"المحكمة".. أحمد شفيق ناظر مدرسة الفلول.. المرشح الرئاسى الأسبق متهم بالتبعية لنظام مبارك والمسئولية عن موقعة الجمل والهروب للإمارات خوفا من الإخوان ومحاولة عرقلة حكم الرئيس السيسى

الأحد، 21 يونيو 2015 10:23 ص
"المحكمة".. أحمد  شفيق ناظر مدرسة الفلول.. المرشح الرئاسى الأسبق متهم بالتبعية لنظام مبارك والمسئولية عن موقعة الجمل والهروب للإمارات خوفا من الإخوان ومحاولة عرقلة حكم الرئيس السيسى أحمد شفيق
سماح عبدالحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما أن له خصوما سياسين كثرا، له مؤيدون كثيرون أيضا، بعدما بدأت قصته بالنجاح فى تطوير مرافق الطيران فى مصر، أثناء توليه منصب وزير الطيران فى حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ما جعل أصواتا عدة من التيارات المختلفة تنادى قبل الثورة بتعيينه رئسيا للوزراء، وهو ما اختلف بعد الأيام الأولى لـ25 يناير، إذ لجأ إليه حسنى مبارك كشعرة تنجيه من الغضب على نظام وحكومة الحزب الوطنى، ولكن هذا لم يحدث، ولم يستمر الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق والمرشح الرئاسى الأسبق فى الوزارة، ضيف محاكمتنا اليوم، إلا أياما معدودة.

بعد ذلك جرت فى النهر مياه عدة، وأعلن الفريق شفيق ترشحه لرئاسة الجمهورية، وأتى نظام الإخوان بفارق ضئيل، مع مراعاة مع أثير عن حدوث تزوير فى الانتخابات، وجرت مياه أخرى اضطرت شفيق للسفر خارج مصر، للهروب من انتقام الجماعة الإرهابية، وجرت مياه أخرى فسقط الإخوان من الحكم، وأتى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأثار المرشح الرئاسى الأسبق ضجة وجدلا مرة بتسريباته ومرة أخرى بحواراته الصحفية والإعلامية، عن عودته لمصر، لذا يستحق احمد شفيق أن يمثل فى هذه المحكمة بما له وما عليه.

الادعاء.. رجل مبارك نجح فى وزارة الطيران وفشل فى الوصول للرئاسة


فى عام 1941، ولد أحمد شفيق، وفى عام 1961 تخرج فى الكلية الجوية، وشارك فى حرب التحرير فى السادس من أكتوبر عام 1973 ضمن كتيبة رجال الجو المصريين، وبعد تدرجه فى الخدمة العسكرية وصل لقائد القوات الجوية، وإثر ذلك انتقل الرئيس السابق لحزب الحركة الوطنية، للخدمة المدنية كوزير للطيران، لتبدأ مرحلة من النجاحات والإخفاقات فى مسيرة طويلة لهذا الرجل.

هو ناظر مدرسة الفلول فى عين مؤيدى الثورة، كما وصفه الكاتب محمود خليل، ورجل الرئيس المخلص بالنسبة لمؤيدى مبارك، والمرشح الخاسر الذى يعمل على إسقاط السيسى فى نظر مؤيدى السيسى.
أما بالنسبة لمؤيديه والمدافعين عنه، فهو الوزير الناجح فى قطاع الطيران، وهو المرشح الرئاسى الذى أيده الكثيرون ممن كان لديهم أمل فى عودة الأمن والاستقرار إلى مصر بعد ثورة 25 يناير.

وهو الرجل الذى تعرض لظلم مرتين، الأولى حينما تم استبعاده من رئاسة الحكومة الأخيرة فى عهد مبارك بسبب المظاهرات التى انطلقت ضده فى ميدان التحرير، والثانية بقرار لجنة الانتخابات باستبعاده بموجب قانون مباشرة الحقوق السياسية المعروف باسم قانون العزل السياسى الذى صدّق عليه المجلس العسكرى يوم 24 إبريل 2012، وأعادته بعد يومين بعد أن طعن أمام اللجنة على القانون، مستنداً إلى أن القانون الجديد غير دستورى، ولكنه خسر الانتخابات بعد خوض جولة الإعادة أمام محمد مرسى.

الفريق أحمد شفيق أحد الشخصيات التى أثارت جدلا واسعا منذ بداية ثورة يناير وحتى الآن فى مختلف المواقع، التى وصل إليها أو التى طمح للوصول إليها ولم ينجح، وهو ما جعله أبرز الشخصيات الجديرة بالمثول أمام المحكمة.

ومع ما أثير عن وجود تزوير فى الانتخابات لصالح الجماعة الإرهابية، ومحاولتهم الانتقام منه، من خلال قضايا برأته منها ساحة القضاء بعد ذلك، لم يجد شفيق مفرا إلا السفر لأداء العمرة، ومنها إلى الإمارات العربية المتحدة، ليظل هناك ويدعم بكل قوة إسقاط التنظيم الحاكم لمصر، وهو ما يحدث فى 30 يونيو، ويظل شفيق خارج البلاد، ويعلن انسحابه من الترشح لصالح الرئيس السيسى، وتحدث أزمة التسريبات بخصوص الرئيس الحالى، ويخرج بعدها فى حوارات إعلامية ينقد فيها شخصيات كبيرة، ويلمح لانتقاد السلطة الحاكمة، وآخر ذلك أزمة حواره مع الإعلامى عبدالرحيم على، على قناة العاصمة.

لائحة الاتهامات..الفريق يواجه اتهامات الانحياز للفلول والهروب للإمارات ومحاولة إسقاط نظام السيسى


الاتهام الأول: الانحياز لفلول الوطنى وإجهاض الثورة


التصريح الشهير لشفيق وهو رئيس للوزراء أثناء اندلاع ثورة 25 يناير «هوزع على المتظاهرين بنبونى»، جعله أحد أكبر أعدائها، ولاقى نظير ذلك أطنانا من الهتافات التى رددها الثوار ضده، معتبرين أنه وفق ما قال الكاتب محمود خليل «ناظر مدرسة الفلول»، ووضعوا صورته ضمن المطلوب محاكمتهم ضمن نظام الحزب الوطنى، المعادين لثورة 25 يناير.

وظل الارتباط والقرب من نظام مبارك هو الاتهام الأكبر الذى التصق بالفريق احمد شفيق، لتجعلته القوى الثورية هدفاً دائماً لها، بعد ثورة يناير، وبالفعل تم تنظيم مليونية لاسقاط حكومته التى اعتبرها الثوار حكومة الوجوه القديمة، كما تعرض بعد ذلك لعدد من الاعتداءات ومنها أنه تم حرق مقره الانتخابى فى انتخابات الرئاسة.

ففى البداية تم تنظيم مليونية لإسقاط حكومة شفيق التى اعتبرها الثوار حكومة الوجوه القديمة، وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط تضم عناصر وطنية غير منتمية لأى حزب، وبالفعل تقدم الفريق باستقالته إلا أنه حاول العودة مرة أخرى فى ثوب المرشح الرئاسى الذى يسعى إلى عودة الأمن والاستقرار للبلاد وهو ما دفع مؤيدى الثورة لتنظيم مليونية للمطالبة بتطبيق نظام العزل السياسى على كل التابعين لنظام المخلوع لإبعاد شفيق عن الترشح للانتخابات وإخراجه من الحياة السياسية بالكامل.

الاتهام الثانى: مهندس موقعة الجمل


الاتهام الثانى الموجه للفريق أحمد شفيق هو تورطه ومسؤوليته عن موقعة الجمل، حيث يعتبر العديد من مؤيدى الثورة أن وجود شفيق كرئيس وزراء أثناء وقوع موقعة الجمل يحمله مسؤولية سياسية. وبعد إعلان شفيق ترشحه للرئاسة، وقام عدد من أهالى أسر الشهداء بتوزيع بيان ضد أحمد شفيق بعنوان «لا لأعوان النظام السابق»، وحمل البيان اتهامات لأحمد شفيق بأنه مهندس موقعة الجمل وقتل المتظاهرين السلميين، عندما كان رئيس وزراء، واتهموه أيضا بأنه أتلف جميع الأدلة التى كانت تدين المتهمين.

الاتهام الثالث: الهروب ومواجهة الإخوان من الخارج


سافر الفريق أحمد شفيق بعد خسارته فى الانتخابات تحديدا فجر يوم الثلاثاء 26 يونيو عام 2012 إلى الإمارات، وفى البداية قال أحمد الحواشى زوج ابنة الفريق أحمد شفيق، فى تصريحات سابقة لـ«اليوم السابع»، إن الفريق شفيق سافر لأبوظبى بالإمارات، لقضاء إجازة لمدة يومين، موضحاً أنه سيسافر عقب قضاء إجازته بالإمارات إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة.

وقال بيان صادر عن المكتب السياسى للفريق أحمد شفيق فى تلك الفترة، إنه غادر القاهرة متجها للإمارات والسعودية، وسيعود خلال أيام، موضحا أنه سيؤدى مناسك العمرة، هو واثنتان من بناته بعد زيارة خاصة يقوم بها الآن إلى أبوظبى، وفور عودته سيبدأ فى إجراءات تأسيس الحزب، ولكن منذ خروجه لم يعود الفريق شفيق إلى مصر مرة أخرى حتى الآن.

الاتهام الرابع: عدم التعاون مع الرئيس السيسى


محاولة عرقلة الرئيس السيسى، هو الاتهام الرابع الذى يواجهه الفريق أحمد شفيق على خلفية الحملة التى انطلقت للمطالبة بعودته لمصر، وللتسريبات التى انتقد فيها دعم مؤسسات فى الدولة للرئيس قبل ترشحه للرئاسة، ومداخلاته فى العديد من القنوات الإعلامية التى أدان فيها المرشح الرئاسى الأسبق قرار منعه من السفر، ورفض العودة لمصر قبل رفعه، منتقدا السلطة للاستمرار فيه حتى الآن.

ووصل الأمر لتدشين حملة لعدودة شفيق تحت شعار «أنت الرئيس»، وقال أحمدى نجيب أحد مؤسسيها، فى تصريحات صحفية، «إن الحملة تهدف لعودة الفريق أحمد شفيق وخوض السباق البرلمانى وليست هادفة للتنافس على الرئاسة»، مؤكداً أن حملتهم تم اختيار اسمها منذ 2014 عقب الإطاحة بالإخوان.
ورغم نفى حزب الحركة الوطنية الذى استقال منه الفريق أحمد شفيق مؤخرا، أى علاقة تربط قياداته بالحملة، إلا أنها كانت السبب فى توجيه البعض الاتهامات لشفيق بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، والسعى لإسقاط نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق الحلم الذى طالما راوده بالوصول إلى كرسى الرئاسة.

المدّعون على شفيق.. بيننا وبينه دم من ماتوا فى موقعة الجمل.. وطمعه فى كرسى الرئاسة يدفعه لإحراج السيسى


المدّعون ضد الفريق أحمد شفيق كثر، وأولهم الإعلامى محمود سعد الذى أعلن أكثر من مرة معارضته للفريق أحمد شفيق وطالب صراحة بعدم انتخابه لأنه عودة لنظام مبارك.

واعتبر «سعد» شفيق أحد المسؤولين عن موقعة الجمل، حيث قال خلال استضافته فى برنامج عمرو الليثى «فين رئيس الوزراء فى موقعة الجمل طلع يوم الخميس الضهر فى مؤتمر صحفى، شفيق كان رئيس وزراء مصر أثناء حدوث موقعة الجمل ورغم أنها استمرت فترة طويلة إلا أنه لم يتحرك ولم يخرج حتى بتصريح صحفى إلا بعد انتهائها».

ورفض «سعد» استضافة الفريق شفيق فى برنامجه أثناء وجوده فى منصب رئيس الوزراء، وفسر ذلك قائلا: «لا يمكن أن أقابل شخصيات لدى عليها تحفظات، وشفيق بينى وبينه دم، دم الشهداء الذين ماتوا فى معركة الجمل، لأنه كان رئيس الوزراء وكان مشارك فى هذا كله، يوم الموقعة حاولت أن أتصل به طوال النهار ولم يرد على الهاتف».

الإعلامى يوسف الحسينى، كان أحد المعارضين للفريق أحمد شفيق أيضا واتهمه بتعطيل مسيرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقال فى برنامجه «السادة المحترمون»، «إن الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة 2012، والفريق سامى عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، وجمال مبارك، والرئيس الأسبق محمد مرسى، ومن يتبعهم يعملون على إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى».

وأضاف الحسينى، عبر برنامجه «السادة المحترمون»، المذاع على فضائية «أون تى فى»، أن كل من يتبع الأربع قوى بالدولة يتعمدون تعطيل مؤسسات الدولة، مؤكدا أنهم يمتلكون مليارات الجنيهات يستخدمونها فى تعطيل مسيرة الرئيس وإحراجه أمام الشعب المصرى.

وأشار الحسينى إلى أن المشاكل الأساسية بالدولة تفتعلها جماعة الإخوان و3 قوى مرتبطة بالفساد الذى تغلغل بالدولة من نظام مبارك الذى وصفه بـ«الفاسد» و«المستبد»، متسائلًا: «ما رد فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه هذه القوى الأربعة السابق ذكرها؟»، موضحًا أنه لو لم يصل السيسى للحكم لتدهور الاقتصاد المصرى، ولن تقوم له قائمة لمدة 60 عاما مقبلة.

وبالنسبة لشباب الثورة والحركات الثورية، فالثأر بينهم وبين الفريق شفيق يظل قائما منذ بداية الثورة وحتى الآن، فهو بالنسبة لهم رجل البونبون الذى قلل من شأن وجودهم وأعداهم فى الميدان جمعة الرحيل، حينما قال «أنا ممكن افتح الميدان وأشغل المحلات وأسيب المتظارهين فيه وأجيبلهم فطار وغدا وعليه بونبون»، وعلى رأس هذه الحركات الثورية 6 إبريل التى أعلن أعضاؤها أنهم لن يعترفوا به كرئيس فى حال فوزه فى جولة الإعادة التى تمت بينه وبين محمد مرسى الرئيس الأسبق.

الدفاع.. مبارك سيظل مثلى الأعلى.. واتهامى بالهروب «قلة أدب»


كثيرا ما فضل الفريق شفيق أن يدافع عن نفسه، وظهر فى الكثير من المناسبات الإعلامية لتفنيد الاتهامات الموجهة ضده، ولم ينكر رئيس الوزراء الأسبق الاتهام الأول والمتعلق بانتمائه لنظام مبارك، بل على العكس تباهى بذلك، واعترف أن مبارك مثله الأعلى. وردا فى سؤال وجه له فى أحد البرامج عن كونه قال إن مبارك مثله الأعلى بعد والده قال شفيق «لآخر يوم فى حياتى مبارك مثلى الأعلى لأنه يجمع بين الحزم والرفق، وكان لديه جرأه غريبة جدا على التفرقة بين العلاقة والعمل».

وفى حوار لجريدة الحياة اللندنية قال شفيق عن مبارك «كان حسنى مبارك عسكرياً حتى النخاع، والحق يقال، إن القوات المسلحة كان دورها حيادياً تماماً، بل بالعكس، كانت القوات المسلحة حامية للثورة، وذلك فى وقوفها حول الميدان، واقترابها من الناس والأطفال، وهكذا، فإنها لم تقم بأى شىء ضد الناس».

أما بخصوص الاتهامات الموجهة له بمسؤوليته عن موقعة الجمل، فقال شفيق عبر اتصال هاتفى سابق «إنه لا يوجد ما يسمى «بموقعة الجمل»، موضحا أنه كان هناك ما لا يزيد عن 10 خيول وجمل واحد فقط، وتم القضاء عليهم فى مدة لا تتجاوز 5 دقائق فى منتصف النهار، واتهم جماعة الإخوان بتدبير موقعة الجمل، قائلا «إنهم هم من كان لديهم بنادق ليزر غير موجودة بمصر أصلا وأنهم قاموا من خلالها بإطلاق النار على المتظاهرين من فوق أسطح العمارات حيث قاموا بترتيب عملية عسكرية متكاملة بدأت من الساعة الـ 11 مساء أثناء اعتلائهم أسطح العمارات».

وأضاف أحمد شفيق أن الأحاديث السابقة للإخوان تكشف ضلوعهم فى هذه الموقعة، ممثلا ذلك فى وزير الشباب والرياضة د. أسامة ياسين الذى تحدث عن كيفية إلقاء المتظاهرين من فوق أسطح العمارات.
أما فيما يتعلق باتهامه بالهروب من مصر ومحاولته إسقاط نظام السيسى، فرد الفريق أحمد شفيق، على ذلك فى تصريحات سابقة مع «اليوم السابع»، مؤكدا أنه لا يعلم شيئًا عن الحملات التى تطالب برجوعه، والتى انتشرت لافتاتها مؤخرًا فى القاهرة تحمل شعار «إرجع»، ولا يعرف منظموها.

ونفى شفيق فى أكثر من مناسبة ما تردد حول أن علاقته بالرئيس السيسى متوترة، موضحًا: «أنه لا علم له من قريب أو بعيد بأى أسباب قد تُحدث توترا بينه وبين النظام الحاكم».

ووصف «شفيق» الذين يطلقون عليه لفظ «الهارب» بالجهلاء، قائلا «نوع من قلة الأدب والجهل، لازم الناس تبقى عندها إدراك الفرق بين الهارب واللى مينفعش يبقى هارب، ولازم الإنسان يكون ذكى وعنده فطنة، وإلا كنت أسلم نفسى هدية لجهل كان يترصد لى فى وقت من الأوقات، ومع ذلك الإنسان يا هيفهم مع الوقت يا الظروف هتفهمه غصب عنه».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة