أدارت الندوة - علا الشافعى
أعدها للنشر - خالد إبراهيم
تصوير - سامى وهيب
يظل ملف الإعلام الرسمى من أهم الملفات وأكبرها وأكثرها أهمية على مائدة الدولة المصرية، فمازالت أزمات ومشاكل العقود الماضية يدفع ثمنها حاليًا الجمهور المصرى، كذلك قيادات المبنى الحاليون، وأخيرًا جميع من يعمل داخل هذا الكيان، لكن يرى البعض أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون برئيسه الحالى عصام الأمير قادر على تخطى أزماته رغم العقبات التى يواجها، لذلك كانت هذه الندوة معه، خصوصًا فى هذا التوقيت الذى يحتاج فيه «الأمير» للحديث عن أفكاره ومشاريعه وخططه.
رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير أكد فى ندوة «اليوم السابع» الملامح الأساسية لما يسمى بالتطوير أو الهيكلة، كذلك كشف لأول مرة بالتفاصيل أزمة الكهرباء وانقطاع البث، كما تحدث «الأمير» عن علاقته بصفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار، وما يثار حول خلافاتهما.
كذلك تحدث «الأمير» عن شكل التليفزيون المصرى خلال السنوات القليلة المقبلة، ورأيه بشأن اختراق اتحاد الإذاعة والتليفزيون أمنيًا، ومصير العناصر الإخوانية به، كما يكشف عن رأيه فى عودة وزارة الإعلام، وأيضًا يتحدث عن الخريطة الرمضانية للتليفزيون المصرى.
هل الهجوم على اتحاد الإذاعة والتليفزيون منظم حتى من قبل ثورة 25 يناير؟
- المصريون بشكل عام لديهم فكرة «جلد الذات» بشكل مبالغ فيه، وتختلف تمامًا عن فكرة «النقد»، فهناك فرق كبير بين نقد الذات وتعمد الظهور كضحية، فعلى سبيل المثال، كثير من الأعمال التى يتمنى الكثيرون تكرارها، وننظر لها على أساس أنها أعمال تراثية، تعرضت لنقد وهجوم شديدين وقت عرضها لأول مرة على شاشة التليفزيون، مثل فوازير فهمى عبد الحميد، وأتذكر كم الهجوم الذى تعرضت له هذه الفوازير التى إذا ضاعت حلقة واحدة منها يقال إننا نضيع التراث التليفزيونى، أيضًا رأفت الهجان تعرض لهجوم شديد حينما عرض الجزء الثانى، بدعوى أنه يظهر بشخصية الجان والمحبوب من السيدات، أما الآن فهو نموذج للأعمال الدرامية الوطنية، فنحن نحتاج لإعادة تقييم للنقد الذى يتعرض له المبنى، فأحيانًا الهجوم الذى يتعرض له التليفزيون يؤثر نفسيًا على العاملين بالتليفزيون، وبالتالى يصيبه الإحباط.
حينما توليت منصبك وضع آلاف العاملين الآمال والطموحات عليك، لكن هل تعتقد أن هذه الثقة تعرضت لهزة من العاملين، أم أنها كما هى؟
- الأحلام والتوقعات على شخصى كانت كبيرة، وتعزز ذلك مواقفى السابقة، إضافة إلى طبيعتنا العاطفية، فإذا تحرك المبنى خطوة واحدة مع كل الأزمات التى يعيشها فهذا إنجاز كبير، فالعاملون فى التليفزيون «شموا نفسهم» بعد ثورتين واحتجاجات وانقسامات ووقفات احتجاجية، وعقب كل ذلك تم اختيارى لهذا المكان، وهو أمر صعب، فالمطالب الفئوية على سبيل المثال أزعجت الكثيرين ممن يعملون بجد، واعتبروا أنها مساواة لمن لا يعمل بالذين يبذلون جهدًا فى عملهم، وأعتقد أنه يحسب لى أن المبنى عادت له روح جديدة، فبعد شهر بالتحديد سأكون أكملت عامى الثانى، وأحمد الله أننا لم نسمع عن وقفة احتجاجية واحدة، إضافة إلى وجود مبدأ الثواب والعقاب، بهدف إعادة الانضباط للمبنى، من ناحية أخرى تغير الأخبار على مستوى التليفزيون، «فنشرة واحدة عندى بتجيبلى أكتر من اللى بتجيبه قناة خاصة»، وتحديدًا نشرة 9 التى تدر عائدًا لا تستطيع القنوات الخاصة تحقيقه فى عام، وهو دليل على أن المعلن موجود، شىء آخر يثبت حديثى، هو إقبال الجمهور على التليفزيون المصرى باعتباره الجهة الرسمية عند حدوث أى شىء فى الدولة، مثلما حدث مع قتل داعش للمصريين فى ليبيا، حتى إن تأخرنا لبعض الوقت، لكن ليكون الخبر موثقًا وأكيدًا، أما فيما يخص الإذاعة، فتم اختطاف إذاعة القرآن الكريم، رغم أنها لا تقل عن دور الأزهر الشريف، فالإخوان حولوها من إذاعة للدين لإذاعة «سب الدين»، وبذلنا مجهودًا كبيرًا لإعادتها لأصلها، وهذا لم يحدث مع إذاعة القرآن الكريم فقط، لكنه حدث مع الشباب والرياضة، والبرنامج العام، والأغانى، وحاليًا عاد البريق لإذاعة الشباب والرياضة، أما إذاعة الأغانى فوقعنا عقدًا معها، أما على مستوى الرياضة، فحينما تسلمت المبنى، كان التليفزيون مدينًا لاتحاد الكرة بمبلغ كبير، وكان التليفزيون يشترى الدورى بـ33 مليون جنيه، أما الآن ومنذ عامين الوضع اختلف، فالعام الماضى حصلت على الدورى «ببلاش»، أما هذا العام فالجميع يعلم أن قناة النيل للرياضة هى الأولى على مستوى الدورى، ودخلى منه فقط 75 مليون جنيه، منها 30 مليونًا حصلت عليها من الشركتين تكاليف إنتاج، وهنا أدركنا قيمة تلك القناة، فطرحتها للمزايدة وحصلت من ورائها على 45 مليون جنيه، وهى نفس القناة التى اختتمت السنة المالية بـ3 ملايين جنيه فقط.

وماذا عن الخريطة الرمضانية الخاصة بالتليفزيون المصرى؟
- أنتجنا دنيا جديدة وهو أمر جيد، وطلب مننا أن ننتج أكثر من ذلك، لكن إذا سرنا وفق الخطة التى وضعها قطاع الإنتاج، والتى تتضمن مسلسلات متنوعة ومختلفة، سيكون الأمر مكلفًا للغاية، ولن نتمكن منه، ويكفينى أن المسلسل الوحيد الذى أنتجته تم تسويقه لـ3 قنوات، وبخلاف ذلك لدينا 14 مسلسلًا تم توزيعها على القنوات المختلفة للاتحاد، أما البرامج، فهناك برنامج بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وهو ملتقى الفكر الإسلامى من ملاعب مركز شباب الجزيرة، نستدعى فيه 20 شابًا من كل محافظة، وسيقدمه علاء بسيونى، وبرنامج آخر لمظهر شاهين، وخيمة رمضانية فى حديقة ماسبيرو، وبرامج مهداة، ونحضر برنامجًا ثقافيًا كبيرًا مع أكاديمية البحث العلمى، ومعنا «بكار» و«سوبر هنيدى»، حينما تأكدت أن موضوعاته جيدة، وفى النهاية التليفزيون أكبر شبكة بها مسلسلات درامية فى رمضان.
هل ستتم مراقبة المسلسلات وحذف المشاهد والألفاظ؟
- دورى ألا أجرح المشاهد فى رمضان، رغم أن بعض القنوات كانت تعرض مسلسلات تحتوى على ألفاظ ومشاهد لا تليق، والغريبة أنها بعد ذلك يكون شعارها «رمضان كريم» وهو أمر غريب، لكننا شاشة التليفزيون المصرى.
وما شعار التليفزيون فى رمضان؟
- رمضان كريم من القلب.
لماذا تقلل من ظهورك الإعلامى والصحفى؟
- أزعم أن جميع الأعمال التى أقوم بها والزيارات والتغطيات والقرارات تذهب جميعها للمركز الصحفى الخاص بالاتحاد، حتى إن كانت ترقية، بل إن البعض قال لى إنك تظهر فى البرامج أكثر من اللازم، ولكن أعد بأن أعيد النظر فى مسألة علاقتى بالإعلام.
الحديث عن الهيكلة لا ينتهى وهو ما يقلق العاملين.. اشرح لنا إلى أين وصلت آخر تطورات الهيكلة والتطوير؟
- البداية كانت حينما جاءنى خبر أن الحكومة تستدعى بعض الخبراء لتأخذ رأيهم فى مسألة التطوير والإصلاح الهيكلى والإدارى، وبعدها تقابلت مع الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط، فى الكويت، فأخبرته أن أى شىء يخص اتحاد الإذاعة والتليفزيون من الأولى أن يكون من الاتحاد نفسه، فقال لى: تم إبلاغى بأن لديك تصورًا عن الهيكلة والتطوير، فقلت له بالفعل لدى 3 ورقات تلخص التطوير، وأرسلتها لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، ومن وقتها الدكتور أشرف العربى لا يتعامل إلا معى ومن أحتاجه من الاتحاد، وبعدها توالت اللقاءات، لكن كان هناك مبدآن ثابتان، هما عدم الاستغناء عن أى شخص من العمالة، ثانيًا أن الميزانية التى أحصل عليها لا تقل مليمًا واحدًا حتى أستطيع أن أغطى تكاليفى من خلال إيراداتى، وبالفعل وافق، وحتى الآن جمعتنى بالدكتور أشرف العربى 50 جلسة، وأقسم بالله أنه لم يفرض علينا أى شىء، لكن أزعم أن هناك إرادة سياسية قوية تستطيع حل مشكلات هذا المبنى، فأولًا لابد أن نبتعد عن مصطلح الهيكل لأنه «سيئ السمعة»، فالخطة تقوم على الإصلاح المالى القصير الأجل، والإصلاح الإدارى الطويل الأجل، فالإصلاح المالى يقوم على دين بنك الاستثمار، والذى خرج بالأساس من تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامى، ونايل سات، مع عدم تسديد تلك المستحقات منذ عهود طويلة، فتراكمت ليكون أغلبها فوائد، لتصل حتى الآن إلى 22 مليار جنيه، وأصل المبلغ 8 مليارات، وليس هناك أى نية لتقليل هذا المبلغ أو لاستثنائنا من دفعه، لأن هذه الأموال هى ملك الشعب المصرى كله، فتقريبًا المبلغ الذى تختص لجنة فض الاشتباكات المالية بين الهيئات الحكومية فى النظر فيه هو تريليون جنيه، يخص الاتحاد منها حوالى 7.6 مليار جنيه، وقد أبلغتنا الدولة باستعدادها لهذا المبلغ إذا كنا نمتلك تصورًا واضحًا لتطوير المبنى إداريًا وماليًا، كما أننا نملك العديد من الأراضى المخصصة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أكثر مما نحتاجه، والدولة مشكورة أصدرت قرارًا وننتظر قرارًا جمهوريًا من الرئاسة، وهناك لجنة «تثمين الأراضى» لوضع أسعار هذه الأراضى، والعائد من بيع هذه المخصصات سيتم وضعه على مبلغ الـ 7.6 ليتبقى فرع ثالث، هو التحول من الأنالوج للديجيتال، وبالتالى سنترك الترددات التى نعمل عليها، فمن الممكن أن تخصص للإنترنت الفائق السرعة، أو الرخصة الرابعة للمحمول، كل هذه المبالغ أعتقد أنها ستحل قضية تاريخية منذ أيام صفوت الشريف، فضلًا على كل ذلك، فأرباح شركة نايل سات لى فيها النصف، وهو ما يعادل 38 مليون دولار، وأيضًا شركة cne أرباحها أكثر من 60 مليون جنيه، لى نصفها، وأيضًا مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن للأسف لا أتحصل على هذه المبالغ لأن بنك الاستثمار يضع يده عليها، فإذا استطعنا سداد الديون سيكون حاصلنا من هذه المبالغ 40 مليون جنيه، كما أننى أحمل أملًا بأن تزيد تعريفة الكهرباء المعمول بها منذ الستينيات، والتى تقدر بـ 2 مليم، لتتحرك حتى قرشًا واحدًا، وخلال عامين لن أحتاج من الدولة سوى مقابل الخدمة.
وماذا عن الإصلاح الإدارى؟
- منذ عام 2011 وباب التعيين مغلق، وعلى المدى البعيد سأعانى من نقص فنى، لأن الغالبية العظمى إداريون، وبالتالى سيتم تحويل الإدارى إلى فنى بعد حصوله على دورات تدريبية، وسألجأ لطريقة القطاع الخاص فى التعاقدات من خلال العقود، أما عن الطيور المهاجرة فأتمنى عودتهم بالطبع، ولكن ليس لإبعادهم من قنواتهم، لكن لأنه يريد العمل بالتليفزيون المصرى، فبعض المرات لجأنا لفكرة منع العاملين بالتليفزيون من العمل فى الخارج، إلا أن القنوات الفضائية اعترضت وطالبت بتأجيل تلك الفكرة.
ما كواليس انقطاع البث والتيار الكهربائى وما تلاه من أحداث؟
- فى هذا اليوم نزلت من المبنى الساعة فى الخامسة إلا الربع عائدًا لمنزلى، وبعد دقائق اتصل بى مدير مكتبى بالتليفزيون، وأبلغنى بأن الكهرباء انقطعت، فلم أندهش لأنه أحيانًا تنقطع الكهرباء داخل المبنى، لكننى صدمت حينما أبلغونى أن البث انقطع، فسألت عن المهندس مجدى أمين، رئيس الهندسة الإذاعية، فأبلغونى أنه يباشر الأمر بنفسه، فعدت مرة أخرى للمبنى، وتوجهت مباشرة للبدروم لمتابعة ما حدث، وفى وسط هذا الكم من التوتر كان كل ما كان يشغلنى هو متى يعود البث، بغض النظر عن الأسباب، فأبلغونى بأن المشكلة فى جهاز UBS الذى يوفر البدائل فى حالة حدوث أى شىء، وهى محطات الديزل والبطاريات، لكن هذه البدائل تدخل من خلال الـ UBS ولكن لسبب أو لآخر الجهاز حمى نفسه، وبالتالى لم تعمل البدائل، وبعدها تلقيت اتصالًا من رئيس الوزراء أكد فيه ضرورة أن يعلم الجمهور حقيقة ما حدث، وبالفعل أصدرت بيانًا عن أسباب المشكلة، وكنت حريصًا على الظهور إعلاميًا من غرفة الكهرباء حتى أثبت أنه لم يحدث أى انفجار كما زعمت «الجزيرة»، ثم أمر رئيس مجلس الوزراء بضرورة تحويل الأزمة للنيابة، لكن المفارقة أن البث الأرضى عاد بعد 3 دقائق، ولكن لم يشعر أحد بذلك، لأننا نتعامل مع البث الفضائى.

ورغم تلك الأزمة فإن استقالتك أصابت العاملين بالصدمة، فما رأيك؟
- قدمت استقالتى بشكل بروتوكولى، لأننى على رأس المبنى، والمسؤولون لهم الحرية فى قبولها أو رفضها، ولكن هذه هى الأصول لإعفاء المسؤولين ورفع الحرج عنهم، لأنى أنا المسؤول أدبيًا، وأصررت على إذاعة خبر إحالتى للنيابة متعمدًا بنشرة الأخبار، رغم أن العاملين لم يرغبوا فى ذلك، و«اتلككوا علشان ماينزلش»، ولكنى فعلت ذلك من باب الشفافية.
كثر الحديث عن العناصر الإخوانية الموجودة فى المبنى، وتسبب بعض المشكلات، فما تعليقك؟
- ما لا يعرفه أحد أننا قمنا بإبعاد بعض الشخصيات الإخوانية عن مناصبهم، ولكن فى النهاية هذا المسؤول هو زميلى، ونحن نرصد هذه العناصر، لأننا اتحاد الإذاعة والتليفزيون، و«عدد العيون اللى علينا أكتر من عدد الموظفين».
ما حقيقة الخلافات بينك وبين صفاء حجازى؟ وكيف تنظر لما يثار حول علاقتها برئيس مجلس الوزراء؟
- كل شخص له مطلق الحرية فى أن يطمح لأى منصب يريده، ثم ما الذى يشين أى شخص أن يكون على علاقة برئيس مجلس الوزراء، فليس لى حق محاسبة أحد على ذلك، وأندهش حينما يقال إننى على خلاف معها، فطبيعى أن يحمل العمل وجهات نظر مختلفة، هل يريد البعض أن أفرض رأى على الجميع، وأقول لمن يروج لتلك الشائعات لماذا لم يتم تصعيد أى رئيس قطاع لرئاسة الاتحاد بعد أزمة الكهرباء، وهى فى حقيقة الأمر فرصة على طبق من فضة، خصوصًا أننى أستقلت، إلا أن كل هذا لا أساس له من الصحة.
فى رأيك من هو أفضل وزير إعلام فى تاريخ مصر؟
- من حيث البناء هو صفوت الشريف لأنه بنى مدينة الإنتاج الإعلامى، وهى أول مدينة فى الشرق الأوسط، وأنشأ النايل سات لأنه كان نظره بعيدًا، ومن حيث الفكر والتطوير أنس الفقى.
وماذا لو عاد منصب وزير الإعلام مرة أخرى.. هل ستعمل معه؟
- بناء على رؤيته سأحدد موقفى، ولكن فى رأيى إذا عاد وزير الإعلام لابد أن يأتى لغرض معين جاء لتنفيذه، مثل المجلس الوطنى للإعلام، ولكن لو جاء بالطريقة التقليدية لإدارة المبنى فما الفائدة سوى أنه يرى أن عصام الأمير غير كفء لإدارة الكيان، وفى النهاية وزارة الإعلام «كان زمن وانتهى».