وتشير الصحيفة إلى اتخاذ طالبان خطوات جريئة ليس فقط لإعادة تأكيد وضعها بعد رحيل قوات الناتو، ولكن ربما الأكثر أهمية لوقف النفوذ المتصاعد لداعش بين الإرهابين فى أفغانستان.
وقد تبنت طالبان مسئولية الهجوم الانتحارى على البرلمان الأفغانى فى كابول، وسيطرت أمس الثلاثاء على منطقتين فى شمال أفغانستان خارج نطاق قاعدة قوتها التقليدية فى الجنوب، وهددت بالاستيلاء على قندوز التى تعد محور زراعى هام فى الشمال. واستفادت الحركة فى تلك الخطوات من الفراغ الأمنى الذى سببه ضعف القوات الأمنية الأفغانية، كما يقول بعض الخبراء الإقليميين.
إلا أن طالبان تواجه أيضا ضغوطا متصاعدة من المقاتلين داخل صفوفها نابعة من تنظيم داعش الذى حقق نجاحا كبيرا. وبنشاطها الجديد، فإن طالبان تهدف لأن تظهر لقادتها ومقاتليها وأيضا للشعب الأفغانى أنها لا تزال قوة يحسب حسابها.
ويقول فواز جرجس، الخبير فى الجماعات الإسلامية وشئون الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن داعش تعتبر الحصان الفائز فى السباق. وقد فرضت نفسها باعتبارها الحركة الإسلامية التخريبية الأكثر قوة، واحدة حققت نجاحا مذهلا فى تحقيق ما تهدف إليه، وهو فرض تحدى خطير للتنظيمات الإسلامية الأخرى بدءا من طالبان وحتى حماس". ويضيف قائلا إن صدى داعش أصبح يتردد الآن، وهو ما يغير حسابات الحركات الأخرى مثل طالبان التى تشعر بأنها تواجه تهديدا.
فمن ناحية، التنافس بين طالبان وداعش هو معركة إيديولوجية، تضع أبو بكر البغدادى زعيم داعش فى مواجهة الملا محمد عمر زعيم طالبان. وعلى صعيد آخر، هناك صراع خالص على السلطة، كما تقول الصحيفة. فطالبان لا تزال متحالقة مع القاعدة التى قطعت كل صلاتها بالبغدادى العام الماضى.

موضوعات متعلقة..
- واشنطن بوست: طالبان تقترب من مدينة استراتيجية هامة فى أفغانستان
- مقتل 43 من داعش فى قصف جوى ومدفعى للجيش العراقى لـ"هيت" و"الرطبة"