لـ"مارى منيب" صور كثيرة لن تستطيع حصرها أو حتى تخيلها إن لم تكن تعلم الكثير عن تفاصيل حياتها الخاصة، وذلك لأن معظم الأعمال الفنية التى قدمتها مارى منيب انحصرت فى دور الحماة الشريرة والتى تدبر وتكيد طوال الوقت، لكنها فى الحقيقة سيدة عاشقة تعشق من النظرة الأولى وتتهور وتقع فى الحب وتتخذ خطوات جنونية دون دراسة أو الدخول فى تفاصيل مرهقة تأخذها من الفرحة أو الجنان، وهو ما تؤكده واقعة زواجها الأول من المخرج فوزرى منيب، فهذه السيدة سورية الأصل والتى ولدت عام 1905 بدمشق التقت بزوجها داخل عربات أحد القطارات المتجهة إلى الشام، لتبدأ عملها فى إحدى الفرق الغنائية هناك، وخلال رحلتها تعرفت على "فوزى منيب" وتبادل الثنائى نظرات الإعجاب ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى تزوجا داخل القطار، بعد أن أخبرت والدتها بأنها سوف تذهب إلى الحمام، وبعد أن علمت والدتها بهذا لأمر غضبت وعارضتها بشدة واستمرت فى رفضها لهذه الزيجة، حتى أنها حاولت إجباره على تطليق ابنتها، لكنها لم تنجح فى ذلك.
لـ"مارى منيب" وجه آخر هو وجه الأم الحنون التى تضحى بكل شىء لتربية أولادها وحتى أولاد أخواتها، وخير دليل على ذلك اضطرارها للزوج من زوج أختها، فبعد زواجها الأول فى القطار سافرت مارى منيب وزوجها إلى لبنان بعد موافقة أمها، وعملا معا هناك وجنيا أموالا كثيرة، لكنه طلقها بعد أن تزوج عليها فى السر من واحدة كانت تعمل معهما فى نفس الفرقة، تدعى "نرجس شوقى"، وفى ذلك الوقت توفيت أختها، وقررت أن تتزوج من زوج أختها "فهمى عبد السلام"، لتربى أبناء أختها، وأنجبت منه ولدين وبنتا، وأشهرت إسلامها سنة 1937، ليصبح اسمها أمينة عبد السلام نسبة إليه، ولم تتزوج بعده.
وجه آخر لـ"مارى منيب" لا يمكن تخيله وهو أن مارى منيب بدأت حياتها الفنية كراقصة ثم اتجهت إلى المسرح فى ثلاثينيات القرن الماضى، ومن النقاط الفارقة فى حياتها الفنية انضمامها لفرقة نجيب ريحانى عام 1937، حيث استطاعت أن تقدم عددا من التجارب المسرحية المهمة من بعدها انتقلت إلى السينما وهنا لمع نجمها، وبمتابعة أعمالها الفنية تتأكد أن مارى منيب سيدة مصرية بالدرجة الأولى، ولا تشك بكونها شامية الأصل، فتركيبة هذه السيدة مصرية صرف والسبب فى ذلك أنها بعد أن استقرت فى مصر عاشت بصحبة أسرتها فى منطقة شبرا وظلت بها لفترة طويلة.
موضوعات متعلقة..
"زينات ومارى منيب والشاويش عطية" ممثلون شكلوا وجدان المصريين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة