مصادر ترجح دعوة آشتون كارتر للناتو بالتخلى عن قواعد لعبة الحرب الباردة

قال مسئولون أمريكيون أن وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر سيحث حلف شمال الأطلسى على التخلى عن "قواعد لعبة الحرب الباردة" خلال جولة فى أوروبا هذا الأسبوع فيما يتكيف التحالف مع تهديد جديد من روسيا فى الشرق ومن تنظيم الدولة الإسلامية فى الجنوب.

وستكون المحطة الأولى لكارتر هى برلين حيث من المتوقع أن يدعو لدور أقوى من ألمانيا أكبر اقتصاد فى أوروبا على ساحة الأمن الدولى. ولا تزال ألمانيا غير مستعدة لإرسال جنود فى مهام بالخارج بعد مرور سبعة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقال مسئول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية طالبا عدم نشر اسمه "سيشجع ألمانيا تحت القيادة الحازمة لوزير الدفاع على أن توسع نطاق دورها الأمنى فى العالم بما يتماشى مع ثقلها السياسى والاقتصادى."

وتدهورت العلاقات بين موسكو والغرب لتصل إلى مستويات شبيهة بالفترة التى أعقبت نهاية الحرب الباردة منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها. ويقول حلف الأطلسى أن روسيا لا تزال توفر الدعم العسكرى للانفصاليين فى شرق أوكرانيا رغم نفى موسكو ذلك.

ويقول مسئولون أمريكيون أن أوكرانيا أبرزت أهمية القدرة على التصدى لإستراتيجية "الحرب الهجين" التى تعتمد على استخدام جنود مجهولين ومواد دعائية وضغط اقتصادى والتى يقول الغرب أن روسيا تطبقها فى أوكرانيا. وتاريخيا كان حلف الأطلسى يركز دوما على المخاطر التقليدية للحرب الباردة التى انتهت عام 1991.

وقال المسئول "كارتر.. سيضغط على الحلف بشكل حقيقى للتفكير فى المخاطر الجديدة والأساليب الجديدة وسيدعوه للتخلص من قواعد لعبة الحرب الباردة والتفكير فى الأساليب الجديدة للتصدى للمخاطر الجديدة."

وخلال زيارته لألمانيا ثم استونيا سيلقى كارتر نظرة على قوات الرد السريع الجديدة التابعة للحلف وسيصعد على متن سفينة حربية أمريكية انتهت لتوها من تدريبات فى بحر البلطيق بهدف طمأنة الحلفاء الذين يشعرون بالقلق من تدخل روسيا فى أوكرانيا.

وقال المسئول أن من المرجح أن يعرض كارتر تفاصيل خطط لنشر معدات عسكرية ثقيلة فى أوروبا بشكل وقائى.

وأثارت كل هذه التحركات غضب موسكو التى هددت بتعزيز قواتها وبإضافة أكثر من 40 صاروخا باليستيا عابرا للقارات لترسانتها النووية هذا العام.

من جهة أخرى قال وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون اليوم الأحد أن بريطانيا ستعزز التزاماتها تجاه جهود حلف شمال الأطلسى لطمأنة شرق أوروبا بتمديد فترة مشاركة قواتها ومقاتلاتها فى جهود الحلف.

ويعزز حلف الأطلسى دفاعاته فى المنطقة منذ أن تدخلت روسيا فى أوكرانيا العام الماضى مما أثار توترا فى بولندا ودول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا واستونيا الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى خشية أن يحل الدور عليها.

وقال فالون فى برنامج أندرو مار الذى يبثه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بى.بى.سي) اليوم الأحد "علينا مواصلة تقوية حلف شمال الأطلسي" مضيفا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يمثل تهديدا كبيرا.

وتابع "من المهم للغاية أن نستمر فى توجيه هذه الرسالة لبوتين أننا متمسكون بالتزاماتنا تجاه الدفاع الجماعى لحلف الأطلسى."

وتتضمن الخطط تشكيل قوة رد سريع جديدة يمكن أن ترسل إلى المواقع الساخنة فى غضون يومين.

وقال فالون أن بريطانيا ستعزز مساهمتها فى هذه القوة. وإضافة إلى إرسال ألف جندى العام المقبل وثلاثة آلاف جندى فى العام الذى يليه فانها ستساهم الآن بمجموعة قتالية من نحو ألف جندى كل عام حتى عام 2021.

وقال أيضا أن أربع مقاتلات بريطانية من طراز تايفون التى تنفذ حاليا دوريات جوية فوق دول البلطيق ستستمر فى القيام بهذا الدور العام المقبل.