تبدأ أحداث الجريمة بتلقى خدمة الطوارئ تليفون لفتاة تقول "يا الله، أنا أموت"، ثم سمعوا صوت طلقات نار، وبعد ذلك عثرت الشرطة على كل من سارة، 17 عاما، وأختها أمينة، 18 عاما، مقتولتين فى المقعد الخلفى لسيارة الأجرة التى يمتلكها أبيهما وقد تلقيا 11 طلقة نارية، ومنذ وقوع الجريمة فى الفترة بين عيد الكريسماس والسنة الجديدة، اختفى الأب ياسر سعيد.
أحداث الجريمة تم عرضتها فى فيلم وثائقى
أحداث الجريمة تم عرضتها فى فيلم وثائقى، الأسبوع الماضى فى واشنطن بعنوان "ثمن الشرف"، أعده الممثل والمنتج الإسبانى زويل باموس والمخرجة الإيرانية نينا نيجاد بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأمريكية للمرأة، والذى يروى حياة الفتاتين الأمريكيتين اللتين نشئتا فى دالاس إيرفينج، بولاية تكساس، ومحاولاتهن للهروب من قبضة الأب المصرى الذى خطط لتزويجهم رجال مسلمين يكبرهن كثيرا.
وتصف روث تروتر الحادث، الذى مر عليه 7 سنوات، بجريمة الشرف، وتروتر هى والدة جوزيف، الشاب الذى كانت أمينة، الأبنة الكبيرة، ترتبط به عاطفيا وهى العلاقة التى رفضها الأب نظرا لاتباعها ديانة أبيها المسلم، كما ترتبط البنت الصغرى سارة بعلاقة مع شاب أمريكى مثلها، وهو الأمر الذى حاولتا الفتاتين إخفاءه عن أبيهما.
وتقول والدة جوزيف: "أمنية دائما كانت تعرف أن أبيها ذاهب لقتلها، الأمر بالنسبة لها كان متى وأين، وقد توسلت لجوزيف أن يعدها بألا يضر نفسه إذا حدث ذلك"، وتضيف روث أن ياسر طالما انهال على بناته بالضرب وعندما كانت الابنة الكبرى أمينة فى الـ15 من عمرها، اقتادها وأختها إلى مصر لتزويجهما، وقد اختار زوجا يبلغ 50 عاما لأمينة، غير أن الفتاتين توسلتا إلى أمهما الأمريكية للعودة إلى بلدهما.
واضطرت الأم للفرار بابنتيها إلى خارج الولايات المتحدة والبقاء عند صديق قديم للعائلة، لكن يبدو أن الظروف لم تكن مواتية حتى اضطرت للعودة مرة أخرى لزوجها.
وتقول رويترز إن القتل والعنف باسم الشرف، هى جريمة بلا اسم فى الولايات المتحدة، وفيما لا تتوفر بيانات عن مدى انتشار هذا النوع من الجرائم، فإن الكثيرين يعتقدون أنه يحدث على كثير فى البلدان البعيدة عن الولايات المتحدة. وتعتبر الحكومات الغربية أن "الختان" والزواج القسرى" من بين أشكال هذا العنف.
وبحسب دراسة حديثة أصدرتها وزارة العدل الأمريكية، استندت على بحوث أخرى، فإن بين 23 و27 جريمة قتل باسم الشرق تحدث سنويا داخل الولايات المتحدة، فضلا عن 1500 حالة زواج قسرى، رغم غياب الإحصاءات الدقيقة. وتقدر دراسة منفصلة من قبل المكتب المرجعى للسكان أن 507 آلاف سيدة وفتاة داخل الولايات المتحدة يواجهون خطرا أو ربما تعرضن بالفعل للختان، وهو العدد الذى يبلغ ضعف نظيره قبل 15 عاما.
وتوضح إيمى لوجان، الرئيس المشارك للجنة الوطنية الأمريكية لنساء الأمم المتحدة فى سان فرانسيسكو، التى شاركت فى إعداد الفليم الوثائقى، أن الكثير جدا من المجتمعات المهاجرة إلى الولايات المتحدة لم تتخلى عن ثقافتها الأولى، لذا يكثر هذا النوع مما يدعى بجرائم الشرف، ويؤكد جيمس ميكليلاند، المتحدث باسم شرطة إيرفينج، أنه لا يمكن التسامح مع هذا النوع من الجرائم، إذ أنها جريمة قتل بالأساس، أيا كان الدافع.
وتروى جدة سارة وأمينة، لأمهم، فى الفيلم الوثائقى كيف أنها نبهت الشرطة إلى تصرفات الأب عندما تحدثت الفتاتين لها وأبلغاها أن أبيهما يتحرش بهما جنسيا، لكن الفتاتين اضطرتا فيما بعد الإنكار بإيعاز من والدتهما التى توسلت لهما بألا يسجنا أبيهما.
مكتب التحقيقات الفيدرالية يضع الأب على قائمة أكثر عشرة مطلوب القبض عليهم
وبعد ما يقرب من 7 سنوات على الجريمة، وتحديدا بعد عرض الفيلم الوثائقى، قام مكتب التحقيقات الفيدرالية بوضع الأب ياسر سعيد، 58 عاما، على قائمة أكثر عشرة مطلوب القبض عليهم.
ويقول باموس: "نحتاج أن نكون أكثر وعيا بشأن هذه القضية الخطيرة.. نحتاج من الرجال المسلمين أن يعلموا أنه لا يمكن الانتقال للعيش فى الولايات المتحدة والزواج من أمريكية بينما تطالب بناتك فيما بعد بألا يحبوا ويرتبطوا برجال أمريكيين، ولا يمكنك أن تعيش فى أمريكا ومن ثم تنتهك حقوق الإنسان الأساسية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة