
لم يخطر فى البال أن تصبح دنيا سمير غانم نجمة جيلها وتغير من شكل الكوميديا وتخلق منها نوعًا "عصريًا" يتماشى مع مفردات المجتمع وواقعه، هذه الكوميديا الجديدة تعتمد فيها على حسها الفكاهى وإيقاعها السريع فى إطلاق "الإيفيه" وهذا ما جعلها تتصدر المشهد الدرامى هذا العام، عن نجمات الدراما فلم يسبق لنجمة أن صمدت فى مشهد المنافسة أمام نجوم الشباك من الشباب، لكن دنيا وقفت ونجحت واكتسحت بمسلسلها "لهفة" العمل الذى أعاد للفن الكوميدى روحه المنزوعة، كما أعاد البهجة للشارع المصرى واستطاع أن يعيد "لمة" العائلة من جديد وقت عرضه ليتابعوه ويضحكون من "قلوبهم" بعيدًا عن سخافات برامج المقالب.
دنيا سمير غانم منحها الله أسلوبًا متميزًا فى تقديم الكاركترات الكوميدية بتفرد، لذلك استطاعت أن تنتزع الضحكات من الجمهور ببساطتها، وكسرت التابوهات التقليدية للفن الكوميدى وقدمت كوميديا راقية بإتقان بعيدًا عن التصنع والتكلف والرتابة.
موهبة دنيا وضعتها فى مصاف النجوم منذ صغرها، عندما بدأت فى تقديم الأعمال الاجتماعية مع النجم يحيى الفخرانى (للعدالة وجوه كثيرة _ عباس الأبيض فى اليوم الأسود)، حتى احترفت وصارت نجمة يلمع ضوءها فى النهار والليل، فالجمهور الذى عرفها كمطربة وممثلة ونجمة إعلانات تفاجأ بها تؤدى واحدة من أجمل شخصياتها فى "لهفة" بدقة، ونجحت فى تحويل المشهد الدرامى لـ"إفيه" به قدر كبير من الجمال وخفة الظل، أيضًا حافظت على روح الشخصية والتى بدت ممسكة بكل تفاصيلها سواء من ناحية الأداء أو الانفعال أو المكياج، أو إبراز مشاعر "لهفة" العاطفية والإنسانية، ورصد حالات فرحها وحزنها وطريقة ترتيب حياتها، إضافة إلى أنها ممثلة تعمل دائمًا على تطور نفسها وتعرف كيف تدير موهبتها الفنية وهذا ما جعلها تصعد إلى قمة جبل الكوميديا.
مسلسل "لهفة" أثبت أن وجود دنيا هو الحصان الرابح وعلامة النجاح لأى عمل فنى، ولعل خفوت نجم الجزء الخامس من "الكبير أوى" هذا العام دليل على ذلك، فالمشاهد يلاحظ اهتزاز أحمد مكى بصورة واضحة وكأن العمل يفتقد لشىء ما، وظهر الكبير كرجل "تائه" ليس يدرى من أين أو إلى أين يمضى بعد أن تركته "هدية" كانت تجسدها دنيا سمير غانم، ومن المحتمل أن يودع مكى سلسلة أجزاء "الكبير" بهذا الجزء بعد أن قل نجاحه.

مشهد من مسلسل لهفة

دنيا وسمير غانم