلك يجب على الأهل التمهل وعدم تحميله مزيدا من الضغط.
الحضانة للعب وعلاج بعض المشاكل السلوكية وتفريغ طاقة طفلك وبلاش دراسة قبل 3 سنين
ويوضح طلعت أن إلحاق الطفل بدور الحضانة، قد يمثل أهمية قصوى لبعض الأطفال، ليس بهدف التحصيل الأكاديمى، ولكن لعلاج بعض السلوكيات لديه، كتأخر الكلام أو تعلق الطفل الشديد بأمه.
أو فى حالة زيادة نشاط الطفل، و الرغبة فى تقويم ذلك النشاط وتوجيهه بصورة سليمة.
ولكن فى تلك الحالة يتوقف دور الحضانة على تحسين سلوكيات الطفل وعلاج بعض منها، ولا يجب أن يتجاوز الأمر إلى تلقينه مناهج دراسية كالكتابة والقراءة، وخاصة قبل بلوغه العام الثالث، كما أن هناك بعض الدراسات التى أوصت بضرورة عدم تكليف الأطفال بالكتابة أو حتى الإمساك بالقلم، قبل بلوغهم العام الرابع.
وأن يقتصر الأمر فقط على تنشيط مستوى ذكائهم وذاكرتهم، من خلال الألعاب "كالبازل" والتلوين أو قرأه القصص وحل الأحجية البسيطة.
المدرسة بدرى ممكن تفقد طفلك الثقه فى نفسه وتعرضه للضغط العصبى
أما عن الشق الدراسى فينصح طلعت، بضرورة التنبه لعدد من النقاط والأخطاء التى يقع فيها الأهل، وأهمها رغبتهم فى إلحاق الطفل بالمدرسة فى سن مبكر (قبل العام الرابع)، حتى يتمكن من إنهاء دراسته مبكرا ايضا، وهو ما قد يؤدى للعديد من الآثار السلبية التى تقع على عاتقه.
فتلقى الطفل لمناهج دراسية متعددة وزائدة عن قدرته العقلية، يرسخ لديه شعورا بالفشل وعدم القدرة على الفهم السليم، وهو ما يؤثر سلبا على ثقته بنفسه، ويؤدى لإصابته بأمراض ومشاكل سلوكيه قد تلازمه طوال حياته، وخاصة فى حالة وجود أصدقاء أكبر منه سنا، وفى نفس المرحلة الدراسية، وبالطبع فهم أكثر قدره على الاستيعاب والتحصيل الدراسى منه، وهو ما قد يضاعف شعوره بالدنيوية.
تعليم الطفل لغة ثانية أمر مهم ولكن بشروط
تعلم لغات متعددة أمر هام لصحة الإنسان العقلية، فقد أكدت الأبحاث أن تعلم أكثر من لغة يساعد العقل على العمل بكفاءة أكبر، كما يعد أهم الأسباب التى تقوى الذاكرة وتقلل من فرص الإصابة بأمراض الخرف والزهايمر.
كل ما سبق أمرمحمود، ولكن عندما ترغب فى تطبيقه على طفلك ذو العقل الصغير، عليك أن تنتبه لعدد من الشروط التى توضحها الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس قائلة:
هناك عدة عوامل يجب الانتباه لها قبل أن نبدأ بتعليم الطفل لغة أخرى وهى:
أولا: أن يكون الطفل غير متأخر فى الكلام عن أقرانه فى نفس المرحلة العمرية.
ثانيا: أن يكون قاموس الكلمات من اللغة الأولى عند الطفل يحتوى على كم كبير من المفردات.
لذا لابد أولا أن نقوم بتعليم الطفل اللغة العربية قبل البدء فى إمداده بأى لغة أخرى، ولا يصح أن نبدأ بلغة أجنبية مع بداية تعلمه اللغة العربية لأن الخلايا المسئولة عن تعلم الكلام بالمخ، لا يجب أن ندخل لها مثيرين فى وقت واحد، حتى لا يصاب الطفل بنوع من التشتت الذى يعيقه ويتسبب فى تأخر النطق لديه.
مع العلم أن تعلم لغة مثل الإنجليزية قبل اللغة العربية يعتبر من الأمور الأسهل للطفل، لأن اللغة العربية أصعب فى النطق والتعلم فى هذا السن وهو ما يعيقه فيما بعد عند تعلمه اللغة العربية.
أما بالنسبة للسن المناسب للبدء بتعلم لغات أخرى فهو بعد الثلاثة سنوات وذلك بالنسبة للطفل غير المتأخر بالكلام، فى أى من مراحل عمره بمعنى أنه تمكن من نطق ما لا يقل عن خمسة عشر كلمة عند إتمام عامه الأول، وتمكن من نطق جملا من كلمتين عند العام الثانى، ويستطيع فى عامه الثالث أن يدخل على الجمل الضمائر الصحيحة وحروف الجر.
هنا يمكن أن نبدأ بتعليمة لغة أو لغتين أجنبيتين فى نفس الوقت مع العلم أن قدرته على تعلم اللغات فى هذه الفترة يكون سريع وناجح للغاية.
أما بالنسبة للطفل المتأخر فى الكلام فيجب الانتظار حتى يصل إلى مرحلة القدرة على النطق السليم والتركيب الصحيح للجمل، من حيث إدخال الضمائر وحروف الجر عليها.