عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: شهر النفحات

الأربعاء، 24 يونيو 2015 12:12 م
عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: شهر النفحات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن شهر رمضان هو أعظم وأفضل شهور السنة على الإطلاق، ويكفيه فخرًا وشرفًا أنه الشهر الوحيد الذى ذكر في القرآن. ولم لا وهو شهر النفحات وشهر البركات وشهر الإحسان، وشهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، ينتظره المسلمون من العام إلى العام فى شوق ولهفة، ينتظرون قدومه كضيف عزيز على قلوب جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها. فيه يستجاب الدعاء وتتنزل الرحمات، وتغفر الخطايا والذنوب وتصفد الشياطين ومردة الجن وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وهذا واضح بجلاء فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهى بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقى من حرم رحمة الله".

في رمضان تصفوا النفوس، وتتطهر القلوب وتحلق الأرواح وتسموا على الشهوات والماديات. إن رمضان هو شهر الجود والكرم، فقد كان رسول الله فى هذا الشهر أجود ما يكون من الريح المرسلة. إن رمضان فرصة لسمو النفوس والأرواح، إنه شهر الصبر على الجوع والعطش وكل ما أمر به الله، يصبر العبد امتثالًا لطاعة الله وطمعًا فى رضوانه. فيه صلاة التهجد بالليل حيث يخلو العبد بربه يناديه ويطلب ما يشاء منه، إنه شهر الأذكار وقراءة القرآن، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه قال فيشفعان". ما أحوجنا ونحن فى شهر النفحات أن نستغل كل دقيقة لذكر الله وطاعته وقراءة القرآن وتدبر معانيه، ليس الغاية من شهر الصيام أن ننام بالنهار ونسهر بالليل لنضيع الأوقات، بل لابد أن نجتهد بالعمل الصالح والتقرب إلى الله بصالح الأعمال وأن نري الله من أنفسنا خيرًا. وشهر رمضان يعلمنا دروسًا عظيمة منها الصبر والتحمل والجلد على كل ما هو مكروه، كما يعلمنا الإحساس بالفقراء والمساكين، فلا ننسى هولاء فى هذا الشهر الكريم نعطف عليهم ونشعر بآلامهم. إن شهر رمضان يمثل فرصة ثمينة لغفران الذنوب وتطهير النفوس، ولما لا وفيه ليلة هى خير من ألف شهر إنها ليلة القدر والشرف ليلة نزول القرآن. وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وشهر النفحات فيه من الخيرات والبركات ما لا يوجد فى شهر آخر، إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين، هل هناك كرم ونفحات أكبر من ذلك، أيها العقلاء اغتنموا الفرصة ولا تضيعوا هذا الشهر فى الأكل والشراب والسهر فيما لا يفيد. بل اجتهدوا لعل الله يغفر لنا ونتعرض لنفحاته ويمحوا الخطايا ويعتق رقابنا من النار. اللهم فى هذا الشهر الفضيل حقق آمالنا واغفر ذنوبنا وطهر قلوبنا واعتق رقابنا من النار، واجمع شمل أمتنا العربية والإسلامية وانشر السلام والأمن والأمان في أنحاء وطننا العربى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة